عواصم - (وكالات): يبدو أن أزمة اللاجئين الفارين من ويلات الحروب في سوريا والعراق، ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، إلى المجهول أصبحت تقض مضاجع دول الاتحاد الأوروبي، حتى إن بعض المراقبين يقول إن أوروبا خسرت حرب اللاجئين، الأمر الذي ينعكس على شكل مستقبلها.وتناولت صحف أمريكية وبريطانية هذه الأزمة التي بدأت تتسبب بزعزعة علاقات دول القارة وتنذر بانهيار الاتحاد الأوروبي برمته، وذلك في ظل الخلافات على كيفية معالجة الأزمة.فبينما رحبت دول مثل ألمانيا بقدوم اللاجئين من سوريا والشرق الأوسط، اتخذت أخرى مثل المجر إجراءات تعسفية بحقهم، فسدت الطريق أمامهم بالأسلاك الشائكة وقاومت محاولات عبورهم إلى أوروبا عبر حدودها بقنابل الغاز وخراطيم المياه.ونشرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية مقالاً للكاتب جِد بابين تساءل فيه «لماذا تخسر أوروبا حرب اللاجئين؟ إن دول أوروبا تناضل من أجل مواجهة التدفق الهائل لهم والذي لم تشهد له مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية». وأضاف الكاتب أن مئات آلاف اللاجئين يفرون من القتل والدمار بالشرق الأوسط ودول أخرى مثل أفغانستان، وأنهم مستمرون بالتدفق إلى الغرب، وأنه يجدر بأوروبا التعامل مع الأزمة تحت عنوان حرب اللاجئين، وأن تعلن عن خسارتها لهذه الحرب.وأشار بابين إلى أن عدد اللاجئين الفارين من الحروب في سوريا والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان المتجهين نحو حياة أكثر أمناً بأوروبا يقدر بأربعة ملايين حتى اللحظة، وأن استمرار تدفقهم ينذر بتغيير وجه أوروبا من الناحية الديمغرافية. وأوضح أن تدفق اللاجئين بهذه الأعداد إلى أوروبا يعد أمراً ربما ينخفض عن مستوى الغزو بقليل، لكنه يعتبر أكثر من مستوى السلام، فهو أشبه بالحرب التي لا تستطيع القارة العجوز مواجهتها، وأشار إلى أن معدل وصول اللاجئين إلى أوروبا يقدر بمائتي ألف لاجئ بشكل شهري في حال استمرارهم بهذه الوتيرة. من جانبها أشارت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية إلى تصريحات منسوبة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قالت فيها إن الطريقة التي تتعامل فيها أوروبا مع أزمة اللاجئين ستنعكس على شكل مستقبل الاتحاد الأوروبي بالكامل. كما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مقالاً للكاتب جيل غولدينزيل تحدث فيه عن أزمة اللاجئين، وقال إن صورهم وهم يحاولون العبور إلى ملاذات آمنة في أوروبا تبعث على الحزن والأسى. وأضاف غولدينزيل أن دول الغرب لم تعد تستطع مواكبة استيعاب تدفق أعداد اللاجئين إلى القارة الأوروبية، وخاصة في ظل توقع تدفق المزيد منهم.