عواصم - (وكالات): تعصف حرب دامية كارثية بسوريا منذ نحو 5 سنوات، وتختلف أهداف اللاعبين الرئيسيين فيها على المستويين الداخلي والخارجي، لكن البعض يرى أن فشل استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا أدى لتعاظم النفوذ الروسي فيها.في هذا الإطار، تناولت صحف أمريكية وبريطانية الشأن السوري فنشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية مقالاً للكاتب بول بونيسيلي قال فيه إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن في أكثر من مناسبة عن فقدان الرئيس السوري بشار الأسد للشرعية.لكن أوباما تردد في اتخاذ موقف حازم يؤدي إلى إيقاف المجازر الدامية التي يتعرض لها الشعب السوري على أيدي النظام.وأوضح الكاتب أن فشل استراتيجية أوباما تجاه سوريا أسفر عن مقتل مئات الآلاف بالأسلحة الكيميائية وغيرها على أيدي قوات الأسد، وأنها أدت إلى تشريد الملايين منهم وتدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى أوروبا.وأضاف الكاتب أن بعض النتائج السيئة لفشل السياسات الأمريكية في سوريا تمثلت في قيام تنظيم الدولة «داعش» بملء الفراغ الذي يتركه النظام السوري الذي بدأ يخسر الحرب، لكن النتائج الأكثر سوءاً على المستوى الجيواستراتيجي تتمثل في تعاظم الوجود العسكري الروسي على الأرض السورية بدعوى الدفاع عن نظام الأسد.وأشار إلى أن روسيا تهدف إلى الحفاظ على نفوذها في سوريا سواء بقي الأسد في السلطة أم جاء غيره من المقربين ممن ترضى عنهم موسكو، وذلك حتى تتمكن من مواصلة التأثير في الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت عزمه على توطيد نفوذ بلاده في سوريا من خلال إرساله العديد من السفن التي تحمل على متنها شحنات كبيرة من الأسلحة والعتاد لتجهيز نحو ألف و500 جندي روسي يكونون نواة قاعدة عسكرية جوية في سوريا.وأضاف أن بوتين ماض في تنفيذ سياساته بسوريا وفي تعزيز وجود بلاده العسكري فيها، وذلك بالرغم من تحذيرات أوباما المتكررة، وتساءل: لماذا يكترث بوتين لتحذيرات أوباما الأخيرة إذا كان لا يكترث لأي تحذيرات أخرى؟ونشرت فورين بوليسي مقالاً للكاتب جيفري لويس أشار فيه إلى صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية، وقال إنها لا تترك مجالاً للشك بأن روسيا تواصل إرسال قوات عسكرية ومقاتلات إلى سوريا، وأضاف أنها أيضاً تكشف عن فشل السياسات الأمريكية في سوريا.كما أشارت صحيفة «التايمز» البريطانية إلى أن مقاتلات روسية في طريقها إلى سوريا، وأضافت أن موسكو أرسلت أيضاً صواريخ أرض جو متطورة من طراز إس أي 22 مما يشكل خطراً على طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في حال حاولت إقامة منطقة عازلة بسوريا. في سياق متصل بالشأن السوري، أشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى أن نظام الأسد يمثل خطراً أكبر مما يمثله تنظيم الدولة، وأن روسيا تزيد أوضاع سوريا سوءاً من خلال دعمها العسكري للنظام.