حُبُ الوطن ليسَ ادعاء، حُبُ الوطن عملٌ ثقيل ودليلُ حُبي يا بلادي سيشهد به الزمنُ الطويل، فأنا أُجاهِدُ صابراً لأحقق الهدفَ النبيل عمري سأعملُ مُخلِصاً يُعطي ولن أصبح بخيلاً، وطني يا مأوى الطفولة.تشربت أرواحنا حب الوطن لتشتاق أرواحنا العودة إليه إن سافرنا، القريب أو البعيد، مطالبون بكل نسمة هواء ونقطة ماء تسللت إلى خلايا أجسادنا، مطالبون بكل خطوة خطتها أقدامنا على كل ذرة من تراب أرض وطننا الغالي نحو تقدم الوطن، تخطو نحو رفعة اسم الوطن، تخطو وتشمر عن سواعدها للدفاع عن حمى وحدود أرض الوطن.للوطن وبالوطن نكون.. أطفال نشأنا وترعرعنا.. وطلاب درسنا وسهرنا.. وموظفون أينما كنا حملنا أمانة العمل ورفعة وتقدم الوطن بإخلاص واجتهاد ومثابرة وإخلاص أمام الله في أقوالنا وأفعالنا وأعمالنا، إخلاصاً أمام كل ما يرتبط بوطننا.حب الوطن لا يحتاج إلى مساومة ولا يحتاج إلى مزايدة ولا يحتاج إلى مجادلة ولا يحتاج إلى شعارات رنانة ولا يحتاج إلى آلاف الكلمات، أفعالنا تشير إلى حبنا، حركاتنا تدل عليه، حروفنا وكلماتنا تنساب إليه، أصواتنا تنطق به، آمالنا تتجه إليه، طموحاتنا ترتبط به، من أجل أرض وأوطان راقت الدماء، من أجل أرض وأوطان تشردت أمم، من أجل أرض وأوطان ضاعت حضارات وتاريخ وتراث، من أجل أرض وأوطان تحملت الشعوب ألواناً من العذاب، من أجل أرض وأوطان استمر نبض القلوب حباً ووفاء حتى آخر نبض في الأجساد، آخر جرة قلم من أجل مملكتنا، من أجل تراب مملكتنا، من أجل سمائها وبحرها، من أجل كل نسمة هواء فيها، من أجل كل روح مخلصة تتحرك عليها، من أجل كل حرف خطته أناملنا صغاراً وخطته أقلامنا كباراً ونطقت به شفاهنا، من أجل تقدمها ورفعتها، من أجل حمايتها وصونها والذود عنها، من أجل أن نكون منها وبها ولها وإليها مطالبون أينما كنا أن نؤدي اليمين وأن نقسم بالله العظيم أن نكون مخلصين لله ثم لوطننا ومليكنا.الإنسان بلا وطن هو بلا هوية، بلا ماضٍ أو مستقبل، فهو غير موجود فعليًا، ولبناء الوطن الرائع، لا بد من بناء لبناته الأساسية بسلامة، واللبنة الأساسية لبناء كل مجتمع هي الأسرة، فإذا كانت الأسرة سليمة نتج عن ذلك وطن سليم، والعكس بالعكس، لذلك فإنّه من واجب الوالدين أن يغرسا في نفوس أبنائهما ومنذ الصغر حب الوطن وتقديره، يجب عليهم أن يجدوا ويجتهدوا من أجل وطنهم الذي ولدوا وترعرعوا فيه، وشربوا من مائه، وعاشوا تحت سمائه، وفوق أرضه، وأن يتركوا لهم بصمة في هذا الوطن تدل عليهم، فالوطن لا ينسى أبناءه، ولا ينسى أسماء العظماء منهم، انقل هذا الكلام ليعلم الجميع أن الوطن هو الإنسان والإنسان هو الوطن، ويكرر هذا الكلام مع كل نفس يتنفس به الذي يعيش في وطنه، حفظ الله وطننا من حقد الحاقدين وحسد الحاسدين اللهم آمين.جمال صالح الدوسري
بلا نقاش.. وطن لا تحميه لا تستحق العيش فيه (2-2)
20 سبتمبر 2015