عواصم - (وكالات): قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن «الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل لكن توقيت رحيله يجب أن يتقرر من خلال التفاوض»، داعياً روسيا وإيران إلى «استغلال نفوذهما لإقناع الأسد بالتفاوض من أجل انتقال سياسي»، بينما أعدمت المعارضة المسلحة 56 جندياً من قوات النظام رمياً بالرصاص في عملية إعدام جماعي بقاعدة «أبو الضهور» الجوية شمال غرب البلاد.وقال كيري بعد أن أجرى محادثات مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الولايات المتحدة ترحب بمشاركة روسيا في التصدي لتنظيم الدولة «داعش» في سوريا لكن أزمة اللاجئين التي تزداد سوءاً تؤكد على الحاجة إلى التوصل لتسوية تؤدي أيضاً إلى تغيير سياسي في البلاد. ودعا كيري روسيا وإيران إلى «استغلال نفوذهما لإقناع الأسد بالتفاوض من أجل انتقال سياسي».وأضاف كيري «نحن بحاجة للانخراط في مفاوضات، هذا ما نبحث عنه ونأمل أن تساعد روسيا وإيران وأي دولة أخرى ذات نفوذ في تحقيق ذلك لأن هذا الأمر هو ما يحول دون إنهاء الأزمة». واستطرد «نحن مستعدون للتفاوض، هل الأسد مستعد للتفاوض، التفاوض بحق؟ هل روسيا مستعدة لتأتي به إلى طاولة التفاوض؟». وأثار الحشد العسكري الذي تقوم به روسيا في مطار باللاذقية في سوريا احتمال القيام بعمليات جوية قتالية في المجال الجوي السوري. وقال مسؤولون أمريكيون إن معدات روسية ثقيلة بما في ذلك دبابات وطائرات هليكوبتر علاوة على قوات من مشاة البحرية نقلت إلى اللاذقية.وقال كيري عن رحيل الأسد «خلال العام ونصف الماضي قلنا إن الأسد يجب أن يرحل لكن ما المدة والطريقة، هذا قرار يجب أن يتخذ في إطار عملية جنيف والتفاوض».وأضاف «ليس بالضرورة أن يكون من اليوم الأول أو الشهر الأول، هناك عملية يجب أن تجتمع فيها كل الأطراف معا للتوصل إلى تفاهم بشأن كيفية تحقيق ذلك على أفضل وجه». وأوضح كيري أنه «لا يوجد إطار زمني محدد لديه لبقاء الأسد». وتابع «أعرف فحسب أن الشعب السوري تحدث بالفعل بإقدامه، هم يغادرون سوريا».وأعلن هاموند - الذي ذكر في 9 سبتمبر الحالي أن بريطانيا قد تقبل بقاء الأسد لفترة انتقالية - إن الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل سوريا على المدى البعيد، لكن يجب أن تكون الطريقة والتوقيت جزءاً من حل سياسي يسمح لنا بالمضي قدماً». وأضاف هاموند أن الوضع في سوريا الآن أكثر تعقيداً مع زيادة التدخل العسكري الروسي في البلاد. وتابع «بسبب التدخل الروسي بات الوضع في سوريا أكثر تعقيداً ونحن بحاجة لمناقشة هذا في إطار مشكلة أكبر بكثير - ضغوط الهجرة والأزمة الإنسانية في سوريا علاوة على الحاجة لهزيمة الدولة الإسلامية». وناقش كيري وهاموند أيضاً الصراعات في اليمن وليبيا وأوكرانيا. من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين أعدموا رمياً بالرصاص 56 من أفراد قوات الحكومة السورية في عملية إعدام جماعي بقاعدة «أبو الضهور» الجوية التي كانت خاضعة لجيش الأسد في وقت سابق هذا الشهر شمال غرب سوريا.ونقل المرصد عن مصادر على الأرض قولها إن الإعدام نفذ في قاعدة «أبو الضهور» الجوية منذ بضعة أيام. وكان تحالف لجماعات بينها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا سيطر على القاعدة الجوية في محافظة إدلب منذ أسبوعين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تأكدنا عن طريق أناس شهدوا الواقعة وعبر بعض الصور التي وصلتنا، لقد نفذ الإعدام». وذكر المرصد السوري أن عمليات الإعدام نفذتها جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل إسلامية أخرى. والحزب الإسلامي التركستاني أحد الجماعات التي تقاتل شمال غرب سوريا حيث أعلن عن المشاركة في عمليات تقدم رئيسة للمعارضة هذا العام. وعندما سقطت القاعدة الجوية في قبضة قوات المعارضة قال التلفزيون السوري الرسمي إن القوات التي تدافع عنها انسحبت بعد حصار لعامين. وكان هذا آخر موقع يسيطر عليه الجيش السوري في محافظة إدلب. وقال المرصد إن 71 فرداً من قوات الحكومة أعدموا في قاعدة «أبو الضهور» الجوية منذ استيلاء المسلحين عليها.