كتبت - عائشة نواز:قال مواطنون إن عيد الأضحى في الماضي كان أجمل وأكثر بساطة، بفعالياته الشعبية التراثية، وكانت له نكهته الخاصة التي تتمثل في الزي الشعبي الذي ترتديه الفتيات وتزيين أكفهن بالحناء وتسابق الأولاد يتسابقون ليظهروا بأجمل صورة في يوم العيد وزراعة «الحية بية» ورميها في البحر إضافة إلى العرضة الشعبية والاحتفالات الخاصة بالعيد.وأشاروا، في أحاديث مع «الوطن»، إلى أن الماضي كان له قيمة أكثر وفرحة أكبر وخاصة عند الحجاج، والآن الجميع يردد أن عيد الأضحى هو عيد الحجاج وأنهم لا يشعرون بنكهة العيد التي كانت موجودة في الماضي.وقال أحمد زمان إن عيد الأضحى في الماضي كان مختلفاً تماماً عن عيد الأضحى الآن «كنا نذهب لحجي حسين مع والدي لنفصل ملابس العيد وكنا نترقب العيد بفارغ الصبر لأننا كنا نحب جمع العيدية وكانت العيدية تقتصر على أربع بيزات أو أربع آنات وعند الأسر الغنية والميسورة كنا نحصل على ربية».وأضاف «كنا نلف الفريج بيت بيت وحارة حارة وعندما ننتهي من التجول بمدينة الحد حيث ولدت لا نكتفي بما جمعنا ونذهب لنركب الباص الخشبي ليأخذنا إلى المحرق لتتجمع لدينا عيدية أكثر وكان الحصول على العيدية هو همنا الوحيد وكنا نصرفها في أيام معدودة ونجتمع ونذهب الى السينما وكانت السينما بذلك الوقت بـ12 آنة والأفلام المعروضة إما أفلام مصرية أو هندية ومن دور السينما المشهورة في ذلك الوقت سينما البحرين وسينما الزياني بالمنامة وسينما المحرق بالمحرق وكانت هذه السينمات الرئيسة الموجودة آنذاك».وقال «كنا نلعب لعبة وهي أن نرمي بالعملة المعدنية في الصحن وإذا وقفت العملة بدون أن تسقط يفوز اللاعب بعلبة أناناس أو شيء من هذا القبيل، إضافة إلى لعبة اللاتري هذه هي بعض الألعاب البدائية التي كنا نلعبها».وأشار إلى أن العيد الآن اختلف كثيراً عن الماضي لأننا نخشى الحوادث بيوم الفرحة بسبب تهور بعض سائقي السيارات وكثرة التحرش بالأطفال لذلك لا ندع أطفالنا يخرجون من المنزل والعيد أصبح مقتصراً على زيارات الأهل والأقارب إضافة إلى المجالس مفتوحة لاستقبال المهنئين خاصة مجالس العوائل الكبيرة والميسورة مثل مجلس المسلم ومجلس النعيمي والسادة والبورشيد وغيرها من العوائل الذين يقومون تجهيز الولائم ليتناولوا غداء العيد مع الأهل والأقارب والأصدقاء، حتى العيدية اختلفت الآن في الماضي 4 آنات وهكذا أما الآن الطفل لا يقبل بأقل من دينار واحد.وقال جاسم بوطبنية «الماضي كان له قيمة أكثر وفرحة أكبر وخاصة عند الحجاج والعيد كانت له نكهته المميزة والآن الجميع يرددون على ألسنتهم أن عيد الأضحى هو عيد الحجاج وأنهم لا يشعرون بنكهة العيد التي كانت موجودة في الماضي. عيد الماضي كانت الناس متآلفة ومتقاربة وكان يوجد بينهم حب وتآلف وتراحم وأغلب الناس حالياً يسافرون بعطلة العيد ويقضونها في الخارج بعيدين عن الأهل والأقارب».وأضاف في الماضي كانت توجد برامج واحتفاليات شعبية واحتفاليات خاصة بالعيد والآن لانجد مثل تلك الاحتفاليات وكانت الاحتفالية في الماضي تنطلق من ليلة العيد وكانت البنت في الماضي تتزين بالحناء بفرحة العيد وحتى المأكولات اختلفت وتغيرت لانجد المأكولات الشعبية على مائدة الطعام الآن، ولكن على رغم بساطة الماضي إلا أنه كان جميلاً أجمل بكثير من الحاضر.وقال محافظ المحرق سلمان بن هندي العيد في الماضي كان أبسط من الآن وفي الماضي كانت فرجان عامرة بأهاليها ولم تكن ممتلئة بالعمالة الأجنبية والأطفال يتجولون من بيت إلى آخر ويجمعون العيدية وهم مرتدون ملابسهم الجميلة وفي المساء تبدأ الاحتفالات الجميلة في الساحات والفرق الشعبية ويتجمع الأهالي والعوائل لمشاهدة العروض للفرق الشعبية وتوزيع اللحم بعد التضحية.وأضاف بن هندي أما الآن مع الإمكانيات الموجودة من سيارات ومجمعات تجارية أيضاً جميل والحية بية على السواحل كان الماضي جميلاً بالتراث البحريني الذي يجب أن نحافظ عليه وقال صالح بن علي «عيد الأضحى في الماضي والحاضر يختلف اختلافاً كلياً كان الأطفال يتسابقون لشراء الملابس الجديدة ليظهر كل منهم بصورة جميلة وكان الناس متقاربين من بعضهم البعض كالجيران والأصدقاء».وأضاف بن علي «تغير العيد وأصبح مجرد اسم ويعتبر الناس إجازته كأي إجازة رسمية ولانرى التراث البحريني الأصيل في الحاضر وأصبح شبه منقرض».وأشار إلى أن «من ضمن استعدادات العيد في الماضي كنا نحرص على جمع الحية بية وكنا نستمتع بها وقبل وقفة يوم عرفة بعشرة أيام كنا نحرص على زرع الحية بية والاهتمام بها وكنا نتسابق لرميها في البحر وكان المنظر جميلاً لا يوصف عندما ننتهي من رميها، والبنات يلبسن الملابس التقليدية الجميلة وكانت الصديقات يحرصن على لبس الملابس المتشابهة ليتميزوا عن غيرهم وكانوا يفتخرون عندما يلبسون ملابس مشابهة. والحياة في الماضي كانت جميلة على رغم البساطة التي كنا نعيش فيها.