أكد حقوقيون وسياسيون أن الأمر الملكي السامي الذي أصدره حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بتخصيص يوم الرابع من سبتمبر للشهيد، يأتي تخليداً لذكرى شهداء الوطن الذين سقطوا في ساحة الشرف والجهاد للدفاع عن الخليج العربي بأكمله، وأن التضحيات التي قدموها تؤكد من جديد وحدة المصير، فيما أشاروا إلى أن الأمر الملكي يأتي في سياق اللفتة الأبوية الحانية من جلالة الملك المفدى لينشر بها الأمن والأمل، وتكشف عن وعي جلالته ويقظته وحسه الراقي لما حمله الشهداء من هم للدفاع عن البحرين.التضحيات تبني الأوطانوتقدم رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الخليج العربي عبد الله الحويحي بخالص تعازيه الحارة لذوي الشهداء ولحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بصفته القائد الأعلى، وقال: ونحن ندرك أن بناء الأوطان والدفاع عنها وعن حريتها لا تأتي إلا عبر التضحيات، والشهداء من البحرين والإمارات سقطوا دفاعاً عن أرض العروبة والإسلام وتأكيداً على وحدة هذه الأمة وخليجنا العربي، وتلك التضحيات تؤكد من جديد وحدة المصير بيننا وأشقائنا في السعودية والإمارات وباقي دول مجلس التعاون، وتؤكد أن وحدة دول المجلس أصبحت ضرورة بعد أن أكد الشهداء هذا المطلب الشعبي وهو ما ندعو إليه قياداتنا».وأوضح الحويحي أن الدول تحتفل بيوم الشهيد عرفاناً منها بمكانة الشهداء في ضمير وجدان الأمة، الذي ضحي بنفسه وروحه في سبيل كرامة وحرية أبنائها ودفاعا عن الحق والعدل والمظلومين، وأضاف قائلاً: عندما يأمر جلالة الملك المفدى بتحديد يوم للشهيد مع استشهاد خمسة من رجال قوة الدفاع على أرض اليمن الشقيق دفاعاً عن شرف الأمة، فلا يعد ذلك إلا تأكيد للمكانة العالية التي يحتلها الشهيد في ضمير وجدان القيادة والشعب.لجلالته السبق دائماًمن جانبه أكد د. عبد الله المقابي أن المبادرة الملكية السامية جسدت حب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، للشعب والسلام وكانت التحية الوفية لجلالة الملك دوماً السبق في التعبير بما يُسكن القلوب ويريح النفوس ويدفع بالألم ويحفز الهمم، لأنه هو السباق في وضع أحجار الصلاح وكشف موارد الإصلاح، وها هو اليوم يجدد الرؤية بما يملك جلالته من حب لوطنه وشعبه ووفاء لدماء الأرواح الزكية الطاهرة التي بذلت ما يخلدها في التاريخ ويعظم شأنها في صفحاته.وقال المقابي إن مبادرة الملك المفدى تأتي كلفتة أبوية حانية بحس إنساني ليقف بها على طريق يتجدد بالعطاء وينشر الأمن والأمل، وإن هذه الدعوة الصادقة من جلالته والمبادرة الكريمة تكشف عن وعي جلالته ويقظته وحسه الراقي لما حمله الشهداء من همٍّ للدفاع عن البحرين وعن دول الجوار في محطات المصير المشترك، وليعلم العالم أن البحرين شريك أساسي في رسم السلام في كل أقطار أرض المعمورة، وهي ليست بجديدة على جلالته إذ كان السبّاق قبل كل سابق في كل مبادرة مُشرفة من دعم عوائل الشهداء والتخفيف عن حزنهم ومواساتهم.وأضاف المقابي قائلاً: هكذا عودنا صاحب الجلالة على المبادرة الدائمة من لدنه فيما يخص الوطن والشعب وحتى الأوطان من تقديم يد العون والمساعدة في كل ما يخص أمن المنطقة العربية والإسلامية، ونؤكد أن لفتة جلالة ملك القلوب مبادرة ستخلد في التاريخ كما خلدتم جلالتكم هذا اليوم للشهيد وهو أقل حق منا وواجب علينا أن نحيي ذكراهم في يوم عمّ فيه الحزن والألم من كل قريب وبعيد بعد استشهاد ثلة من الأبطال البواسل في حرب إعادة الأمل وهي الحرب التي ترسم طريق السلام في المنطقة، فشكراً يا والدي يا صاحب الجلالة وإننا نؤيد جلالتكم فيما ترسمونه من طريق خير لصالح الوطن وأبنائه.