يعد إطلاق محافظة العاصمة منتدى وأسبوع المنامة الأول للريادة وتمكين الشباب هو الحدث الأول من نوعه حيث تضمن 13 ورشة تدريبية موجهة إلى أكثر من 1000 شاب وشابة من عموم مملكة البحرين لتشجيعهم وإلهامهم على إقامة مشاريعهم الخاصة.الجميع يراوده تساؤل حول المعنى الحقيقي لريادة الأعمال وذلك نظراً لتعدد التعريفات الدائرة حوله، ولكن أشهرها هو «صاحب فكرة يقوم بتحويلها إلى مشروع يتحقق على أرض الواقع بفضل جهده ومثابرته»، حيث تشمل هذه العملية مراحل أساسية هي: التأسيس، والنمو، وصولاً حتى تحقيق الأهداف المنشودة من المشروع. وإن الرحلة ليست في نقطة الوصول فحسب، بل في المسار الذي تتخذه هذه الرحلة، وفي رحلة رواد الأعمال يخوض أبطالها أحداثاً بحثاً عن كنز الحلم، اكتشف، بادر، اعمل، اجتهد، وستصل بإذن الله إلى مرادك؛ فالبطل هو من يبدأ رحلة الألف ميل بخطوة، ستمر بك سلسلة من التجارب في طريق رحلتك، تتمثل في مجموعة من النجاحات أو حتى الإخفاقات، ولكن تيقّن أن تلك التجارب هي الدافع الذي سيقودك إلى أهدافك المنشودة. فعندما نتحدث عن الأهداف المنشودة فهي مجموعة من المميزات التي تميّز رائد الأعمال عن أقرانه أهمها: الثقة، والمثابرة، والمنافسة الشريفة، والتحرر والاستقلالية من الاعتماد على الآخرين، والقدرة على الخلق والإبداع، إضافةً إلى تشجيع وخلق أسواق جديدة تعود بالنفع على الاقتصاد المحلي. وفي منتدى ريادة الأعمال وتمكين الشباب حرصنا وبشكل أساسي على تعزيز مفهوم ريادة الأعمال بين أوساط المهتمين من الشباب عبر استقطاب العديد من المتخصصين والخبراء في هذا المجال للأخذ بخبراتهم العلمية والعملية نحو رفد الشباب بقصص النجاح التي صاغها هؤلاء، وكلنا أمل أن ينعكس مردود ذلك عليهم لإضافة المزيد من الثقة في نفوسهم لتكون دافعاً حقيقياً نحو تأسيس مشاريعهم الريادية وتأدية الأدوار المطلوبة منهم في خدمة وطنهم ومجالاته التنموية والاقتصادية والاجتماعية. وقد وصلتني العديد من التساؤلات حول جدوى إقامة محافظة العاصمة لهذا الحدث، وإجابتي تتلخص بمستقبل شبابنا في مملكة البحرين، فالجميع يدرك بأن العنصر الشبابي عموماً يمثل ثلث تعداد المجتمع، فقد استحوذت فئة الشباب على نسبة 34% بواقع 528 ألف نسمة من مجموع سكان البحرين البالغ مليون و314 ألف نسمة بحسب إحصائيات العام الماضي والصادرة عن الجهاز المركزي للمعلومات. وللتأكيد على المساعي التي تبذلها المحافظة في إلهام الشباب بالمشاريع الريادية فقد تبنت المحافظة في العام الماضي مشروعين متخصصين في ريادة الأعمال وهما «برنامج تدريب الباحثين عن العمل لأهالي العاصمة إلى جانب تأهيل الشباب في مجال ريادة الأعمال» الذي استهدف آنذاك تدريب 50عاطلاً من أهالي العاصمة من حملة شهادات البكالوريوس والدبلوم، إلى جانب، تبنيها كذلك النسخة الأولى من برنامج «النخبة» الذي يعنى بتمكين الشباب البحريني من عموم جامعات المملكة. إن المنامة تضع اليوم بصمتها على خارطة ريادة الأعمال، وما الحدث الذي أقامته إلا دلالة على السمعة المرموقة التي بلغتها بفضل المشاريع الآنف ذكرها، لتستحق بفضل ذلك حصولها على إنجازات وألقاب على المستوى الإقليمي مثل: اختيار المنامة كأول عاصمة لرواد الأعمال والإبداع العرب للعام 2014م، إضافةً إلى جائزة «المدينة العربية للمسؤولية الاجتماعية». • محافظ محافظة العاصمة