واشنطن وباريس: روسيا قصفت فصائل معارضة لا «داعش»بوتين: على الأسد الاستعداد لتسوية مع المعارضةمجلس الاتحاد الروسي يمنح بوتين تفويضاً لاستخدام القوة العسكرية بالخارجمصدر أمني سوري: طائرات روسية تقصف مواقع عدة في 3 محافظاتتلفزيون النظام: الأسد طلب دعماً عسكرياً من روسياواشنطن: لا يمكن هزيمة «داعش» حال بقاء الأسد في السلطة«هآرتس»: روسيا أبلغت إسرائيل قبل شن الغاراتعواصم - (وكالات): قتل وأصيب العشرات في غارات روسية استهدفت ريفي حمص وحماة وسط سوريا، بينما أكدت باريس وواشنطن أن الغارات الجوية التي شنتها روسيا للمرة الأولى في سوريا لم تستهدف مواقع تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، بل مواقع فصائل معارضة، وذلك في تطابق مع تصريحات المعارضة السورية، مقابل تأكيد موسكو ودمشق لاستهداف الغارات الروسية للتنظيم، وذلك ضمن اتفاق لـ»محاربة الإرهاب الدولي».من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تدخل بلاده في سوريا سيكون جوياً فقط ومؤقتاً، معتبراً أن على الرئيس بشار الأسد أن يكون مستعداً لـ»تسوية» مع المعارضة المقبولة، بينما اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي أو مواجهة خيار عسكري.وأفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة أن طائرات روسية شنت غارات على كل من تلبيسة والرستن والزعفرانة في ريف حمص، واللطامنة وكفر زيتي في ريف حماة.وقال القائد العام لجبهة الشام محمد الغابي، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن «الطائرات الروسية، قصفت مقراً لتجمع العز التابع للجيش الحر في بلدة اللطامنة بريف حماه الشمالي، بالرغم من أن راية الجيش الحر كانت مرفوعة فوق المقر». وأضاف الغابي «بالنسبة لروسيا كل من يحمل السلاح ضد بشار الأسد هو إرهابي، متعهداً بمحاربة القوات الروسية وكل من يتدخل للقتال إلى جانب الأسد ضد المعارضة». ووفق المعارضة السورية المسلحة، جاء القصف متزامناً مع إعلان تفويض الرئيس الروسي باستخدام القوة خارج البلاد وتصريح الكرملين بأن الرئيس السوري بشار الأسد طلب دعماً عسكرياً عاجلاً من موسكو.وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية قد قالت، نقلاً عن بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، إن «إرسال القوات الجوية الروسية إلى سوريا تم بطلب من الدولة السورية عبر رسالة أرسلها بشار الأسد للرئيس فلاديمير بوتين تتضمن دعوة لإرسال قوات جوية روسية في إطار مبادرة الرئيس بوتين في مكافحة الإرهاب».على صعيد متصل، نقلت وكالة رويترز عن بوتين قوله إن التدخل الروسي في سوريا مؤقت، وأضاف أن دعم الأسد سيكون جوا ولن تنفذ القوات الروسية أي عمليات برية.وأفادت «رويترز» نقلاً عن مسؤول أمريكي قوله إن الضربات الروسية في سوريا لم تستهدف مناطق تنظيم الدولة.من جانب آخر، أوضحت مصادر أمريكية للوكالة ذاتها أن الضربات الروسية تمت بمحيط مدينة حمص، في حين أوضح مسؤول أمريكي آخر أن موسكو أخطرت واشنطن نيتها شن غارات قبل ساعة من بدئها.وبين المسؤول أن المعلومات عن الغارات الروسية لاتزال أولية. وتأتي هذه التصريحات عقب تصريحات مصادر في المعارضة السورية المسلحة أن طائرات روسية شنّت غارات على كل من تلبيسة والرستن والزعفرانة في ريف حمص، واللطامنة وكفر زيتي في ريف حماة.