واشنطن تستعد لاستقبال 15 ألف لاجئ سوري العام المقبلعواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وتلفزيون المنار التابع لـ «حزب الله» الشيعي اللبناني التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب شمالاً، وفي بلدتي الزبداني ومضايا بريف دمشق، بعدما أحكمت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على الخطوط الدفاعية الأولى لبلدة الفوعة. بينما ذكرت مصادر أن 75 مقاتلاً من المعارضة دربتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها من أجل التصدي لتنظيم الدولة «داعش» دخلوا شمال سوريا منذ الجمعة الماضي.وهذه هي المرة الثالثة منذ أغسطس الماضي التي يتفق فيها الطرفان على هدنة في هذه المناطق وهي تأتي بعد تجدد العمليات العسكرية للمقاتلين السوريين المعارضين للنظام السوري على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين منذ الجمعة الماضي. وانهار اتفاقا وقف إطلاق النار السابقان.وتدافع عن الفوعة وكفريا جماعات مسلحة موالية للحكومة يساندها «حزب الله». في الوقت الذي ينفذ فيه الجيش السوري و«حزب الله» عملية عسكرية مستمرة منذ أسابيع على بلدة الزبداني الحدودية مع لبنان لاستعادتها من الجماعات المسلحة المناهضة للنظام. وقالت الجماعات المسلحة إن بلدة مضايا التي تسيطر عليها فصائل مسلحة معارضة، شهدت قصفاً عنيفاً في الليلة الماضية من الجيش السوري رداً على العمليات العسكرية على البلدتين الشيعيتين. وتقع مضايا بعد الزبداني وهي تستضيف آلاف اللاجئين المدنيين. وقال المرصد إن 106 أشخاص قتلوا داخل وحول بلدتي الفوعة وكفريا منذ الجمعة الماضي. وتشكل الفوعة وكفريا آخر جيبين تسيطر عليهما الحكومة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد لكن الجماعات المسلحة الموالية للحكومة هي التي تتولى القتال فيها بشكل أساسي لا الجيش السوري.وفي السياق، أكد مصدر مسؤول بالهيئة الطبية داخل الزبداني أن اتفاق الهدنة جاء في محاولة للتوصل لمفاوضات تخص الزبداني والفوعة معا.تجدر الإشارة إلى أن المناطق المذكورة شهدت هدنة في أغسطس الماضي بين قوات المعارضة من جهة وقوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله من جهة أخرى، لكن سرعان ما انهارت إثر فشل المفاوضات بين حركة أحرار الشام ممثلة عن المعارضة والوفد الإيراني المفاوض، بعدما أصر الوفد الإيراني على إخلاء الزبداني ومضايا المحاصرتين من السكان مقابل إخلاء كفريا والفوعة.وأفادت مصادر بأن جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة سيطر على تلة الخربة الاستراتيجية في محيط بلدة الفوعة الموالية للنظام بريف إدلب. وبهذا يسيطر جيش الفتح على معظم خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام جنوب بلدتيْ كفريا والفوعة من عدة محاور. وتشكل تلة الخربة أحد أهم خطوط دفاع النظام عن بلدة الفوعة، وتتمتع بأهمية استراتيجية كونها تطل على البلدة، وكانت تضم تحصينات قوية للنظام. في غضون ذلك، أفادت مصادر في مدينة تدمر السورية بمحافظة حمص وسط سوريا بمقتل 9 مدنيين، بينهم 4 أطفال، وإصابة أكثر من 30، وصفت بعضها بأنها خطرة، جراء إلقاء طائرات النظام 10 براميل متفجرة على الأحياء السكنية في المدينة.وتشهد المدينة في الأيام الثلاثة الماضية قصفاً مكثفاً من قبل قوات النظام السوري أدى إلى مقتل نحو 50 شخصاً. يذكر أن مدينة تدمر التابعة إدارياً لمحافظة حمص - وتقع شرقها - تخضع بالكامل لسيطرة تنظيم الدولة.وفي منطقة الحولة بريف حمص، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها تمكنت من رصد طائرة شحن عسكرية روسية من طراز أنتونوف، ترافقها 4 طائرات مقاتلة أثناء مرورها في أجواء المنطقة.من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 75 معارضاً مسلحاً دربتهم الولايات المتحدة عبروا الحدود من تركيا إلى سوريا منذ يوم الجمعة الماضي.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن المسلحين اصطحبوا معهم لدى عبورهم إلى الأراضي السورية من تركيا 12 آلية مجهزة بمدافع رشاشة.ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن عبدالرحمن قوله «دخل 75 مقاتلاً جديداً تلقوا تدريباتهم في معسكر قرب العاصمة التركية محافظة حلب صباح أمس الأول»، مضيفاً أن المجموعة دخلت الأراضي السورية تحت مظلة القوات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.وأضاف أن المسلحين الـ 75 انضموا لاحقاً إلى وحدتين تدعمهما الولايات المتحدة وهما الفرقة 30 ومجموعة «صقور الجبل».وكان الجنرال الأمريكي لويد أوستن قد قال للكونغرس في واشنطن الأربعاء الماضي إن 4 أو 5 فقط من المسلحين الذين دربوا بموجب برنامج التدريب الأمريكي الهادف للتصدي لتنظيم الدولة «داعش» مازالوا يقاتلون في سوريا.من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد محادثات أجراها مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الولايات المتحدة ستستقبل 15 ألف لاجئ إضافي من أنحاء العالم العام المقبل مما يزيد العدد الحالي إلى 85 ألفاً وسوف يصل العدد عام 2017 إلى 100 ألف لاجئ. وتعكس تصريحات كيري استعداداً متزايداً من جانب واشنطن في المساعدة على التعامل مع موجة ضخمة من المهاجرين السوريين رغم أن هذا العرض يعتبر ضعيفاً مقارنة بمئات الآلاف الذين يتدفقون على أوروبا وخاصة ألمانيا.