(بنا): سخرت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، جهوداً كبيرة لتذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام، وأداء مناسكهم بسهولة ويسر.ولم تتوان المملكة يوماً عن تسخير كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لتسيير أعمال الحج وخدمة ضيوف الرحمن الوافدين إليها من كل حدب وصوب.وتدلل مشروعات التطوير والتوسعة المستمرة طيلة العقود الماضية، على رغبة سعودية في تيسير أعمال الحج وسلاسة أداء المناسك وحماية الحجاج وسلامتهم. ويلحظ قاصدو المملكة كل عام، تجديداً وتميزاً في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، فالجهود الكبيرة لحكومة السعودية لراحة وخدمة ضيوف الرحمن، تشهد تطوراً كبيراً عاماً بعد عام، ما سهل على الحجاج أداء مناسكهم بيسر وسهولة وفي جو إيماني روحاني مبهر.ولا تقتصر جهود المملكة العربية السعودية في هذا المضمار على رعاية الحجاج داخل الحرمين الشريفين أو حتى داخل المملكة فقط، بل تبدأ هذه الجهود الجبارة بداية من سفارات وقنصليات المملكة في الخارج، في استقبال طلبات الحج الضخمة كل عام، وتوفر لمقدمي الطلبات أن جميع الإجراءات بيسر وسهولة، ثم يأتي دور رجال وزارة الداخلية في تسهيل دخول الحجاج إلى المملكة، وتوفير إمكانات تجعلهم لا يعانون أي مشاق أو متاعب.سكن وتنقل الحجاجوتوفر المملكة الإمكانات الهائلة لسكن وتنقل الحجاج ومراعاة الحالات الخاصة وكبار السن وتوعية الحجاج أنفسهم، وتوعية مواطنيها فيما يجب عليهم تجاه إخوانهم المسلمين الوافدين للأراضي المقدسة في كل عام لأداء مناسك الحج والعمرة، وكل هذه الجهود الجبارة تؤديها المملكة العربية السعودية في صمت وبدون هالة إعلامية إيماناً بواجبها تجاه الباري سبحانه وتعالى وتجاه أمتها الإسلامية.ما يقدم من خدمات من قبل المملكة العربية السعودية للحجاج يفوق الوصف، وتسعى المملكة في كل عام لتلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات، وتحاول دائماً أن ترتقي بخدمتها وتوجد الحلول العاجلة في حال حدوث أي مشكلة ولو كلفها ذلك المليارات، في سبيل أن يؤدي الحاج نسكه بأمن وأمان واطمئنان، وأبهرت القفزات الكبيرة في نوعية الخدمات المقدمة إلى الحجاج المتابعين وزوار بيت الله الحرام.ويحرص خاص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الوقوف بنفسه والإشراف على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتطويرها، وهناك متابعة ميدانية دقيقة لسمو ولي العهد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، إلى جانب جهود المسؤولين في المملكة ممن لا يتوانون عن أداء واجبهم الوطني والديني الكبير.الشرف الرباني ورصدت السعودية طوال تاريخها، ميزانيات مفتوحة لخدمة الحرمين الشريفين، ولم تبحث عن أي مقابل فيكفيها الشرف الرباني لها بذلك، ويكفي كجزئية أن التوسعة الأخيرة كلفت أكثر من 100 مليار ريال سعودي، كما إن التجربة السعودية في إدارة الحشود هي تجربة عالمية مستقاة وتبحث الكثير من الدول عن كيفية الاستفادة منها.وتعتبر المملكة في سباق مع تحديات تعترض سبل التطوير في الأماكن المقدسة، وهي كسبت الرهان بعد أن طوعت كثيراً من المشروعات في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والتيسير عليهم ليؤدوا مناسكهم بكل راحة وطمأنينة.إن الاهتمام الذي توليه الدولة بالمشاعر المقدسة لم يكن وليد اليوم، بل كان أساساً من أساسات بناء وضعها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن ثم سار عليها أبناؤه البررة الكرام.ومنذ أن توحدت المملكة، وهي تقدم جهوداً كبيرة وخدمات وفرتها لحجاج بيت الله الحرام بشكل يفوق التوقعات، ومن يقف اليوم في المشاعر المقدسة يلمس التطور الواضح والملحوظ في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام.المشروعات العملاقةونفذت المملكة على فترات سابقة وحالية، مشروعات عملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة، لرفع الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين أضعافاً عدة خدمة لضيوف الرحمن وخدمة للإسلام والمسلمين.ومن هذه المشروعات التطويرية مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به في مشعر منى، ما يسهم في انسيابية حركة الحجاج في منطقة الجمرات، وهذه الخصوصية تنفرد بها مكة المكرمة إذ تشهد ملتقى كبيراً من أقطار العالم كافة، وتوسعة صحن الطواف والخيام المطورة لتقديم خدمة تليق بحجاج بيت الله الحرام. وما كان حلم بالسابق أصبح اليوم حقيقة، أصبحت حقائق يراها الحاج بعينه ويعيشها واقعاً، وهي بالفعل مشروعات القرن المتمثلة في منشأة الجمرات الجديدة، حتى أضحت تجسيداً عملياً لمكان يجمع الحجيج ويقلل من أزمات التدافع.ويعتبر مشروع جسر الجمرات أحد أهم المشروعات بالمشاعر المقدسة طيلة الفترة الماضية، وكان له الدور البارز في توفير الأمن لضيوف الرحمن أثناء رميهم للجمار. ونفذ المشروع على خمس مراحل بكلفة إجمالية بلغت قرابة 4.2 مليار ريال، ويتكون من أربعة طوابق إضافةً إلى الدور الأرضي، ويستوعب قرابة أربعة ملايين حاج.