التقت أمس رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار والمفوض العام لجناح البحرين في إكسبو ميلانو الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بمجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال الإيطاليين، في لقاء حول «الاستثمار في الثقافة»، وجاء اللقاء لاستعراض تجربة الاستثمار في الثقافة والعمل على استقطاب داعمين جدد للحراك الثقافي في البحرين. وأكدت الشيخة مي خلال اللقاء الذي حضره مديرو ورؤساء شركات ومصارف إيطالية، أهمية الثقافة في بناء المجتمعات وتعزيز الهوية المحلية، قائلة: «إن الرهان على الثقافة هو استثمار المستقبل، وهو الفعل الذي نطمح من خلاله أن نبني مجتمعاً آمناً ونخلق فيه الجمال ونصنع فيه إنسانيتنا».وتطرقت الشيخة مي لأبرز المحطات في تجربتها عبر الاستثمار في الثقافة، مبينة أن من أبرز ما يدعم هذه المشاريع هو العلاقة مع القطاع الخاص والثقة المتبادلة والمبنية على الهدف المشترك بتعزيز وتقوية الهوية الإنسانية والانتماء الحضاري والتاريخي للجغرافيا التي تشهد عبر أماكنها على التبادل الثقافي والانفتاح على مختلف الشعوب والحضارات.وأوضحت أنه من الضرورة أن تتكامل الأدوار وتتقاسم المهام من أجل تفعيل المشاريع واستثمار المعطيات، مستعرضة أهم مراحل الاستثمار في الثقافة الذي بدأ في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث كقطاع أهلي، موضحة أنه ومنذ تأسيس المركز 2002 استطاع أن يعيد إحياء بيوت المحرق والمنامة القديمة واستضاف حتى الآن أكثر من 400 شخصية من عوالم الفكر، الأدب، الصحافة والفن، مشيرة إلى أنها نقلت فكرة الاستثمار في الثقافة إلى القطاع العام بعد تسلمها المهام الرسمية فيه، وذلك من خلال صناعة شراكة ما بين القطاعين العام والخاص لدعم مشاريع البنى التحتية المعنية بالثقافة والسياحة، موضحة أن مبادرة الاستثمار في الثقافة أسهمت في إنجاز مشاريع فاقت 37 مليون دينار.وحول مشاريع البنية الثقافية بالبحرين، أشارت إلى مجموعة من المشاريع التي ظهرت معالمها في الشراكة القائمة بين القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية الملتزمة بالشأن الثقافي، وأبرزها مسرح البحرين الوطني الذي افتتح في نوفمبر 2012 بدعم خاص من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، متحف موقع قلعة البحرين الذي شيد برعاية من بنك أركابيتا في فبراير 2008، إضافة للتطرق إلى مشاريع أخرى متنوعة أسهمت في توعية الفرد بأهمية تراثه وهويته وسبل المحافظة عليها.وأطلعت الشيخة مي الحضور على التوجهات التي تتبعها هيئة البحرين للثقافة والآثار في مراحلها اللاحقة، خصوصاً أن العاصمة البحرينية المنامة تعيش في هذا العام فعاليات احتفائها بالتراث تحت شعار «تراثنا ثراؤنا»، مشيرة إلى مجموعة من المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز مبدأ الاستثمار في الثقافية كمشروع تطوير موقع مسجد الخميس، متحف ومركز أبحاث مستوطنة سار، متحف الأطفال، مركز زوار معبد باربار، متحف عالي وتطوير سلسلة التلال الأثرية ومصانع الفخار في عالي، متحف الصوت، وفندق البحرين. ويأتي هذا اللقاء بتنظيم من مؤسسة آرت فاليه الإيطالية التي أعجبت بنتيجة الاستثمار في الثقافة في مملكة البحرين وطلبت نقل هذه الخبرة إلى الغرب وبالأخص ميلانو حيث ما زال جناح البحرين يحظى بأهمية التغطية الإعلامية المحلية ويحوز على إعجاب الزوار.