أكد القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لكلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) د.محمد العسيري أن «بوليتكنك» تعمل على تعزيز البحث العلمي وتشجيع الدراسات ذات الطابع الميداني التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الممارسات الأكاديمية، التي من شأنها أن تحقق رؤيتها وخطتها الإستراتيجية 2015-2019 وتخدم برنامج عمل الحكومة 2015-2018 في سبيل بلوغ رؤية البحرين 2030.وقال د.محمد العسيري، لدى استقباله رئيس قسم المراجعات المؤسسية بالبوليتكنك جميل حسن، حيث هنأه بمناسبة حصوله مؤخراً على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كوينزلاند الأسترالية من خلال أطروحته حول تطوير إطار لمراجعة البرامج التعليمية بما يتوافق مع السياق البحريني والممارسات الدولية الرائدة، أن هذه الدراسة تأتي تماشياً مع توجهات الإدارة العليا في بوليتكنك البحرين، متمنياً له كل التوفيق في حياته العلمية والعملية المقبلة.ومن جهته، أوضح الباحث جميل حسن أن الدراسة تبنت منهجية البحث الوصفي ودراسة الحالة، إذ استمرت الدراسة الميدانية لما يقارب ثلاث سنوات، بمشاركة نحو (40) متخصصاً في مجال التعليم العالي من الأكاديميين، ومجموعة من الاستشاريين، وممثلين عن سوق العمل والتعليم العالي، إلى جانب الطلاب. وتميزت عينة الدراسة بالتنوع من حيث الخبرة والتخصصات، بالإضافة إلى التنوع الثقافي.وأضاف: ركزت الدراسة على جودة مؤسسات التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يحتل هذا الموضوع أهمية بالغة نظراً إلى تأثيره على النمو الاقتصادي، حيث تشير الدراسات إلى أن الكثير من مبادرات التطوير تتعثر بسبب تبنيها من قبل الدول الأخرى، دون مراعاة الجوانب الثقافية والسياقات المحلية السائدة. ومن هذا المنطلق هدفت الدراسة إلى تطوير إطار لمراجعة البرامج التعليمية من منظور المؤسسات التعليمية، بحيث يتضمن المبادئ الرئيسة للمراجعة، ومعايير المراجعة، وممكنات الاستدامة، وعملية المراجعة، والنتائج المطلوب تحقيقها، بالإضافة إلى آليات التغذية الراجعة. وعن أبرز النتائج التي انتهت إليها الدراسة، قال جميل: إن هناك حاجة ضرورية لاستمرار الحوار بين المعنيين حول عناصر الإطار المقترحة، بغرض ضمان مواءمتها للسياق المحلي، وتماشيها مع الممارسات الدولية الرائدة. كما شددت الدراسة على أهمية قيام مؤسسات التعليم العالي بتحقيق التحسين المستمر في ضوء رؤيتها ورسالتها، إلى جانب تحقيق متطلبات الجهات التي تعنى بمراقبة التعليم والإشراف عليه. مشيراً إلى أن هذا التوجه سيشجع مؤسسات التعليم العالي على المحافظة على هويتها، وتحقيق قيمة مضافة إلى منظومة التعليم العالي على مستوى المملكة، إلى جانب تعزيز ثقافة التنوع والإبداع في تقديم الخدمات. أما على مستوى العاملين في قطاع التعليم العالي، فإن الدراسة أوصت بضرورة الاهتمام بالأفراد الذين يتمتعون بالحماس والرغبة في العمل، لما لهم من دور كبير في ترسيخ ثقافة المراجعة والتطوير في المؤسسات التعليمية، حيث ينبغي منحهم الفرصة للقيام بذلك، ودعمهم والمحافظة عليهم. يشار إلى أنه شارك في تقييم الدراسة ممتحنون خارجيون من نيوزيلندا، أستراليا، وكندا، حيث اعتبرت الدراسة إضافةً في مجال التعليم العالي في المنطقة، نظراً إلى تركيزها على السياق المحلي ومعالجة قضايا مراجعة البرامج من منظور المؤسسات التعليمية. وأعرب الباحث جميل حسن عن شكره وتقديره إلى القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لكلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) د.محمد العسيري على إتاحة الفرصة لإجراء هذه الدراسة، من خلال تقديم الدعم والتشجيع الذي كان له بالغ الأثر في استكمال متطلبات الدراسة في الفترة الزمنية المحددة، متمنياً أن تساهم نتائج الدراسة في تعزيز تطبيقات الجودة في البحرين.