كتبت - عايدة البلوشي:تشهد المجمعات والمكتبات نشاطاً مكثفاً مع موسم عودة الطلبة إلى المدارس وسط تنافس شديد بين الشركات لتأمين أحدث منتجاتها المدرسية والمكتبية مترافقاً بإقبال متزايد من الآباء لتلبية احتياجات أبنائهم المدرسية.إلا أن موسم العودة إلى المدارس يكتنفه هاجس مؤرق للأسر وأولياء الأمور وفق ما أجمع عليه عدد من المواطنين، خصوصاً من ناحية الارتفاع الكبير في أسعار القرطاسية والمستلزمات المدرسية هذا العام ووسط غياب الرقابة على الأسعار.واتفق هؤلاء على أن «فاتورة العودة إلى المدارس» باتت ترهق ميزانياتهم نظراً إلى الارتفاع الملحوظ في الأسعار عاماً بعد عام، في ظل وجود إعلانات مزيفة لموسم التخفيضات، ففي كل المحال القرطاسية يوضع إعلان يكتب عليه «تخفيضات تصل إلى 30% أو 50% وإلخ..»، رغم أن الواقع يؤكد ارتفاع الأسعار مقارنة بالأيام العادية. من الكماليات إلى الضرورياتويقول المواطن عبدالله اسماعيل، إن:» تكاليف شراء المستلزمات المدرسية الجديدة أصبحت تؤرق أولياء الأمور كل عام بسبب ارتفاع أسعارها الملحوظ بل وتحولت هذه المستلزمات من الكماليات إلى الضروريات التي لا يمكن لأي ولي أمر تجاهلها أو الاستغناء عنها، حيث كانت «بعض» هذه المستلزمات من الكماليات إلا أنها أصبحت اليوم من الضروريات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، في الماضي كان ولي الأمر يكتفي بشراء حذاء واحد لابنته أما الحذاء الثاني والثالث يعتبر من الكماليات يوفره من يستطيع، أما اليوم من الضروري أن توفر للأبناء أكثر من حذاء». الدخل المحدود ويقول المواطن والموظف في إحدى الوزارات الحكومية عبدالرحمن علي «أب لأربعة طلاب»، إن:» تكاليف شراء مستلزمات المدرسية باتت تؤرق الأسر ذوي الدخل المحدود، خصوصاً الأسر الذي لديها أكثر من طالب ولا يعمل فيها سوى الأب «الزوج»، دون الأم «الزوجة»، بالتالي عليه توفير هذه المستلزمات مهما كانت مكلفة نظراً لحاجتها من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى لا يشعر الطفل بأنه أقل من زملائه». ويضيف» على الصعيد الشخصي، لدي «أربعة أبناء في المراحل المدرسية المختلفة»، علي في المرحلة الثانوية، أحمد وشيخة في المرحلة الإعدادية، أما آخر العنقود فهد في الصف الرابع الابتدائي، واستعداداً للعودة إلى المدارس، قمت بشراء هذه المستلزمات للأبناء، 300 دينار حتى الآن، وفاتورة الأسعار ترتفع خصوصاً مع تنافس الشركات والمحلات وعرض القرطاسيات الجديدة «الموضة» الدراجة، حيث إنه في كل سنة تبتدع هذه الشركات ما لديها من مستلزمات وتعرضها في السوق. ويتابع» 300 دينار حتى الآن دون استكمال جميع ما يحتاجه الأبناء، فأنا ربما موظف مقتدر وزوجتي موظفة تساعدني، لكن المشكلة والمعضلة الحقيقية تكمن بمن دخله محدود ولا تعمل زوجته، بالتالي يعيش في صراع بين تلبية رغبات الأبناء ومستلزمات المدرسة وبين دخله المحدود». مستلزمات المدرسة في السعودية بدورها انتقد جاسم الملا ظاهرة ارتفاع الأسعار المبالغ بها وقال، إنه:» اشترى حقائب أطفاله من الخارج «السعودية»، حيث إنه عادة ما تكون الأسعار أرخص، مضيفاً أنه اعتاد مع استعدادات العودة إلى المدرسة الذهاب إلى السعودية مع الأطفال وشراء ما يحتاجه من مستلزمات المدرسة، سواء الملابس والأحذية، و حتى القرطاسية». ويقول:» قد تجد حقيبة في أسواق البحرين بــ10 دنانير، وتستطيع الحصول على نفسها في السعودية بــ6 دنانير وهذا الفارق في الحقيقة يوفر لي الكثير، خصوصاً أن لدي أكثر من طالب في المدرسة، بالتالي أفضل طريقة لتوفير جميع المستلزمات هي شراؤها من السعودية». وبدورها تقول أم مريم، إن: «الأمر لم يعد يقتصر على الحقيبـــة، «فكل طفل يصر علـــى شـــراء كامل إكسسوارات الحقيبـة ويشترط أن يكـــون عليهـــا نفــــس الرسومـات علـــى علبـــة الأقــــــــلام، إلـى الممحــــاة والأقـلام وحقيبـــة الأكــــــل الصغيرة، وعلبـــــة