اتهم الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي اليوم السبت، إيران، بتغذية العنف في بلاده بفعل تدخلاتها لدى بعض فصائل الحراك في المحافظات الجنوبية، في إشارة إلى الفصائل الحراكية المتطرفة، والتي يقود أبرزها الزعيم الجنوبي علي سالم البيض.وأكد الرئيس هادي، خلال لقائه زعماء قبليين يمثلون محافظات أقصى الشمال، وهي صعدة وعمران وحجة، أن "الحراك الجنوبي بدأ عام 2007 وانتهى بعض فصائله إلى حراك غير سلمي بفعل تدخلات خارجية وإقليمية خاصة المرتبطة بإيران".كما ألمح الرئيس اليمني إلى الدعم الإيراني لجماعة الحوثي، من خلال إشارته إلى حروب صعدة الست بين الحكومة وجماعة الحوثي.وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، فقد قال هادي: "الأزمة التي عصفت باليمن مطلع العام 2011 جاءت على خلفية تراكم أزمات متتالية كان أسوأها منذ العام 2004 حروب صعدة، وإدخال الجيش في دوامة صراع المختلفين الذين كانت صراعاتهم وخلافاتهم على حساب قوة وهيبة ومكانة الجيش، بالإضافة إلى أخطاء تكررت على حساب الأمن والاستقرار والتنمية".ولم يستقبل الرئيس هادي وفد وزارة الخارجية الإيرانية الذي زار اليمن أواخر أغسطس الماضي، في وقت ما زال أحد الدبلوماسيين العاملين في السفارة الإيرانية بصنعاء بحوزة مسلحين مجهولين قاموا باختطافه في 21 يوليوالماضي.وفي تعليق على تجديد الرئيس اليمني اتهاماته لإيران،المحلل السياسي كامل الشرعبي قائلا: "الرئيس هادي وجه رسائل ظاهرة ومبطنة لإيران وحلفائها من خلال لقائه اليوم بمشايخ قبليين من محافظات صعدة وعمران وحجة، فهو تحدث صراحة عن الدعم الإيراني لفصائل حراكية جنوبية مسلحة، لكنه لم يتحدث مباشرة عن الدعم الإيراني العسكري والمادي والسياسي للحوثيين الشيعة، والذي سبق دعم طهران لفصائل حراكية جنوبية متطرفة".وأضاف الشرعبي "يعود ذلك إلى أن الرئيس اليمني لم يشأ أن يحدث هزة جديدة لمؤتمر الحوار الوطني، الذي يشارك فيه الحوثيون بـ35 عضواً، في وقت ما زالت تتواصل مقاطعة ممثلي الحراك للجلسات التي انعقدت مؤخراً".وأكمل الشرعبي حديثه، قائلا "عندما نركز على مسألة أن صعدة هي المعقل الرئيس لجماعة الحوثي فيما تعد محافظتا عمران والجوف ساحتين لتمدد حوثي ولصراعات تتجدد باستمرار بين مسلحي جماعة الحوثي الشيعية، وأنصار تيارات سياسية ودينية وقبلية مناوئة للمد الاثني عشري والمشروع الإيراني، فإن مسألة لقاء الرئيس هادي بمشايخ صعدة وعمران وحجة تصبح واضحة وجلية، وتوجه رسالة قوية للحوثيين بأن عليهم الكف عن زعزعة الأمن والاستقرار في تلك المناطق".وكانت الداخلية اليمنية أعلنت في يوليو، من العام الماضي، عن ضبط شبكة تجسس إيرانية تعمل منذ 7 سنوات، ويقودها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، وتدير عمليات تجسس في اليمن والقرن الإفريقي.وفي أواخر سبتمبر 2012، كشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الأجهزة الأمنية في بلاده ضبطت 6 شبكات تجسس تعمل لمصلحة إيران، وأن طهران تدعم إعلاميين وسياسيين معارضين لإجهاض العملية السياسية المستندة إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.وفي مطلع فبراير الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية، عن ضبط سفينة شحن قادمة من إيران محملة بأسلحة ومتفجرات، بينها صواريخ "سام 2" و"سام 3" المضادة للطائرات بغرض إنزالها بصورة سرية في الشواطئ اليمنية.