عواصم - (وكالات): كثفت روسيا تعزيزاتها العسكرية في سوريا إذ أرسلت 15 طائرة شحن خلال أسبوعين إلى محافظة اللاذقية غرب البلاد، فيما تواجه واشنطن على جبهة ثانية انتكاسة جديدة بعدما سلم مقاتلون دربتهم ذخائر ومعدات إلى جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، بينما قال مسؤولون أمريكيون وغربيون إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يحاول طرح مبادرة جديدة للتوصل لحل سياسي في سوريا خلال اجتماعات يعقدها في نيويورك تبدأ بمحادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. ويبدو أن روسيا تسعى إلى استعادة زمام المبادرة على الساحة السورية بعد أكثر من 4 سنوات من حرب دموية فشل المجتمع الدولي في حلها. وبدأت التطورات الأخيرة من التدخل الروسي إلى أزمة اللاجئين تؤثر على مواقف بعض الدول مع تصريحات تتحدث عن إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في حل النزاع. وعلى هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة يلتقي الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين غداً الإثنين وعلى رأس أولوياتهما الملف السوري.وحطت 15 طائرة شحن روسية خلال الأسبوعين الأخيرين وحتى صباح أمس في قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية، بحسب ما قال مصدر عسكري سوري. وأوضح المصدر أنه «منذ نحو أسبوعين تقريباً وحتى أمس تهبط كل صباح طائرة شحن روسية واحدة على الأقل يرافقها عدد من المقاتلات لحمايتها في قاعدة حميميم العسكرية» في مطار باسل الأسد، موضحاً أنها تقل «معدات وأشخاصاً، وعليها العلم الروسي». وبعد تفريغ حمولتها «تغادر تلك الطائرات برفقة المقاتلات»، من ثم «تأتي شاحنات خاصة متوسطة الحجم لتنقل بعض هذه المعدات إلى خارج المطار». وتعزز روسيا منذ أسابيع وجودها العسكري في سوريا مع وصول طائرات حربية وطائرات استطلاع وأنظمة دفاع جوي وأسلحة حديثة، تسلم بعضها الجيش السوري الذي يخوض حرباً ضد الفصائل المقاتلة منذ أكثر من 4 سنوات. وكان مصدر أمني قال في وقت سابق إن الحكومة السورية بدأت تستخدم «طائرات من دون طيار روسية الصنع في عمليات ضد متطرفين شمال وشرق البلاد». كما تحدثت واشنطن عن طلعات استطلاعية روسية فوق سوريا لم تنفذ أي ضربات. ورأى مسؤول سوري رفيع المستوى في الوجود العسكري الروسي «نقطة تحول». وخلال مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول، اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن «دخول العامل الروسي هو عامل إيجابي (...) وسيكون مؤثراً في مسار المعركة القادمة» في سوريا، التي تشهد نزاعاً دامياً تسبب منذ مارس 2011 بمقتل أكثر من 240 ألف شخص. وتبدي واشنطن منذ أسابيع قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا. ولكنها أعربت في الوقت ذاته عن استعدادها للعمل مع موسكو إذا كانت الأخيرة تريد محاربة تنظيم الدولة «داعش» وتسعى للحل السياسي وليس أن تكتفي بمهاجمة كل خصوم الرئيس بشار الأسد «بلا تمييز». ووسط تلك التطورات، دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى إشراك الأسد في أي مفاوضات لإنهاء النزاع. كما اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الأسد يمكن أن يكون جزءاً من المرحلة الانتقالية في تغيير واضح في سياسة أنقرة تجاه سوريا. وعلى جبهة ثانية، أعلن المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس «»بلغنا للأسف أن وحدة «القوات السورية الجديدة» تقول إنها سلمت فعلاً 6 شاحنات بيك آب وقسماً من أسلحتها إلى عناصر يعتقد أنهم من جبهة النصرة» . وتشكل المسألة انتكاسة جديدة لمصداقية هذا البرنامج الذي أطلقته الولايات المتحدة في مطلع العام والرامي إلى «تدريب وتجهيز» مقاتلين من المعارضة السورية للتصدي لمتطرفي التنظيم. وتعرض أول فوج من المقاتلين المتخرجين من البرنامج الأمريكي وكان عددهم 54 لهجوم شنته جبهة النصرة في يوليو الماضي ولا يعرف البنتاغون بشكل مؤكد ما الذي حل بهم جميعاً باستثناء واحد منهم تأكد مقتله.