كتبت - نور القاسمي:فرضت عليهما ظروف الحياة التغرب عن بلدهما منذ أكثر من عشر سنوات، أرادت والدتهما المغادرة لبلدها الأم، فما كان لطفلين يحتاجان الرعاية أي خيار سوى العيش في الغربة، ويبقى أباهما بعيداً عنهما ليعيلهما ويتحمل تكاليف دراستهما هناك. وبعد مرور أكثر من عشر سنوات من البعد، فارق الأب الحياة قبل سنتين، ليترك «علي وشيماء» دون معيل أو مورد يستطيعان العيش منه! انتهيا من دراستهما الثانوية، بحثا عن عمل يسدان به حاجتهما في الغربة لكن دون جدوى! لم يبقَ لهما أحد، عائلة أم تعاني الفقر هناك، وعائلة أب لا تستطيع إعالتهما -كما كان والدهما يفعل- أو حتى مساعدتهما مادياً! فما كان بيد عم الأبناء إلا أن قرر إرجاعهما إلى وطنهما، ليكونا تحت رعايته وإشرافه ليستطيعا العمل فيه والاعتماد على نفسهما ليتفاجأ العم بالديون المتراكمة عليهما جراء عدم تجديد والدتهما إقامتهما الفلبينية خلال فترة مكوثهما معها! تاركةً الرسوم والغرامات تتراكم حتى بلغت ما يقارب الـ2000 دينار! وروى عم الأبناء تفاصيل المشكلة بحسرة بسبب عجزه المادي لمساعدة أبناء أخيه في أشد أوقات حاجتهما له: «عندما علمت بظروف أبناء أخي الصعبة هناك، قررت إرجاعهما للبلاد ليكونا تحت رعايتي ومسؤوليتي، لكنني صعقت بالغرامات التي تكدست عليهما طوال السنين التي مكثوا فيها في الفلبين، ورفض الدولة السماح لهما بالمغادرة حتى يتم دفع جميع الغرامات والرسوم المفروضة عليهما هناك»، ويضيف: «لا أستطيع دفع ولو جزء من هذه المبالغ بمعاشي التقاعدي فقط، الذي لا يعيلني غيره، منذ سنتين نحاول إرجاعهما بشتى الطرق دون جدوى، نتألم على ما تؤول إليه حالتهما يوماً بعد يوم هناك، ونتأثر لما يعانيانه هناك من فقر وجوع وحاجة». تتحدث عمة الأبناء عن الأبواب التي طرقتها هي وأخوها راجية أن تساعد أبناء أخيها المتوفى ودون جدوى أو رد: «كتبنا رسالة عن المشكلة وعن حالتنا المادية إلى أكثر من جهة دون جدوى. ونبقى حائرين بلا معين لهذه المشكلة!». يختتم عم وعمة الأبناء حديثهما راجيين من المولى تعالى ثم من المعنيين في الأمر من أصحاب النفوذ والشأن فك أسر هذين اليتيمين: «إننا نناشد هنا من خلال «الوطن» الأب الحنون رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والراعي ذا القلب الكبير سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية للأيتام، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في النظر إلى حال هذين اليتيمين، ومساعدتهما مادياً قدر الإمكان بتحمل جميع الرسوم والغرامات المتراكمة عليهما، وإرجاعهما إلى بلدهما سالمين».