^ يبدو أن النظام الإيراني وأتباع الخمينية داخل هذا النظام وخارجه أصبحا في مأزق حقيقي وفي مفترق طرق يؤدي إلى المجهول أو الجحيم بصريح العبارة والمعنى، فعن هذا النظام الذي هو بمثابة الظل لطيف الراحل الخميني، عنه ظل وكان الكثير من المتتبعين يعتقدون خطأ أنه مقبل على دخول حرب بالنيابة أو يخوضها في الوقت الراهن وإن كانت باردة ضد أعداء إيران والأمة الإسلامية حسب المزاعم. قلنا وظللنا نحن نعتقد من جهتنا أن إيران لن تدخل أي حرب كانت مع الغرب أو الشيطان الأكبر وحلفائه كما تسميهم، وإن كل ما في الأمر هو نزاع بين إيران وأعدائها المفترضين على غنيمة وغنائم اقتصادية وسياسية وسط قطيع من الغنم لا راعي ولا مرعى له، وفي كل الأحوال لن تنشب أي حرب بين الطرفين وسيظل هذا الأمر دائماً بمثابة الخلاف بين أبناء العائلة الواحدة على حق الإرث والميراث لا أكثر ولا أقل. كانت ومازالت إيران -أو النظام الإيراني- تسعى دائماً إلى التظليل لإقناع المغررين والأبواق المهللة لتلك الشعارات التي كان يرفعها النظام الإيراني أو أتباع الخمينية من الداخل المتعفن والخارج المندفع وراء الشعارات، وقد ظل هؤلاء ينظرون ويعتقدون أنهم يحتمون أو تحت حماية أسد الغابة الشرس، وكل أصحاب هذا الاعتقاد وللأسف الشديد هم من الخارج لا يعلمون حقيقة ما يجري أو ما يغلي في أحشاء النظام الإيراني داخلياً جراء ما يعانيه من معارضة شعبية شرسة ورفض تام لهذا النظام جراء ما يعانيه شعب هو عبارة عن خليط من المذاهب والأعراق لا يمكن بأي حال من الأحوال الانضواء تحت العمامة الخمينية وأحلام الإمبراطورية الفارسية، فعن ذلك يعلم الشعب الإيراني جيداً أن بقاءه على ما هو عليه في الوقت الراهن لا يختلف عن عهد الإمبراطورية التي كانت الحياة الاجتماعية فيها تقوم على عماد النسب والملكية لذلك يسعى الشعب الإيراني من الداخل تفكيك هذا الحلم لأنه يعتبره عودة إلى العصور القديمة ويسعى أن يفعل بالمشروع الخميني في مهده ما فعله الإسكندر بالإمبراطورية الفارسية. ما عرفت مواطناً إيرانياً سواء من الداخل أو الخارج -وهذه حقيقة وشهادة أنا مسؤول عنها أمام الله والتاريخ- إلا وصب جام سخطه وكراهيته اللامتناهية لنظام إيران أو المشروع الخميني كما يسمونه هم أنفسهم، أما إذا تحدثت إلى أي مواطن من الأحواز العربية فذاك حديث آخر، أقول ذلك وأنا على يقين لو أنك صادفت صبياً أحوازياً أنا متأكد وتأكد وإن كنت شخصاً عنيداً وصعب الاقتناع تأكد تماماً أنه سيقنعك بأن لا حياة أو لا بقاء للنظام الإيراني والمشروع الخميني في المنطقة وهو كلام ليس أي كلام بل تحليل وصورة حقيقية لحقيقة غائبة عن البعض كما هو حال حقيقة الأحواز العربية أو القضية الأحوازية التي يجهلها الكثير من العرب وللأسف الشديد حيث إنها ولمن لا يعرف الأحواز والشعب العربي الأحوازي الذي يفوق تعداده تعداد الشعب الليبي. الأحواز التي تقع على أرض نفطية لها حدود مع العراق والبحر احتلت من طرف إيران عام 1925 حتى الآن، ولو تحدثنا عن الأحواز وتاريخها لنسينا موضوع هذا المقال وقد تطرقنا إلى موضوع الأحواز لأنها طرف فاعل ومهم في معادلة إسقاط النظام الإيراني أو الداء الذي لا دواء له كما تراها إيران وقد يعتقد البعض أنه إذا ما تحدثنا أو قلنا إن هناك ثورة مضادة قد تقوم أو تشتعل في مدينة “قم” المقدسة، لكن كلامنا أو اعتقادنا هذا قد يجعل من بعض القراء إن لم نقل جلهم يضعون نقطة ليس للعودة إلى السطر بل للتوقف عن إكمال قراءة المقال وربما مقاطعة كل كتاباتنا وما يوقع باسمنا اعتقاداً منهم بأنه هذيان وخرف وهذا طبعاً شأن يعود لمن أراد أو رأى في كلامنا ذلك. لكن قبل ذلك نقول لهم ورغم الإشارات الواضحة والأنباء الأكيدة الواردة من عين المكان والتي مفادها أن هناك أعمالاً مناهضة حدثت بقلب هذه المدينة التي هي العمق الديني لإيران، وقد مست هذه الأحداث شخص الخميني نفسه ما يعني أن الداء ضرب في الجذور وهو في كل الأحوال السبب الحتمي للانهيار والقلع، أليس في هذا مؤشر وإشارة واضحة ودالة على أن النظام الإيراني حقاً في مفترق الطرق يؤدي إلى المجهول أو الجحيم كما سبق وأشرنا، وما التفسير الآخر لأحلام إيران بإنشاء شبكة عنكبوتية في الداخل خاصة بمواطنيها يدور في فلكها فقط فكرها وأفكارها القديمة بعد أن قامت بحجب العديد من المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت إن لم نقل جلها؟ يطول بنا الحديث في هذا المقال لكن لن تطول الأيام وسنقف من حين إلى آخر على الحقيقة التي هي قيام ثورة داخلية في إيران تسقط النظام وتعطل مشروع أحلام جمهورية الخميني، على غرار الربيع العربي كما يسميها البعض، وبالمناسبة هذه الأخيرة نحذر أن يحولها الآخرون في الحقيقة الأخرى إلى “ريع” وقد لا ينجب مخاضها إلا أشخاص متسلقون وليس أرقاماً فاعلين لتغيير المعادلات وصنع رموز ومفاتيح الدولة الحديثة بالمعنى الصحيح للثورة والدولة
إيران على فوهة بركان
15 أبريل 2012