عواصم - (وكالات): كثف طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية أمس لليوم الثاني على التوالي ضرباته ضد المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ما أدى إلى مقتل عشرات المتمردين خاصة في شبوة شرق البلاد، غداة هجوم أودى بحياة 60 من جنود التحالف.وبعد غارات أمس الأول التي وصفت بأنها الأعنف منذ بدء الحملة الجوية على اليمن نهاية مارس الماضي، عادت طائرات التحالف لتستهدف مواقع عدة للمتمردين في صنعاء أمس. وقصفت طائرات التحالف موقعاً عسكرياً لجماعة الحوثي وقواعد عسكرية في صنعاء في رد مزلزل على استشهاد 60 جندياً من قوات التحالف قبل يومين.واستهدفت الضربات جنوداً موالين للرئيس اليمني السابق وقاعدة للحوثيين داخل ما كان سابقاً يعرف باسم «جامعة الإمام» شمال العاصمة. وقالت مصادر إن العشرات من مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع قتلوا إثر غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي على مديرية بيحان بمحافظة شبوة شرقاً.ومن أبرز المواقع التي قُصفت صباح أمس بصنعاء مقار الأمن المركزي والفرقة الأولى والحرس الجمهوري، ومعسكر48، إضافة إلى قاعدة الديلمي في محيط مطار صنعاء، ووزارة الدفاع ومبنى الطيارين وسط العاصمة.كما شن طيران التحالف غارات على مقر دار الرئاسة في صنعاء. واستأنف قصفه لمقر قيادة قوات الأمن الخاصة في حي حدة ومواقع مليشيات الحوثي في حي النهضة شمال صنعاء. واستهدفت غارات جديدة العاصمة صنعاء. وذكر شهود عيان أن الغارات استهدفت مواقع في العاصمة للمتمردين الحوثيين ولحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. كما استهدفت مقراً لقيادة قوات الأمن في حدة جنوب العاصمة ومواقع للحوثيين في الأحياء الشمالية للمدينة.وقال سكان إن انفجارات قوية هزت هذا الجزء من المدينة.وذكر شهود عيان أن القصف أصاب مستودعات للأسلحة في جبل نقم المنطقة التي تشرف على شرق صنعاء وتسيطر عليها القوات الموالية لصالح والقصر الرئاسي أيضاً.واستهدف طيران التحالف أيضاً مواقع بالقرب من سفارتي السعودية والإمارات، وأخرى موالية لعلي عبد الله صالح في فج عطان وتلة النهدين في القطاع نفسه.من جهة أخرى، ذكر سكان في تعز أن ضربات استهدفت مواقع للقوات الموالية لصالح عند المدخل الشمالي لهذه المدينة الكبيرة الواقعة جنوب غرب اليمن.وكان التحالف استهدف مواقع للمتمردين في منطقة بيحان في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد تلك المنطقة الواقعة إلى جنوب محافظة مأرب. وذكر مسؤول أن بيحان، التي لا تزال تحت سيطرة المتمردين، هي المنطقة التي أطلق منها الصاروخ الذي أدى إلى استشهاد 60 من جنود التحالف العربي هم 45 إماراتياً و10 سعوديين و5 بحرينيين.وقد قام رئيس هيئة الأركان اليمنية، اللواء محمد بن علي المقدشي، بزيارة معسكرات تدريب الجيش اليمني الموالي للشرعية في مأرب واطلع على استعدادات القوات اليمنية لمعركة تحرير صنعاء.ومنذ أواخر مارس الماضي، انضمت الإمارات والبحرين إلى التحالف العربي في اليمن، بقيادة السعودية لإلحاق الهزيمة بالمتمردين الحوثيين الموالين لإيران الذين سيطروا على مناطق شاسعة، بينها العاصمة، وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي، على التوجه لعدن جنوباً ثم إلى السعودية.وبعد أكثر من 5 أشهر من حملة غارات جوية مكثفة ضد المتمردين، قررت السعودية والإمارات تقديم دعم مباشر على الأرض للقوات الموالية لهادي، ما سمح باستعادة مدينة عدن والمحافظات الجنوبية وتعبئة عسكرية في مأرب تمهيداً لتحرير صنعاء والشمال. وأدت القوات الإماراتية دوراً كبيراً في العملية واستشهد 7 من جنودها في المعارك. ونقلت الصحف المحلية عن ولي عهد أبو ظبي نائب قائد القوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قوله «شهداؤنا إلهام إصرارنا وماضون بعزم حتى تطهير اليمن من الحثالة»، مؤكداً أن «ثأرنا ما يبات».