تعز - (الجزيرة نت): يعتقد محللون يمنيون أن زيارة السفير الروسي فلاديمير ديدوشتين العاصمة صنعاء، محاولة أخيرة لإقناع جماعة الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بقبول تنفيذ قرار مجلس الأمن «2216»، لتجنب سيناريو الهزيمة بصنعاء في المعركة المتوقعة.وكان السفير الروسي لدى اليمن عاد أمس الأول إلى صنعاء للقاء الأطراف السياسية التي ستشارك في الحل السلمي للمشكلة اليمنية، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي ذكرت أن السفير أعرب عن تفاؤله بأن التوصل للحل لن يستغرق وقتاً طويلاً مع ترؤس بلاده مجلس الأمن حالياً ووضعها القضية اليمنية في أولوية معالجتها.وأشار السفير إلى أنه سيستمر «بالدور المساعد للمبعوث الدولي إلى اليمن لإيجاد حل في أسرع وقت ممكن، يبدأ بوقف إطلاق النار بشكل كامل وإنهاء الحرب».ويأتي تحرك السفير الروسي بعد مشاركته للمرة الأولى في اجتماع سفراء الدول الـ18 الراعية للمبادرة الخليجية الذي عُقد في الرياض الخميس الماضي، وأكد على دعم جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بغية التوصل لحل سياسي يرتكز على التنفيذ الكامل للقرار 2216.وتعليقاً على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، إن السفير الروسي يقوم بمحاولة أخيرة تهدف إلى إقناع الانقلابيين بتجنيب صنعاء معركة وشيكة بالانسحاب منها والقبول بتنفيذ القرار الدولي قبل بدء عملية الحسم النهائية، لكنه استبعد نجاح هذه المهمة.وأرجع قيام السفير الروسي بهذه المهمة بدلاً من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ إلى تكليفه ربما من قبل سفراء الدول الـ18 في الاجتماع الأخير بالرياض ولتأثير بلاده على الحوثيين وحزب صالح واستنفاد ولد الشيخ كل ما بجعبته في مسقط إبان لقاءاته المتكررة مع ممثلي الانقلابيين، حسب تعبيره.ورأى أن تراجع الحكومة اليمنية عن موقفها في المشاركة في جولة محادثات جديدة قبل تنفيذ القرار2216 أفقد المبعوث الأممي -ومعه القوى الكبرى- الأمل في إجراء أي مشاورات قادمة، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية في محافظة مأرب وتكثيف التحالف من ضرباته على صنعاء.بدوره أكد المحلل السياسي عبدالله إسماعيل أن زيارة السفير الروسي إلى صنعاء تحمل رسالة واحدة للحوثيين مفادها أنه آن الأوان للاعتراف بالقرار الدولي والتعهد بتطبيقه لضمان مشاركة سياسية مستقبلية ينص عليها القرار بدلاً من احتمالية استحالة ذلك بعد الحسم العسكري الذي عادة ما ينتج عنه حسم سياسي.وفي قراءته لدوافع التحركات الروسية، أوضح إسماعيل أن موسكو تنطلق من قناعة بالمصير المحتوم لجماعة الحوثي وصالح والتي يمكن ملاحظتها من القوات المحتشدة لتحرير صنعاء وما لمسته روسيا ودوائر أخرى من الإصرار الخليجي للقضاء على أطماع إيران وأدواتها في اليمن.وأضاف «روسيا تملك تأثيراً معقولاً لدى الإيرانيين يمكن من خلاله إقناعهم بأهمية الذهاب لحل سياسي من خلال القرارات الدولية، مع أن من الملاحظ أن الموقف الإيراني ظهر مختلفاً كلياً بعد الاتفاق النووي عما كان عليه إلى الحد الذي شعر فيه كثير من المراقبين بتخلي طهران عن الحوثيين كنتيجة لذلك الاتفاق».ولم يستبعد إسماعيل أن يكون وراء التحركات الروسية الخوف من فقدان مصالحها في علاقاتها مع دول الخليج والتي ستكون مواقفها أكثر تشدداً في حال كررت موسكو أداءها في سوريا على الحالة اليمنية التي تؤثر بشكل مباشر على هذه الدول.