في غضون ذلك، يسعى دبلوماسيون أمريكيون وغربيون إلى صياغة استراتيجية دبلوماسية جديدة لإنهاء الحرب في سوريا. وأجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظراؤه الأوروبيون اتصالات مع عدوهم التقليدي إيران على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعقد كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني اجتماعات منفصلة مع نظيرهما الإيراني محمد جواد ظريف لبحث هذه المسألة. وقال كيري في ظهور مشترك مع ظريف «اعتبر هذا الأسبوع فرصة كبيرة لكي تقوم بعض الدول بدور مهم في محاولة حل عدد من القضايا الصعبة للغاية في الشرق الأوسط». وأضاف «نحتاج إلى تحقيق السلام ونجد طريقاً إلى الأمام في سوريا واليمن وفي المنطقة نفسها، أعتقد أنه توجد فرص هذا الأسبوع من خلال هذه المناقشات لإحراز بعض التقدم». وبحسب بيان أصدره الاتحاد الأوروبي فقد أبلغ ظريف موغيريني أن إيران ستساهم في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوسط من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في سوريا. ولكن قبل محادثاته مع كيري، أوضح ظريف أن تركيز إيران في حوارها مع واشنطن لا يزال ينصب على تطبيق الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الكبرى في أبريل الماضي لكبح نشاطها النووي مقابل رفع العقوبات عنها. وعقب لقاء بين كيري وظريف، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن الوزيرين ناقشا الاتفاق النووي، كما أثار كيري «مخاوفنا بشأن الأزمات المستمرة في اليمن وسوريا». كما ناقش الوزيران أزمة المواطنين الأمريكيين المسجونين أو المفقودين في إيران وهي المسألة التي قال ظريف سابقاً إنها مفتوحة للنقاش إضافة إلى مصير الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة بسبب مخالفات تتعلق بانتهاك العقوبات المفروضة على طهران. ومن المقرر أن يلتقي كيري كذلك نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، كما سيلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الروسي خلال برنامج الجمعية العامة غداً الإثنين. ميدانياً، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار برعاية الأمم المتحدة ووساطة إيرانية بين الفصائل الإسلامية المقاتلة والنظام السوري في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، بحسب ما أكد نصر الله. ويشمل اتفاق الهدنة في مرحلته الأولى، بحسب نصرالله، «خروج المسلحين والجرحى من الزبداني» إلى إدلب مقابل «خروج 10 آلاف مدني من الفوعة وكفريا، النساء من مختلف الأعمار، والذكور ما دون 18 عاماً وما فوق الخمسين، بالإضافة إلى الجرحى باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد».من جهة أخرى، سقط صاروخ أطلق من سوريا على القطاع المحتل من مرتفعات الجولان دون أن يتسبب بإصابات، حسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011 ساد التوتر مرتفعات الجولان مع ازدياد أعداد الصواريخ وقذائف الهاون التي تصيب الجانب الإسرائيلي ما يدفع الجيش إلى الرد بالمثل أحياناً. وكانت إسرائيل احتلت المرتفعات البالغة مساحتها 1200 كلم مربع خلال حرب 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
روسيا ترسل 15 طائرة شحن لقاعدة عسكرية في سوريا
روسيا ترسل 15 طائرة شحن لقاعدة عسكرية في سوريا
27 سبتمبر 2015