بيروت - (العربية نت): اتهم وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق «بعض القوى المشاركة في الحراك الشعبي بالسعي لإقفال وسط العاصمة بيروت، من خلال استهدافه اقتصادياً وسياسياً الذي يعتبر استكمالاً للمشروع الأمني الذي اغتال رفيق الحريري عام 2005»، مضيفاً أن «بيروت تمتلئ اليوم بكلام الحق الذي يراد به باطل، وبكلام الباطل الذي يراد به باطل»، مؤكداً حسب تعبيره أنه «معني بكلمة حق لبيروت من موقع لبنانيتي، ولولا بناء بيروت لما وجد المعترضون مكاناً يعترضون فيه ولما ولدت قوى 14 و8 آذار»، مشيراً إلى «وجود لغة شاتمة وحاقدة على إعادة إعمار المدينة».وأضاف خلال مشاركته في حفل افتتاح سجن جديد تابع لجهاز الأمن العام اللبناني يتسع لإيواء 1000 سجين بمساعدات خارجية «أنا لا أطالب بتقديس من عمّر أو ساهم بإعمار بيروت، إلا أني معنٍ بالقول، إنه في بعض ما أسمعه استكمال للمشروع الأمني الذي اغتال الحريري».وشدد المشنوق على أن «وسط بيروت الفارغ اليوم، فارغ عن سابق تصور وتصميم، الذي يجسده أفضل تجسيد لإقفال الوسط التجاري»، مؤكداً أن «بيروت ليست يتيمة وسنمنع بعزم بواسطة تعاون الأجهزة الأمنية الثلاثة أي تعرض لقلب بيروت الذي هو قلب كل لبنان».وعن جهود الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية في مكافحة ظاهرة الإرهاب ومحاربته، أضاف المشنوق أنه «منذ عام 1990 لم يسبق للأجهزة الأمنية الثلاثة المتمثلة بمخابرات الجيش وقوى الأمن والأمن الداخلي أن تعاونت بالطريقة التي تعاونت بها أخيراً»، مشيراً إلى أن «لبنان استطاع مواجهة الإرهاب بتماسك وطني غير مذهبي أو طائفي عبر الدولة فقط وهذا ما جعلنا ننجح باعتبارنا أصحاب إنجاز».وتحدث الوزير اللبناني من باب الأمن، عن أزمة النازحين السوريين والتحديات التي فرضتها هذه الأزمة ليس فقط على لبنان، بل على دول الجوار السوري وكل دول العالم.ولفت المشنوق إلى أن «لبنان استطاع استيعاب نحو مليون ونصف المليون نازح سوري خلال 24 شهراً، في وقت لا يوجد بلد في العالم استطاع ذلك»، مذكراً أن «عدد النازحين السوريين في لبنان يعادل 30% من عدد سكان لبنان».وأوضح أن القوى الأمنية اللبنانية لعبت دوراً محورياً في تسهيل عملية استيعاب هذا العدد الكبير من النازحين، ومواجهة التحديات الأمنية التي فرضتها أعدادهم الكبيرة، في حين أن «أوروبا وكل زعماء العالم يتدخلون بأزمة النازحين السوريين ولا يجدون حلاً». خاصة أن تدفق اللاجئين والنازحين السوريين جاء «وسط الإغراءات التي تقدم عليها جماعات إرهابية لإسقاط البلد في أتون الفتنة»، حسب قوله، واستطاع لبنان التعامل مع هذه الأزمة بكفاءة على الرغم من تراجع الإمكانات بالمقارنة مع أوروبا، مشيراً إلى أن «أزمة النازحين التي تتخبط بها أوروبا استطعنا ببلدنا الصغير استقبال أضعاف أضعاف أعداد اللاجئين، ولعناصر الأمن العام الذين كان لهم الفضل الأكبر لوضع الأمور بنصابها القانوني».كما أكد المشنوق أن لبنان لم يحصل على أي مساعدات «جدية» في ملف النازحين، إلا أن المؤسسات الأمنية اللبنانية والدولة «استطاعت تخفيف معظم الفوضى والوجع بملف النازحين ليس بنسبة 100% ولكن قدر المستطاع»، معرباً عن أمله أن «تتوافر لدينا الأمكنة الكافية لبناء ملاجئ ومبان لإيواء النازحين وتسوية وضعهم الأمني».