وأعلنت قيادة الإمارات التي استشهد 45 من جنودها الجمعة الماضي عندما أدى صاروخ أطلقه المتمردون إلى انفجارات في مستودع للأسلحة في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء، الحداد الوطني 3 أيام. واحتلت جنازات الجنود عناوين الصحف المحلية التي كتبت «تضحية وفخر شعب». والأمر الملفت الآخر هو إعلان الإمارات للمرة الأولى منذ بداية الحملة على اليمن أن طائراتها قصفت أهدافاً عدة للمتمردين في اليمن. في السياق ذاته، أكد خبراء ومحللون أن «التدخل العسكري للتحالف العربي في اليمن ضد المتمردين سيستمر حتى النهاية بسبب ما يعتبره «تهديداً» إيرانياً. من جهته، قال أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة تولوز الفرنسية ماتيو غودير «يبدو أن المتمردين بلغوا نقطة اللاعودة، ما سيدفع التحالف إلى تكثيف ضرباته وتوسيع نطاق تدخله». واعتبر أن الخسائر التي وقعت في مأرب «ستدفع بالتحالف إلى ضمان أمن أفضل لتدخلاته على الأرض وتوفير غطاء جوي أفضل لقواته» التي تهدف إلى طرد المتمردين من المدن والمناطق التي سيطروا عليها منذ سبتمبر 2014، بما في ذلك العاصمة صنعاء.ويعزو الباحث والمحلل مصطفى العاني إطلاق الصاروخ من طراز توشكا إلى «وحدة من الحرس الجمهوري» التابع للرئيس السابق صالح، فهو وحده فقط القادر على استخدام هذه الأسلحة، وليس الحوثيين.لكنه قلل من شأن الخسائر البشرية وتداعياتها النفسية على قوات التحالف، مؤكداً أن عدد شهداء التحالف العربي «ضئيل» مقارنة مع «عدد كبير» من قتلى معسكر المتمردين الموالين لإيران، الذين «تدهورت قدراتهم تماماً». وشدد العاني على أن «النصر قريب جداً الآن»، مشيراً إلى أن التحالف يعتبر المشكلة في اليمن هي إيران أكثر من المتمردين.وأضاف «منذ البداية» اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي هجوم الحوثيين «يشكل تهديداً» لها. وتابع «رأت هذه الدول في ذلك محاولة من إيران لاستنساخ تجربة حزب الله في شبه الجزيرة العربية، فقالت «لا»، مهما كان الثمن». ووفقاً للعاني، فإن التمرد «بدأ تقديم تنازلات» بموجب ضغوط عسكرية «وسوف ينحني في نهاية المطاف».من ناحية أخرى، قال مصدر طبي أردني إن الدفعة الثالثة من الجرحى اليمنيين والذين قدر عددهم بـ 266 شخصاً وصلت إلى المملكة من أجل تلقي العلاج في المستشفيات الأردنية الخاصة. وقال رئيس جمعية المستشفيات الأردنية الخاصة فوزي الحموري إن «الدفعة الثالثة من الجرحى اليمنيين وصلت إلى مطار الملكة علياء الدولي جنوب عمان فجر أمس قادمة من عدن ويقدر عددها بـ 266 شخصاً على متن طائرتين تابعتين للخطوط الجوية اليمنية حملت الأولى 128 جريحاً والثانية 138 جريحاً». وأضاف أنه «تم توزيع هؤلاء الجرحى وهم من المدنيين من فئات عمرية مختلفة بينهم شباب ونساء وأطفال على عشرة مستشفيات أردنية خاصة». وبحسب الحموري فقد وصلت الدفعة الأولى من الجرحى اليمنيين في 8 أغسطس الماضي وكانت تضم 85 شخصاً فيما وصلت الدفعة الثانية في 18 أغسطس الماضي وضمت 95 جريحاً. وأوضح أن «النسبة الأكبر للإصابات في العظام تليها إصابات في البطن والصدر والنسبة الأقل في الرأس والعمود الفقري»، مشيراً إلى أنها «متنوعة من عيارات نارية ومتفجرات وقنابل وحروق». وعن الفاتورة العلاجية للجرحى، قال الحموري «إنها تقدر بـ 5 ملايين دولار».في السياق ذاته، وصل العاصمة السودانية الخرطوم عدد من الجرحى اليمنيين جراء المعارك الدائرة في البلاد بين قوات المقاومة الشعبية والحوثيين كمقدمة لعدد آخر يصل تباعاً للخرطوم لتلقي العلاج بمستشفياتها.وقال مسؤولون سودانيون إن 68 جريحاً، يمثلون دفعة أولى، وصلوا البلاد، وينتظر وصول نحو 50 آخرين لاحقاً، وتم إعداد عدد من المستشفيات لتقديم الرعاية الطبية لهم.