نيويورك - (وكالات): يتوقع أن تشهد الأمم المتحدة مع افتتاح أعمال جمعيتها العامة صداماً بين الرئيس الروسي الروسي فلاديمير بوتين الذي بات يهمين على مجرى التطورات المتعلقة بسوريا والرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يبحث عن استراتيجية حيال هذا البلد، حيث ألقيا كلمتيهما في الجمعية العامة قبل لقاء على انفراد. ويعقد الرئيسان الروسي والأمريكي أول لقاء رسمي بينهما منذ أكثر من سنتين بعد أن ألقيا بفارق دقائق خلال النهار كلمتيهما من على منبر الأمم المتحدة واللتين عكسا الخلاف في مواقفهما حيال الملف السوري الشائك. وبعدما عزله الغرب على خلفية دوره في النزاع في أوكرانيا، تمكن بوتين بشكل ملفت من الهيمنة على مجرى التطورات والجدال المتصل بسوريا التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أربع سنوات ونصف. وفي وقت تعمد روسيا إلى تكثيف وجودها العسكري في سوريا حيث تنشر قوات وطائرات حربية في أحد معاقل النظام أعلن بوتين أنه يسعى لإيجاد «أرضية مشتركة» مع دول المنطقة لمكافحة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. ودلالة على إمساكها بزمام المبادرة أيضاً، أعلنت موسكو عبر نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف عن اجتماع لمجموعة الاتصال حول سوريا بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا ومصر. وقال بوغدانوف «سيتم تشكيل 4 مجموعات عمل في جنيف كما إن لقاء مجموعة الاتصال التي تضم اللاعبين الرئيسيين سيكون الشهر المقبل على ما اعتقد بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة». وأكد البيت الأبيض الذي باغتته الهجمة الدبلوماسية الروسية أنه سيكون من «غير المسؤول» عدم إعطاء فرصة للحوار مع بوتين داعياً إلى نهج براغماتي مع الكرملين يقوم على تناول كل من الملفات على حدة. وقال بن رودز مستشار أوباما «إننا نراقب الأفعال وليس الأقوال فحسب»، مضيفاً «بالنسبة لأوكرانيا، نادراً ما ترجمت الأقوال إلى أفعال. لكن في الملف النووي الإيراني، فإن روسيا وفت بالتزاماتها ولعبت دوراً بناءً». غير أن التعاطي مع الملف سيكون في غاية الدقة بالنسبة لواشنطن. وأقر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية «بأننا مازلنا في بداية محاولاتنا لفهم نوايا روسيا في سوريا والعراق، ورؤية ما إذا كان هناك سبيل لإيجاد مخرج مفيد للأزمة». وتغتنم موسكو البلبلة في صفوف الغربيين حول مصير الرئيس بشار الأسد، فتؤكد أن دعمه هو الوسيلة الوحيدة لوضع حد لحرب أوقعت أكثر من 240 ألف قتيل حتى الآن. وتطالب الولايات المتحدة منذ سنوات برحيل الأسد غير أنها لطفت موقفها مؤخراً، إذ أقر وزير الخارجية جون كيري قبل أسبوع بأن الجدول الزمني لخروج الأسد من السلطة قابل للتفاوض.