أطلقت جامعة الخليج العربي بالشراكة مع معهد كارولينسكا السويدي، مشروع الأبحاث الإكلينيكية لمرضى فقر الدم المنجلي «السكلر»، الذي من المؤمل أن يتوصل لنتائج متقدمة حول فاعلية دواء جديد سيسهم بشكل كبير في رفع المعاناة عن مرضى «السكلر». وحضر حفل التدشين الوكيل المساعد لشؤون المراكز الصحية بالوزارة مريم الجلاهمة، والرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية د. بهاء فتيحة، وجمع من المسؤولين والأطباء الاستشاريين في وزارة الصحة، وعدد من ممثلي هيئات المجتمع المدني المهتمة بعلاج مرض «السكلر».وأكد رئيس جامعة الخليج العربي د. خالد العوهلي أثناء الحفل أن جامعة الخليج العربي تتبنى هذا المشروع انطلاقاً من دورها في التصدي للقضايا الصحية والاستراتيجية في دول مجلس التعاون، من خلال الدور المتنامي الذي يلعبه مركز الأبحاث السريرية في الجامعة، بالتناغم مع مدينة الملك عبدالله الطبية التي ستكون حاضنة استراتيجية على المستوى الإقليمي في مجال الأبحاث والعلوم الطبية التي تشكل تحدياً لمجتمع الخليج العربي.وأوضح العوهلي أن التعاون القائم بين وزارات الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تسعى لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين في دول التعاون، وجامعة الخليج العربي كمؤسسة أكاديمية وبحثية تسعى للتصدي للقضايا الاستراتيجية التي تواجه مجتمع الخليج العربي كالأمراض النادرة، ومؤسسات المجتمع المدني والتي تعد جمعية مرضى «السكلر» أحد أوجهها لما تقدمه من دور كبير في توعية المرضى، من شأنه أن يؤتي نتائج إيجابية فيما يتعلق بتطوير العلاج لهذا المرض العضال.وعقد الفريق البحثي للمشروع بالتعاون مع معهد كارولينسكا السويدي، لقاء تعريفياً لإطلاق المرحلة الأولى من المشروع، واستعراض خصوصياته ومتطلبات التطوع فيه، والنتائج المنتظرة منه، بمشاركة خبير الأمراض الوراثية أ.د. بارت بيدمونت من المستشفى الجامعي في أمستردام، ونخبة من الأطباء والاستشاريين المتخصصين في أمراض الدم الوراثية في وزارة الصحة البحرينية بالإضافة إلى مجموعة من مرضى السكلر.وتناول بهاء الدين فتيحة أثر الأبحاث الإكلينيكية على تطور مستوى الخدمات الصحية في البحرين مشيراً إلى أن المملكة وباقي دول الخليج سعت منذ 25 عاماً للتوصل إلى علاج لهذا المرض، لذا فإن هذا المشروع يعتبر أول خطوة على الطريق. ثم تناولت رئيس مجلس إدارة مركز أمراض الدم الوراثية بوزارة الصحة د. رجاء يوسف، أوجه التعاون القائم بين مركز أمراض الدم الوراثية ومركز الأبحاث الإكلينكية في جامعة الخليج العربي لإنجاح هذا المشروع. من جانبه أوضح مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية د. عادل مذكور أن مرض السكلر يعد من أمراض الدم المستعصية التي لا يوجد لها علاجات قاطعة أو أدوية فعالة، رغم التطورات في التكنولوجيا الطبية الحديثة، وهو الأمر الذي تسعى الجامعة لدراسته لبحث مدى فاعلية الحلول البديلة، خصوصاً بعدما نجح باحثون من معهد كارولينسكا، بمعية أطباء هولنديين وأمريكيين في تطوير دواء جديد يمنع خلايا السكلر من الالتصاق ببعضها، والذي يعتبر السبب المؤدي إلى انسداد الشرايين، مما يترتب على الانسداد آلام حادة ومضاعفات لمرضى السكلر تصل إلى حد الوفاة.وقال خبير الأمراض الوراثية في مستشفى أمستردام البروفيسور بارت بيدمونت إن الدواء الجديد الذي تشرف على إنتاجه وتجربة فاعليته شركة سويدية تابعة لمعهد (كارولينسكا) للأبحاث الطبية يعمل على تفكيك تجلطات الدم في الشرايين، ليعود جريان الدم بشكل طبيعي، مما يخفف آلام المريض، ويقلص مدة النوبة، ويخفض جرعات العلاج، وبالتالي يقلل زمن التشافي ومدة البقاء في المستشفى، كما ويساعد على تفادي إلادمان على بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطيرة مثل المورفين.وفي غضون التجربة البحثية للدواء الجديد، سيشرف مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي على تسيير المشروع بالتعاون مع الأخصائيين بوزارة الصحة ومركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي، إذ يضم المشروع أخصائيين من 4 دول في العالم هي هولندا وتركيا، والبحرين ولبنان، وفي حالة ثبات سلامة وفاعلية هذا الدواء في تخفيف آلام المريض وأعراضه سيتم الانتقال إلى المراحل المقبلة اللازمة في إطار تطويره والتمهيد لإنتاجه وطرحه في الأسواق. ومن جهتها أكدت نائب رئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي ورئيس مجلس إدارة مركز أمراض الدم الوراثية د. رجاء اليوسف بأن الفريق الأكاديمي الإكلينيكي بمجمع السلمانية الطبي قد شارك في إجراء دراسة على دواء جديد لبحث مدى فعاليته في التخفيف من حدة ونوبات الألم التي يتعرض لها مرضى فقر الدم المنجلي.وأوضحت اليوسف بأنه من المعروف أن مرض فقر الدم المنجلي هو مرض وراثي ولايوجد حتى اليوم دواء يؤدي إلى الشفاء التام من المرض وإنما تتركز الجهود الصحية في الوقاية وعلاج أعراض المرض مثل الهيدروكسيوريا وعلاج نوبات الألم بالأدوية المسكنة والمحاليل الوريدية، مشيرةً بأن المشكلة الأساسية في المرض تكمن في زيادة تجمع وتجلط كرات الدم الحمراء نتيجة لوجود هيموجلوبين مختلف والذي بدوره يؤدي إلى حدوث نوبات الألم.من جهة أخرى، أكد وزير الصحة صادق الشهابي أهمية دعم الدراسات والبحوث الإكلينيكية التي تجرى لعلاج وتشخيص مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) في مملكة البحرين، مثنياً على الجهود الحثيثة والمبادرات القيمة التي يبذلها المختصون في مجال الطب والصحة بالبحرين من أجل الاهتمام بعلاج هذه الشريحة من المرضى بالمجتمع البحريني.