عواصم - (وكالات): رأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن التدفق الكثيف للمهاجرين «سيغير» ألمانيا، في حين تتوالى الاتصالات في أوروبا لمواجهة أسوأ أزمة هجرة في تاريخ القارة الحديث. من جهتها وافقت باريس على استقبال 24 ألف لاجئ على عامين في إطار خطة لتوزيعهم في الاتحاد الأوروبي، فيما أعلنت بريطانيا أنها مستعدة لاستقبال «20 ألف» لاجئ سوري على 5 سنوات للمساهمة في تجاوز أزمة المهاجرين في أوروبا. وحذر الرئيس فرنسوا هولاند من أنه في غياب سياسة معممة «سنقضي على فضاء شنغن» معرباً عن الأمل في تنظيم مؤتمر دولي حول أزمة الهجرة.وقالت ميركل للصحافة «إن ما نعيشه هو أمر سيشغلنا في السنوات القادمة وسيغير بلادنا، ونريد أن يكون هذا التغيير إيجابياً ونعتقد أن بوسعنا تحقيق ذلك».وتحدثت بالتفصيل عن برنامج فيدرالي بقيمة 6 مليارات يورو لعام 2016 لتحسين عملية استيعاب المهاجرين ودمجهم. وأضافت ميركل أن المبلغ الإجمالي قد يصل إلى 10 مليارات يورو العام المقبل إضافة إلى نفقات الدولة الفيدرالية والمقاطعات. وتقدر ألمانيا بـ10 آلاف عدد الوافدين الجدد بعد نهاية أسبوع سجلت أرقاماً قياسية مع قدوم أكثر من 20 ألف مهاجر بينهم العديد من السوريين أتوا إلى ألمانيا من المجر عبر النمسا.وستقترح المفوضية الأوروبية ورئيسها جان كلود يونكر توزيع 120 ألف لاجئ على دول الاتحاد خلال العامين المقبلين لاستيعاب تدفق المهاجرين. وهذا الاقتراح سيضاف إلى عملية إعادة توزيع 40 ألف مهاجر أعلن عنها في مايو الماضي. وحصص التوزيع تضع ألمانيا في المرتبة الأولى «26.2%، 31443 لاجئاً» تليها فرنسا «20%، 24031» وإسبانيا «12,4%، 14931».والدليل على حجم العمل الواجب إنجازه أن ألمانيا تتوقع أن تتلقى هذا العام 800 ألف طلب لجوء، أي أكثر بأربع مرات من العام الماضي. وازداد التدفق منذ أن قررت السلطات عدم إعادة السوريين إلى نقطة دخولهم في أوروبا.ومبدأ الحصص لم يشكل إجماعاً خصوصاً شرق أوروبا. واعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان أنه من المبكر مناقشة مسألة التوزيع طالما لم يتم ضبط تدفق المهاجرين.وفي هذا الإطار دعت ميركل مجدداً الشركاء الأوروبيين إلى التحرك وقالت «الوقت يداهمنا لإيجاد حل».من جهته قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو إن الأزمة «قد تؤثر على صورة أوروبا».وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده مستعدة لاستقبال «20 ألف» لاجئ سوري على 5 سنوات للمساهمة في تجاوز أزمة المهاجرين في أوروبا.وأعلنت نيوزيلاندا أنها ستستقبل 750 سورياً على مدى 3 سنوات. وقالت جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، إنها مستعدة لقبول 300 لاجئ للمساعدة في تخفيف الأزمة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تفضل أن يكونوا من المسيحيين. وتعهدت وزيرة الهجرة في مقاطعة كيبيك الكندية كاثلين ويل بأن تستقبل المقاطعة 3650 لاجئاً سورياً بنهاية العام. في المقابل، نشرت وزارة الهجرة الدنماركية إعلاناً في عدد من الصحف اللبنانية تنبه فيه اللاجئين إلى صعوبة الهجرة إليها خصوصاً بعد أن شددت القوانين المتعلقة باللجوء في أراضيها. وفي أوروبا زادت ضغوط الهجرة. وصرح وزير الهجرة اليوناني يانيس موزالاس أن جزيرة ليسبوس «على وشك الانفجار» بعد تدفق أكثر من 15 ألف مهاجر إليها معظمهم من السوريين، مسببين ضغوطاً شديدة على موارد الجزيرة. وصرح الوزير لإذاعة «تو فيما» أن القوارب التي تنقل اللاجئين إلى الجزر اليونانية الرئيسة ستستخدم قريباً ميناء ثانياً لتخفيف الضغط على الجزيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 85 ألف نسمة.وقال إن عاصمة الجزيرة «ميتيلين فيها الآن ما بين 15 و17 ألف لاجئ، وهذا هو العدد الرسمي من جميع الأجهزة». وأضاف «نحن نركز على هذه الجزيرة لأن الوضع فيها على وشك الانفجار».وقام خفر السواحل اليوناني بإنقاذ 2600 لاجئ ومهاجر في البحر خلال الأيام الماضية، المحطة الأولى إلى أوروبا الغربية لعشرات آلاف اللاجئين الآتين من تركيا.وقبضت الشرطة التركية على مهرب آخر بعد حادث الغرق التي تسبب في مصرع الطفل إيلان قبالة سواحل تركيا وآثار المشاعر في العالم أجمع وفقاً لوكالة أنباء الأناضول.وأعادت قوات خفر السواحل الليبية 121 مهاجراً غير شرعي إلى ليبيا إثر تعطل مركبهم في عرض البحر قرب طرابلس بينما كانوا في طريقهم نحو السواحل الأوروبية.ومنذ مطلع العام وصل 366402 شخص عبر المتوسط وفقاً لآخر أرقام نشرتها المفوضية العليا للاجئين. وفقد أو لقي 2800 مصرعهم منذ مطلع العام.وذكر مهاجرون أنقذوا من قبل خفر السواحل الإيطالي قبالة سواحل ليبيا أن 5 أشخاص كانوا في قاربهم المطاطي فقدوا وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.وقالت ميركل إن «مشاهد مؤثرة» سجلت ورحبت بتضامن الشعب الألماني الذي استقبل المهاجرين مؤمناً لهم المأكل والملبس. وتجمع مئات المتطوعين في المحطات لتوزيع الملابس والمياه حاملين يافطات كتب عليها «نرحب باللاجئين».ورغم ذلك عجزت الإدارات الألمانية عن احتواء تدفق المهاجرين. وصباح أمس في برلين انتظر مئات الأشخاص أمام مركز التسجيل الرئيس لطالبي اللجوء في العاصمة. وافترش العديد منهم الأرض للنوم.