وطورت السعودية ساحات كبيرة في منطقة الجمرات تستوعب مئات آلاف الحجاج، فضلاً عن إيجاد نظام آلي لتنظيف الساحات وإيجاد نظام نقل ترددي بالقطارات ينقل الحجاج من مخيماتهم إلى جسر الجمرات ومنها وقت النفرة إلى الحرم المكي الشريف، مع ربط هذا الجسر بمخيمات الحجاج على سفوح جبال منى، وإنشاء عيادات طبية ومصاعد إلكترونية، و12 نقطة للدخول ومثلها للخروج، وربطها بالمخيمات عن طريق جسور معلقة.وساعد هذا المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية، والدفاع المدني، ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة، زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة عمليات تشرف على الجسر والساحة المحيطة لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة عند وقوع أي طارئ.وروعي في تصميم المشروع الفصل بين حركة المشاة وحركة مرور المركبات، عن طريق أنفاق ممتدة من شارعي الجوهرة وسوق العرب في شمال المشعر وشارع الملك فيصل جنوب المشعر، وتوزيع كتل الحجاج على عدة مداخل في عدة مستويات واتجاهات بمنحدرات تصل إلى أماكن قدومهم.وساهم تغيير شكل شاخص الجمرة إلى جدار وشكل الحوض إلى البيضاوي المنتظم بطول 40 متراً، من تمكين الحاج من الرجم، مع توفير انسيابية عالية وفصل الحجاج إلى ممرين شمال الجمرات وجنوبها، واشتمل على عدة مداخل ومخارج منها 11 مدخلاً و12 مخرجاً بالإضافة إلى المداخل والمخارج المتعددة للدور الأرضي، ما ساعد على تفتيت الكتلة والوصول إلى أقرب نقطة من مكان قدوم الحجاج.وساعدت توسعة ساحة الجمرات وإعادة تنظيمها وتخطيطها وإنشاء محطات للحافلات في أماكن ومستويات عدة، على إيجاد خطوط ترددية لخدمة الحجاج والتخفيف عليهم، بينما ساهم قبو المنشأة في منع عرقلة السير بسبب قدوم الوفود ويتم استخدامه لرمي الجمرات ويسهل عملية الإخلاء والطوارئ والإنقاذ ووضع المعدات والآليات قرب أماكن الحوادث، وتجميع المخلفات والحصى وسرعة نقلها إلى خارج منى.5 مشروعات جديدةودشن خادم الحرمين الشريفين يوليو الماضي 5 مشروعات جديدة ضمن التوسعة الثالثة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، هذه التوسعة تأتي امتداداً لتوسعات تاريخية سابقة بدأت بأمر الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة، وأتمها الملكان سعود وفيصل، ثم توسعة الساحات الشرقية في عهد الملك خالد، ثم توسعة المسجد من الجانب الغربي في عهد الملك فهد، وتوسعة المسعى في عهد الملك عبدالله، والتوسعة الكبرى للمبنى والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول.التوسعة للمسجد الحرام تضم بوابة رئيسة تتكون من 3 أبواب تدار بأجهزة تحكم عن بعد، وتقام التوسعة الذي يتكون مبناها من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 320 كيلو متر مربع، يستوعب 300 ألف مصل، هذه التوسعة التاريخية توسع المسجد الحرام لتكون مساحته 14740 كيلو متراً مربعاً.ويحتوي المشروع على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، ونظام إنذار الحريق وكاميرات المراقبة بإجمالي 6635 كاميرا لكامل المبنى، وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي.ويحتوي المبنى على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة بإجمالي 2528 مشربية، ما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة والمناسيب المتنوعة، لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين.وتنفذ هذه التوسعة بأفضل معايير التصميم والجودة وبأعلى المواصفات العالمية وأجود خامات البناء والخرسانة والحديد، وتم تزويده بأفضل وأحدث الخدمات والأنظمة الميكانيكية والإلكترونية، وتم تطويع كل الإمكانات المتاحة من كل مكان ليتبوأ هذا المسجد الأكبر مكانته وليلبس أحلى حلته تعظيماً لشعائر الله.وتضم أنفاق المشاة 5 أنفاق لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول، وخصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام، فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية، ويبلغ إجمالي أطوال هذه الأنفاق حوالي 5300 متر. ويضم مجمع الخدمات المركزية محطات الكهرباء والمولدات الاحتياطية وتبريد المياه وتجميع النفايات والخزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق، أما مشروع الطريق الدائري الأول داخل المنطقة المركزية ويمتد بطول 4600 متر، ويضم جسوراً وأنفاقاً لنقل الحركة من المنطقة المركزية إلى خارجها بثلاثة مسارات في كل اتجاه.وبعد كل هذه المجهودات الجبارة المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية يأتي دور الحاج للاستفادة منها وأداء هذا النسك العظيم وتطبيق أنظمة الدولة في إخراج هذا الحج العظيم بأنقى نسك والحصول على الثواب والأجر من الله. وأضاف خادم الحرمين الشريفين نقطة مضيئة أخرى لسجل حافل برعاية الحجاج والسهر على أمنهم وراحتهم، وهو يأمر بمراجعة خطط الحج بعد حادث تدافع الحجاج في مشعر منى، رغم أن الحادث وقع بسبب قلة الوعي من بعض الحجاج، وعدم التزامهم بتعليمات المطوفين التي تنظم أعمالهم وزارة الحج، وتجدول خروج الحملات للجمرات بأوقات متفاوتة لضمان سلامة الحجاج.