أنقرة - (أ ف ب): تثير الهجمات الدامية الأخيرة للمتمردين من حزب العمال الكردستاني ضد الجيش غضب القوميين وأنصار السلطة في تركيا الذين كثفوا التظاهرات ضد أبرز حزب مؤيد للأكراد في البلاد.ولليلة الثانية على التوالي نزل آلاف المتظاهرين إلى الشارع في عدة مدن تركية للتنديد بـ «إرهابيي» حزب العمال الكردستاني وهاجموا مكاتب لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يتهمه نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بدعم حركة التمرد.وقال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرتاش لللصحافيين إن «حملات الهجمات هذه تديرها يد واحدة هي يد الدولة». وتظاهر 7 آلاف شخص وسط أنقرة تنديداً بـ»إرهاب» حزب العمال الكردستاني. وقامت الشرطة بتفريق أعنف المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع. وقامت مجموعة أخرى بمهاجمة مكاتب حزب الشعوب الديمقراطي في حي كافاكليديري وأحرقت فيه قاعة المحفوظات. واحرق مقر الحزب بالكامل في منطقة الأنيا جنوب البلاد. وقال دمرتاش «خلال اليومين الأخيرين جرى أكثر من 400 هجوم ضد حزب الشعوب الديمقراطي والأكراد، أننا نتعرض لحملة من التعديات والهجمات».كما هاجم أنصار للحكومة مقر صحيفة «حرييت» في إسطنبول للمرة الثانية منذ الأحد الماضي، لاتهام الصحيفة بأنها معادية للرئيس المحافظ رجب طيب أردوغان. وحاول 100 متظاهر اقتحام المبنى مرددين «الله أكبر». وندد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بهذه التظاهرات داعياً إلى الهدوء.وكتب على موقع «تويتر» «أن هدف الإرهاب هو النيل من روابطنا الأخوية الثابتة. مهاجمة الصحافة وأملاك الأحزاب السياسية أمر غير مقبول» مؤكداً أنه «لا يمكن لأحد أن يحل محل القانون».وقال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش «كحكومة نلعن هذه الحوادث وندين المسؤولين عنها» في إشارة إلى الهجوم على صحيفة «حرييت».من جهته قال زعيم المعارضة الاجتماعية الديمقراطية في البرلمان كمال كليتشدار أوغلو «أدعو المواطنين إلى التعقل والحكمة».ومنذ نهاية يوليو الماضي استؤنفت المواجهات الدامية بين حزب العمال وقوات الأمن التركية ما أدى إلى وقف محادثات السلام التي أطلقت في خريف 2012 لإنهاء النزاع الكردي الذي أسفر منذ 1984 عن سقوط 40 ألف قتيل. ويشهد جنوب شرق البلاد حيث الغالبية الكردية حالة حرب. وتسبب كمينان بمقتل 30 جندياً وشرطياً تركياً. ورداً على ذلك شنت تركيا غارات جوية على معسكرات حزب العمال الكردستاني شمال العراق وعبرت القوات الخاصة الحدود لمطاردة المقاتلين المتمردين.ويأتي التصعيد قبل أقل من شهرين على الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في الأول من نوفمبر المقبل.وخلال الاقتراع في 7 يونيو الماضي خسر حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان الغالبية المطلقة التي كان يتمتع بها في البرلمان منذ 12 سنة خصوصاً بسبب النتائج الجيدة التي حققها الحزب الموالي للأكراد «13%». وأطلق الرئيس حملة لاستعادة هذه الغالبية لفرض نظام رئاسي قوي.واتهم دمرتاش نظام أردوغان بتأجيج النزاع الكردي لأهداف سياسية.وقال «لسنا نحن من قرر إغراق هذا البلد في الحرب وتكثيفها. لم نساند يوما مثل هذا القرار، إنه قرار اتخذه الرئيس والحكومة». وأضاف «يريدون أن يقولوا لنا «إذا لم نحصل على 400 نائب ستدفعون الثمن».