لندن - (وكالات): أعلنت صحيفة «صنداي أكسبرس» البريطانية أن «أكثر من 4000 من مقاتلي تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي تمكنوا من التسلل إلى دول الاتحاد الأوروبي في شكل لاجئين.وأفادت الصحيفة نقلاً عن مصدر في التنظيم الإرهابي بأن عملية انتقال هؤلاء إلى أوروبا تمت بنجاح.وقال المصدر إن مقاتلي «داعش» انضموا إلى جموع اللاجئين المتزاحمة في ميناءي مدينتي أزمير ومرسين من حيث ينطلقون عبر المتوسط إلى إيطاليا، مضيفاً أن مقاتلي التنظيم المتطرف بعد ذلك يتوجهون إلى دول أخرى وبخاصة إلى السويد وألمانيا.وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعلومات أكدها اثنان من المهربين المحليين، حيث نقلت عن أحدهما قوله إنه «ساعد في دخول أكثر من 10 إرهابيين إلى أوروبا، بعضهم قال إنه يريد زيارة أسرته، وآخرون كي يكونوا على استعداد!».وقال المصدر في «داعش» للصحيفة البريطانية إن «تسلل المقاتلين هو بداية الانتقام من الضربات الجوية التي يقوم بها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة»، مضيفاً «نحن نريد إقامة الخلافة ليس فقط في سوريا بل في كل العالم».وذكرت الصحيفة أن مصدرها في «داعش» أكد أن الهجمات ستستهدف حكومات الدول الغربية لا المدنيين.وفي أول تعليق على ما نشرته الصحيفة البريطانية، أكد رئيس الاستخبارات الفيدرالية الألمانية غيرهارد شيندلر إمكانية أن يحاول الإرهابيون التسلل إلى بلدان الاتحاد الأوروبي بين صفوف اللاجئين.وأضاف في حوار مع صحيفة «بيلد» الألمانية «لا توجد لدينا في الوقت الراهن معلومات عن وجود إرهابيين بين اللاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا، لكن لا يمكن استبعاد أن يستعمل الإرهابيون الإمكانات التي بحوزتهم للتسلل إلى أوروبا».من جهة أخرى، شكك رئيس الاستخبارات الألمانية في إمكانية أن يخاطر هؤلاء بحياتهم للوصول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي في عداد اللاجئين بحراً، مشيراً إلى أنه «من الأسهل عليهم بكثير فعل ذلك بشراء تذكرة سفر على الخطوط الجوية باستخدام وثائق مزورة أو مسروقة».وكانت تقارير أمنية وتصريحات لمسؤولين وقادة عسكريين أوروبيين دأبت في الأشهر الأخيرة على التحذير من احتمال تسلل إرهابيين إلى الدول الأوروبية ضمن موجات اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين المتزايدة.وصرّح في هذا الصدد بشكل جلي مؤخراً الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس شتولتنبرغ، محذراً من خطر أن يؤدي تمدد «داعش» إلى تسلل أفراده إلى أوروبا من خلال الهجرة غير الشرعية وعبر التخفي وسط جموع اللاجئين الغفيرة.وأضاف شتولتنبرغ في حيثياته أن «خطر دفع تنظيمات مثل «داعش» ببعض المتشددين للتسلل إلى أوروبا بين صفوف موجة المهاجرين الهائلة يعد خطراً مقدراً بحجم الإشارات السياسية التي تنبه إليه، فالأمر أشبه بهجرة عكسية الآن من الشرق الأوسط إلى أوروبا للقيام بهجمات أكثر تركيزاً وكثافة من ذي قبل، وهذا الأمر يتطلب يقظة استثنائية من كل الأجهزة الأمنية والاستخبارية وحتى العسكرية».وأشار الأمين العام للحلف في سياق توضيح مخاوفه إلى أنه «ما إن يدخل الوافدون الجدد إلى منطقة شنغن حتى يصبح من حقهم السفر عبر 26 دولة دون قيد أو شرط، والكثير من هؤلاء الوافدين من دول مثل سوريا والعراق حيث يتمتع تنظيم الدولة الإسلامية بالنفوذ في مناطق شاسعة».وشدد شتولتنبرغ على أن «وصول الإرهابيين مع اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي أمر خطير للغاية»، مشيراً إلى «صعوبة التثبت من انتماء الأشخاص الوافدين إلى تنظيمات إرهابية»، لافتاً إلى أن «مثل هذه المهمة تتطلب «قدرات استخبارية عالية جداً، أو مستحيلة».