عند الحديث عن المدارس يتبادر إلى أذهاننا مباشرة مبنى أسمنتي مكون من طابقين أو أكثر و سور ثم كتب و طلبة ومعلمين ثم يتزايد الضيق في الدخول إلى تفاصيل اكثر كالكتب المدرسية والأنشطة والمشاريع و التحضير والدرجات و مستوى الطلاب ثم تزيد التفاصيل قتامة ( المشاكل اليومية سواء بين الطالب و زميله أو بين الطالب و المعلم ) ثم هناك بعض الاحتكاكات الطارئة بين المعلم و بين بعض زملائه او بينه وبين الهيئة الإدارية و أولياء الأمور . الطالب يرى المعلم هو مصدر الأوامر و الطلبات المستحيلة وهو فعلياً ( هادم اللذات ومفرق الجماعات) وقد يقوم بعض الطلاب بإطلاق أسماء على معلمين يتشاركون في صفات معينة فعلى سبيل المثال هناك معلمين لايسمحون لطلابهم بالحديث و التعليق أثناء الدرس فيطلقون عليهم ( الصارم و ثقيل الدم ) , بينما نرى أن المعلم الذي يتعامل معهم كأصدقاء و لايضغط عليهم أثناء الحصة يقللون من شأنه و يطلقون عليه ( الضعيف , الخفيف ) و المعلم المهتم بنفسه و شكله قد يطلقون عليه ( المتأنق) و أمثلة أخري و مسميات كثيرة منها الصالح للنشر ومنها مايخجل القلم من ذكره لكن المحور في كل هذا أن المعلم مهما فعل فهو في نظر طلابه عدو مشترك يجب التكاتف ضده و عدم الخضوع و الاستسلام له,لكن ماذا لو أن الطالب يضع نفسه مكان المعلم ولو ليوم واحد. اتمنى حقاً من كل قلبي أن يتم تطبيق هذه الفكرة في المدارس وأن يوضع الطلاب الأكثر عناداً و إثارة للمشاكل مع المعلمين في مكان المعلمين لفترة يحددها الأخصائي الاجتماعي او من يكون بيده القرار في المدرسة – و ليس القصد طبعا أن يعطي الطالب الدروس بل يكلف ببعض أعمال المعلم التي يراها الأخصائي مناسبة للمشاكل التي يثيرها الطالب - حتى يدرك الطالب مدى معاناة و تعب المعلم في عمله, وأنا بالتأكيد أتكلم عن المعلمين المخلصين في عملهم فليس كل المعلمين سواء, فإذا استخدمنا تقنية العلاج النفسي المعكوس مع هؤلاء الطلاب قد نرى تحسنا في أخلاقهم و أدائهم العملي وقد يجديهم نفعاً فكرة التعاون مع معلميهم لجعل الدرس و المدرسة مكاناً حقيقياً لاكتساب العلوم والمعارف. فالمدرسة ليست جدراناً وكتباً بل هي كادر بشري يتفاعل و يأخذ و يعطي فالطالب هو ابن أحدهم و هو شخص قد يكون موهوباً في مجال ما و قد يكون له صفات رائعة بالرغم من سوء خلق يبديه في المدرسة لكنه يحتاج لمعلم فذ وماهر يستخرج منه الجيد , و بالمقابل فالمعلم أيضاً هو أب و أخ لأحدهم وقد يكون متميزاً في هواية ما وقد يكون محبوباً من قبل أصدقاءه وأكيد له صفات رائعة وحسن المعشر لكن واجباته و التزاماته المهنية ( من تحضير و درجات و أنشطة و ملاحظات مشددة عليه من قبل من هم أعلى منه درجة في المدرسة ) يجعله إنساناً نزقاً وغير متفاهم عندما يتعلق الأمر بفرض شخصيته داخل الصف و إجبار طلابه على المذاكرة و حل الوجبات والتزام الهدوء وغيرها من الواجبات المفروضة على المعلمين أدائها داخل الصف فهي تجعل من وقتهم ضيق لاكتساب صداقة و ود الطالب الذي للأسف لا يساعد المعلم في مد جسور التفاهم , فكلاهما يمثلان مافي المدرسة إذا حسنت علاقتهما أو مافي المدرسة إذا ساءت علاقتهما.
أحب مدرستي
15 أبريل 2012