الطعـــــام، وقارورة الماء، ما يعني ميزانيـــة كبيرة جـــداً، فلـــدي طفـــل سيذهب هذه السنة إلى المدرسة «الصف الأول»، اشتريت له جميع ما يحتاجه وحسب طلبه الحقيبة، وشنطة الأكل، والمقلمة جميعها تتضمن رسومات كارتونية يحبها، وحاولت قدر المستطاع توفير ما يريده الطفل تشجيعاً له، خصوصاً أنه أول سنة في المدرسة». موسم التخفيضات الكاذبة تخفيضات خالية .. تخفيضات تصل إلى 50% .. تخفيضات بمناسبة العودة إلى المدرسة.. جميعها إعلانات كاذبة تراها على باب المحلات والأسواق التجارية، هكذا بدأ محمد أنور قوله، ويضيف» مستلزمات المدرسية تشمل، جانبين «الملابس والأحذية، والجانب الثاني القرطاسية»، فأسعار الملابس- حدث ولا حرج- في ارتفاع ومحلات الخياطة ترفض تقديم الخدمة نتيجة ارتفاع الطلب، حيث ذهبت إلى ثلاث محلات خياطة «كل واحد سعره أكثر من الثاني»، ويرفض تقديم الخدمة، أما الشق الثاني «القرطاسية»، مع الأسف الشديد انتشرت ظاهرة ترويج لموسم التخفيضات، رغم أنه لا يوجد شيء اسمه تخفيضات، بل الأسعار كما هي وأكثر، ففي هذه المناسبات «المدارس، أعياد»، ترتفع الأسعار ويعلن بإعلانات كاذبة بوجود التخفيضات. وأمام محل القرطاسية في منطقة الرفاع الشرقي، التقينا بأم سارة وروان، وفي يدهما أكياس، تقول: كلفتني قيمة شراء القرطاسية «مقلمة وأقلام واستيكرات ودفاتر،..إلخ « لابنتي سارة، وروان 80 ديناراً، حيث أصبح الأطفال يقبلون على القرطاسية ذات الموضة منها» بن 10، باربي، هالو كيتي، هايس، سبايدرمان لولو كاتي». ومن جانبه يقول عدنان أحمد، لدي «طالب وطالبة»، في المرحلة الثانوية، موسم العودة إلى المدرسة يكلف الكثير ويؤثر على ميزانية الأسرة خصوصاً في الوقت الراهن، حيث إن الأبناء لا يقنعون بالقليل من ناحية، ومن ناحية أخرى ارتفاع الأسعار، فعلى سبيل المثال، شراء قماش وخياطته في الخياط «مريول»، لابنتي بــ11 ديناراً والقميص بــ6 دنانير والحذاء 12 ديناراً والشنطة بــ15 ديناراً، وملابس الرياضة كلفت ما يقارب 15 ديناراً، فضلاً عن القرطاسية المدرسية، وبطبيعة الحال، أن الأبناء في هذا الجيل لا يقتنعون بالقليل، فالبنت تريد أكثر من حذاء إلى جانب الإكسسورات ساعة و»ريشه» للشعر والخ..».وقفت «الوطن» مع موظف بأحد محلات الخياطة، لتتعرف على إقبال الناس على المحل استعداداً لموسم المدرسة، محمد أسلم موظف في محل خياطة بمنطقة البوكوارة يقول: في الحقيقة هناك إقبال كبير من قبل الناس لخياطة «المريول والقميص للمدرسة بالنسبة للفتيات وأيضاً البنطلون والقميص للأولاد، ووصلت طلبات الخياطة إلى نسبة كبيرة جداً، بحيث إننا لا نستطيع أن نقبل طلبات أخرى في الوقت الراهن، من كثرة الطلبات، مضيفاً أن الناس لا يقومون بطلب الخياطة بآخر الشهر، ما يسبب لنا زحمة في العمل». وعن الأسعار يقول:» في الحقيقة الأسعار ربما ارتفعت عن السنوات السابقة، وهذا الارتفاع طبيعي حيث إن أسعار جميع السلع في ارتفاع، ومن يعتقد أننا نرفع الأسعار دون رقابة فهو مخطئ تماماً، ولا يوجد شيء اسمه ارتفاع عشوائي وكل ما نطلبه هو أجر الخدمة المقدمة. فقد نقدم خدمة خياطة مريول على سبيل المثال بأربعة دنانير». ومن جانب آخر يوضح الموظف سلمان نعيم، بأحد محال القرطاسيات المدرسية أن» هناك إقبالاً كبيراً من جانب الطلبة على شراء القرطاسية خصوصاً في هذه الأيام ونتوقع يستمر هذا الإقبال مع أول أسبوعين من افتتاح المدارس، وبدورنا نقوم بتوفير كل ما يحتاجه الطالب من قرطاسية «دفاتر، أقلام، حقائب، ..إلخ»، وفي كل سنة تكون بضائعنا مختلفة عن السنوات السابقة، وهناك قرطاسية خاصة للفتيات برسوم كارتونية وبألوان مميزة وهو الأمر نفسه بالنسبة للأولاد. أما بشأن الأسعار، فلدينا أسعار في متناول الجميع حيث إننا نوفر على سبيل المثال حقائب بأسعار 10 ما فوق وهناك أقل منها وبطبيعة الحال تختلف النوعية والجودة».
Variety
العودة للمدارس.. فاتورة ترهق ميزانيات الأسر
07 سبتمبر 2013