نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان «آليات تمكين التعلم الرقمي في أنظمة التعليم العربية» ألقاها الأستاذ المشارك بقسم هندسة الحاسوب في جامعة البحرين د.علاء الدين العمري، الذي أكد أن البحرين سباقة دائماً بتبني الأفكار لتطوير القطاع التعليمي.وأشار د.علاء الدين العمري، في بداية المحاضرة التي قدمها د.مهاب منجود، إلى أن التعليم هو البوابة التي اختارتها الدول المتقدمة للدخول من خلالها إلى عصر المعرفة، حيث أيقنت أن الأساليب التقليدية المتبعة في التعليم غير فعالة وغير مفيدة لإعداد الإنسان لعصر المعرفة، فأسلوب التعليم التقليدي الذي يعتمد على المناهج الدراسية الورقية والتلقين أصبح غير ملائم لإعداد أجيال قادرة على المنافسة في عصر المعرفة، وحل محلها أساليب أخرى تعتمد على الاستنتاج والمنطق واستخدام أساليب المحاكاة والواقع الافتراضي والتعليم التفاعلي والتعليم المبرمج، وهذه الأساليب لا يمكن تحقيقها بالطرق التعليمية التقليدية وإنما باستخدام التكنولوجيا والتحول إلى التعليم الرقمي التي يهدف إلى خلق أجيال مسلحة بالوسائل والمهارات المطلوبة للولوج إلى العصر المعرفي.وأوضح أن التطورات المتلاحقة في مجال المعلومات والمعارف والتكنولوجيات تحتاج إلى تأهيل جيل قادر على التعامل مع هذه التطورات ويكون مزوداً بثقافة رقمية تتمثل بمعرفته بالنظم الرقمية وكيفية استخدامها في إنجاز الأنشطة والمهمات التي يمارسها الإنسان ومعرفة معاييرها، فالتعليم الرقمي يعتمد بالأساس على جهد المتعلم ويستخدم الحاسب الآلي وتوابعه كأداة أساسية في التعليم من خلال أداء واجباته وإجراء الاختبارات، واعتماد المدرس أيضاً على الحاسب الآلي في عرض وشرح الدروس. وأضاف أنه يمكن الاستفادة من الحاسب الآلي وتصحيح الامتحانات، ورصد الدرجات وتسجيل أداء الطلبة الدراسي، إضافة إلى معدل حضورهم ويتم استخدام نظام معلوماتي يتيح ربط المدرس بالطالب وأولياء الأمور وإدارة المدرسة. وذكر د.العمري أن التجارب العالمية والإقليمية التي بدأت باستخدام التمكين الرقمي في التعليم أثبتت ارتفاع التحصيل العلمي للطلبة واكتسابهم للمهارات التكنولوجية وزيادة التفاعل بين المدرسة والمجتمع، كما أن التحول من النظام الورقي إلى النظام الرقمي في التعليم له إيجابيات تتمثل في تقليل النفقات بحوالي 60%، حيث إن كلفة الكتاب الإلكتروني أقل من الكتاب الورقي، كما أن المحتوى الرقمي غني بالمعلومات مع إمكانية عرض المعلومات بعدة أشكال وإمكانية استخدام الملفات الصوتية والفيديوهات مع الشروحات لتوضيح المفاهيم التعليمية، إضافة إلى أنه يمكن تحديث الكتاب الإلكتروني بسهولة وبسرعة وبدون كلفة تذكر. وأضاف د.العمري أن هناك بعض الصعوبات التي يجب الانتباه إليها لتلافيها فأول الصعوبات تتمثل في إعداد المحتوى الرقمي لمواد مختلفة وكيفية الحصول على أعلى فائدة من المحتوى المعد فالفائدة قد لا تكون متساوية لجميع المواد لاختلاف طبيعة هذه المواد، فمثلاً قد تكون الفائدة التي يتم الحصول عليها في المواد العلمية والرياضية أعلى منها في المواد الأدبية والإنسانية، وهذا يحتاج إلى جهد أكبر عند إعداد مصادر التعليم الرقمية للمواد الأدبية والإنسانية وإعدادها بطريقة جذابة ليستطيع الطالب التفاعل معها.