بغداد - (الجزيرة نت): تحالف عسكري جديد تنضم إليه الحكومة العراقية بهدف محاربة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي والإبقاء على نظام بشار الأسد في سوريا، ويضم إلى جانب بغداد كلاً من موسكو وطهران ودمشق. رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، سارع للتأكيد على أن بلاده ستواصل العمل عن قرب مع التحالف الدولي الذي تشكل في 7 أغسطس 2014 بقيادة الولايات المتحدة، ومشاركة 22 دولة - ليس من بينها روسيا وإيران وسوريا - لقصف مواقع التنظيم في سوريا والعراق.وشدد العبادي في خطاب متلفز على أن بلاده بحاجة لجهود كل الاستخبارات العالمية للقضاء على تنظيم الدولة الذي يسيطر على ثلث مساحة العراق، بينما حذر مراقبون عراقيون من موقف بلادهم المتخبط بين محوري روسيا وأمريكا. ورأى محللون عراقيون أن التحالف الجديد مجرد تبرير لسماح بغداد بمرور الطائرات الإيرانية والروسية المحملة بالأسلحة لدعم نظام بشار الأسد، خاصة أن الإعلان عنه جاء بعد يومين من نفي وزير الخارجية العراقي وجود خبراء عسكريين روس للتنسيق مع القوات العراقية.«كل أطراف الصراع الكبرى في المنطقة بحاجة لمن ينقذ ماء وجهها بعد 4 أعوام من الحرب الطاحنة في سوريا والعراق، ومن هنا يأتي التدخل الروسي الذي يمتلك أدوات تأثير متنوعة تؤهله لقيادة جهد أمني يحمي الحدود الدنيا لمصالح القوى المتصارعة»، هكذا علق الخبير في شؤون الشرق الأوسط مازن الزيدي على التحالف الجديد. وأضاف أن الانخراط الروسي المباشر في الحرب ضد «داعش» يهدف إلى إنقاذ المنطقة وإنهاء حرب الاستنزاف القائمة فيها منذ عام 2011، مشدداً على أن هذا التدخل لن يكتب له النجاح إذا لم يكن بتنسيق واضح مع قوى دولية كالولايات المتحدة الأمريكية وأخرى إقليمية كالمملكة العربية السعودية.وأشار الزيدي إلى أن المقاربة الروسية للمواجهة في المنطقة تختلف بشكل جذري عن نظيرتها الأمريكية التي تؤدي بالمحصلة إلى تفتيت الكيانات السياسية وإعادة رسم خارطة جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط، وهذا ما تعارضه موسكو بشدة.من جانبه، قال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي «إن الروس قالوا منذ وقت سابق إنهم لا يريدون القتال في سوريا إلا مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، لكن وجود مركز تنسيق معلوماتي في بغداد هو خطوة نحو وجود قيادتين للتحالف الدولي، واحدة في سوريا تقودها روسيا، والأخرى في العراق بقيادة أمريكا».وأضاف أن هناك هدفاً آخر لروسيا من هذا المركز، وهو تمرير طائرات الشحن العسكري الروسية والإيرانية إلى سوريا، بعد أن أصبح العراق في موقف مُحرج فهو لا يريد أن يغضب أمريكا ولا إيران، لذلك وجدوا مبرراً منطقياً بإنشاء هذا التحالف الاستخباري.بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي مشرق عباس، أن روسيا وأطرافاً أخرى تحاول إدراج رؤية جديدة لمشروع الحرب على «داعش» تحت بند التحالف الروسي، ليكون بديلاً عن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.وأكد أن روسيا وحلفاءها روجوا لفشل التحالف الدولي في العراق وسوريا، بغية إيجاد أرضية مناسبة للإعلان عن تحالفهم، لكن السؤال الأبرز والأهم، هو عن مدى قدرة روسيا على قيادة تحالف يُحارب «داعش»، وتأريخها يقول إن حربها في أفغانستان أنتجت تنظيم «القاعدة». وأوضح أن روسيا لا تملك إرثاً حقيقياً في هذا المجال يُتيح لنا الافتراض أنها ستكون قادرة على قيادة هذا التحالف بشكل سلمي، لأنها دعمت في أوقات سابقة الأنظمة الديكتاتورية ونشرت الأسلحة التقليدية والمحرمة في بلدان تلك الديكتاتوريات.