وفي مقابل هذه التصريحات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها بدأت ضربات جوية تستهدف «داعش» في سوريا.ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله وفقا لقرار فلاديمير بوتين القائد الأعلى للقوات المسلحة للاتحاد الروسي بدأت القوات الجوية الروسية ضربات محددة ضد أهداف لتنظيم الدولة في أراضي الجمهورية العربية السورية».وفي السياق ذاته، قال التلفزيون الحكومي السوري إن طائرات حربية روسية نفذت عدة ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم «داعش» في البلاد امس بالتعاون مع القوات الجوية السورية. ونسب التلفزيون إلى مصدر عسكري قوله «تنفيذاً لاتفاق بين سوريا وروسيا لمواجهة الإرهاب الدولي والقضاء على تنظيم الدولة وبالتعاون مع القوى الجوية نفذ الطيران السوري عدة ضربات جوية استهدفت أوكار إرهابيي «داعش»». وفي وقت سابق، قال مصدر أمني رفيع المستوى في دمشق إن طائرات روسية قصفت أمس مواقع عدة في 3 محافظات سورية بالتعاون مع الطيران الحربي السوري. وتابع المصدر الأمني «شنت طائرات روسية وسورية ضربات جوية عدة، استهدفت مواقع للإرهابيين في محافظات حماة وحمص وسط البلاد واللاذقية غرباً». واستهدفت الضربات وفق المصدر، مناطق غمام وجبل زويد ودير حنا في شمال شرق اللاذقية، وبلدتي اللطامنة وكفرزيتا في محافظة حماة ومدينتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص. وفي وقت سابق، منح البرلمان الروسي الرئيس بوتين تأييدا بالإجماع لشن غارات جوية في سوريا مما يمهد لأكبر تدخل لروسيا في الشرق الأوسط منذ عقود.من جهته، قال بوتين إن العملية الروسية في سوريا مؤقتة. وأضاف أنه يتوقع أن يبدي بشار الأسد استعداداً لحل وسط بشأن مستقبل سوريا.وأشار خلال اجتماع للحكومة الروسية إلى أن بلاده عازمة على دعم جيش النظام السوري جواً في مكافحة ما وصفه بالإرهاب، دون المشاركة في أي عمليات برية.كما قال بوتين خلال اجتماع للحكومة إنه تم إخطار «شركاء» روسيا بشأن تحركات موسكو، مضيفاً أن موسكو تعتقد أن الأسد سيبدي مرونة وسيكون على استعداد للتوصل إلى حل وسط بشأن مستقبل بلاده.أما صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فذكرت أن روسيا أبلغت إسرائيل بالغارات ضد «داعش» قبل ساعات من شنها. وفي وقت سابق أعلنت واشنطن أنها أبلغت بالغارات الروسية قبل شنها أيضاً. يشار إلى أن موسكو عززت في الأسابيع الأخيرة وجودها العسكري شمال غرب سوريا -معقل النظام- عبر نشر مروحيات ودبابات وبناء قاعدة عسكرية في مطار اللاذقية، كما كثفت شحنات الأسلحة للجيش النظامي السوري. من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا إذا كان الهدف «الحقيقي» منها هزيمة تنظيم الدولة «داعش»، وكرر تشديده على ضرورة تنحي الرئيس السوري عن السلطة.وطالبت فرنسا بضمانات بشأن الهدف الحقيقي للضربات الجوية الروسية في سوريا، وتحدثت عن إشارات تفيد بان الضربات لم تستهدف «داعش» كما وضعت شروطاً للقبول بالتحالف الموسع التي تدعو إليه موسكو.من جهته، رفض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المبادرات الدبلوماسية لـ»روسيا الداعمة للنظام السوري» والتي دعت إلى قيام تحالف دولي ضد «تنظيم الدولة»، وقال للصحافيين في نيويورك «لا مستقبل للأسد في سوريا» موضحاً أن هناك خيارين من أجل تسوية في سوريا «إما عملية سياسية يتم خلالها تشكيل مجلس انتقالي، أو خيار عسكري ينتهي أيضاً بإسقاط الأسد».