إدارة لرعاية الشهداءوأشاد المنسق العام لمجموعة البحرين لحقوق الإنسان فيصل فولاذ بالأمر الملكي السامي بتخصيص الرابع من سبتمبر من كل عام يوماً للشهيد البحريني تخليداً وعرفاناً بتضحيات شهداء الوطن، فيما نوه إلى اقتراح آخر بعنوان «مزايا لأسر الشهداء» يهدف لتأمين مستقبل أسر الشهداء من خلال منح نصف مليون دينار لكل أسرة وإسقاط ما على الشهيد من ديون وعهد حكومية وديون للمصارف، وتعيين فوري لأحد أبنائه بوظيفة حكومية، وصرف راتب شهري لوالديه، وأوضح، أن الاقتراحين تقدمت بهما المجموعة لنواب كتلة الأصالة النيابية برئاسة النائب عبدالحليم مراد لعرضهما بأول اجتماع لمجلس النواب في دورته المقبلة.وقال فولاذ إن فكرة تخصيص يوم للشهيد يصادف 4 سبتمبر من كل عام انطلقت تخليداً لذكرى الشهداء الجنود الذين سقطوا في ساحة الشرف والجهاد للدفاع عن السعودية واليمن والخليج العربي من الأعداء والعملاء. وأضاف أن اليوم سيشهد إقامة وتنظيم مراسم وفعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة والمجتمع المدني كافة وكل أبناء شعب البحرين والمقيمين فيها استذكاراً وافتخاراً بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء البحرين الأوفياء التي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.وفيما يتعلق بتفاصيل الاقتراح الثاني بتخصيص مزايا لأسر الشهداء، بين فولاذ أن المقترح أعطى تعريفاً لـ«الشهيد» نصه «كل من فقد حياته، أو المفقود، ومن أصيب بعجز كلي بسبب تضحيته لحفظ أمن الوطن واستقراره ومقدراته». وأشار إلى أن المقترح يشمل أيضاً آلية تأمين السكن المناسب لأسرة الشهيد والسماح لها بالبقاء بالمساكن الحكومية، ومنحها أولوية الحصول على برامج الدعم السكني وإعفاء الشهيد من القروض، ولفت إلى أن المقترح يطالب بإنشاء إدارة «رعاية الشهداء» تتبع الديوان الملكي، تعنى بتقديم الخدمات اللازمة وتيسير إجراءات أسر الشهداء، ويكون لها مكاتب فرعية في المحافظات الأربع، وأفاد أن المقترح أشار لشهداء الواجب ومصابيه بكونهم المواطنين والمقيمين الذين يقتلون أو يصابون في أثناء مواجهات رجال الأمن مع الجماعات الإرهابية، وضحايا الجماعات الإرهابية بالإضافة إلى المتوفين أثناء أدائهم لمهام رسمية.وذكر أن مواد الاقتراح أكدت أن هناك مزايا ومستحقات وتعويضات يستحقها شهداء الواجب ومن في حكمهم، ونصت على تأمين العلاج الطبي ومنح بطاقة للمصاب وأسرة الشهيد للتعريف بهم ومنحهم تسهيلات بالتنسيق مع القطاعات الحكومية المختلفة، وتخفيض وسائل المواصلات وترقية للرتبة التي تلي رتبة الشهيد أو المصاب، وصرف مبلغ مالي عاجل ومنحه نوط الشجاعة وتكليفه بالعمل الذي يناسبه ونقله لأي مكان يرغبه، وبين أن المقترح حدد آلية توظيف أسرة الشهيد نصت على توظيف زوجاته وأبنائه وبناته بصرف النظر عن عددهم أو وقت تقديمهم للوظيفة، ويقبل جميع من تقدم من أفراد أسرة الشهيد إلى الجامعات والكليات العسكرية والمهنية ومعاهد التدريب، وتكون الأولوية لهم في الابتعاث الداخلي والخارجي بالحد الأدنى من الشروط.