أمينة، فجر، غادة، ثلاث رائدات أعمال شكِّلن مصدر فخر لكل امرأة بحرينية اختارت إثبات نفسها وشق طريق النجاح في العمل الخاص بيديها.لكل منهن مشروع خاص مختلف، كان حلماً لطالما أردن الانتقال به إلى أرض الواقع، كان لديهن تصور أن بإمكانهن الاعتماد على أنفسهن وإطلاق مشروع ريادي يمتلكنه بدل التوجه نحو العمل الوظيفي الروتيني، الحلم كان خطة عمل على الورق، أفكار يناقشنها مع أنفسهن وفي محيطهن، دائماً هواجس المعوقات التي تعترض سبيل المشاريع الريادية مثل التمويل والمكان والترخيص والتسويق وغيرها.ثم كان تدشين مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية «ريادات» في عالي 2013 نقطة تحول حاسمة في حياتهن، حيث كن من ضمن قرابة 50 رائدة أعمال أخرى استقطبها المركز وقدم لهن حاضنة اقتصادية لمشاريعهن بأسعار رمزية، إضافة لتوفير الدعم والإرشاد والتدريب.وهكذا تمكنت رائدات الأعمال الثلاث من تحويل أحلامهن لحقائق، وبتن الآن يمتلكن مشاريعهن الخاصة، مع قاعدة زبائن وعملاء داخل البحرين وخارجها، وهن اليوم أول ثلاث رائدات يتخرجن من «ريادات» إلى سوق الأعمال الحقيقي، حيث استأجرن محلات في مجمع السيف، ومستعدات بقوة للمرحلة القادمة.شغوفة برواية قصة نجاحهاأمينة العباسي، الفنانة التشكيلية البحرينية الشابة، بدأت أعمالها من البيت، وهذا شيء تفخر به كما تقول، لكن لم تمر فترة طويلة حتى انتقلت إلى مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية «ريادات»، واستقرت في محل في الدور الأرضي من المركز، لتحوله لمعرض لبيع اللوحات الفنية تحت اسم «أمينة جاليري».تقول «في هذا المكان أصبح لدي شركة بسجل تجاري وأستطيع ممارسة الأعمال والتوظيف وتوقيع العقود وغير ذلك، وكان يتحتم علي بذل الكثير من الجهود لأخرج من هنا إلى السوق أكبر وأقوى، وفعلاً استثمرت كل دقيقة من وجودي هنا في إنضاج عملي وتوسعته».وتضيف «استفدت كثيراً جداً من ريادات، وساعدني على تجاوز الكثير من المخاوف التي كانت تساورني عند تفكيري بإطلاق مشروعي، فإيجارات المحلات مرتفعة جداً، ودخول السوق صعب في البداية، ومخاطر الفشل كبيرة، لكن ريادات أسهم في تذليل جانب كبير من تلك المعوقات، ومنح مشروعي بذرة الحياة، ومكنني من الظهور بمصداقية أمام الناس والعملاء بعد أن أصبحت منتجاتي موجودة بشكل فعلي هنا، وليست صوراً على انستغرام فقط».ونقلت أمينة معرضها حالياً بشكل دائم لمجمع السيف بعد أن أمضت في ريادات قرابة العامين، تقول «تمكنت خلال السنتين الماضيتين من توسعة عملي بشكل كبير، وكنت قد بدأت مع منتجين فقط هما لوحات تشكيلية مطبوعة على أغطية الهواتف النقالة والوسائد، والآن لدي 25 منتجاً من حقائب وطاولات وغيرها وجميعها تحمل لوحات تشكيلية من رسوماتي، وتمكنت من بناء قاعدة عملاء واسعة في البحرين والمنطقة، وأصبح لدي موزعون في مختلف دول الخليج العربي».وكشفت أمينة أن لديها شغف كبير ورغبة في رواية قصة نجاحها خاصة أمام رواد الأعمال في بداية طريقهم، وترغب في مشاركة «ريادات» بدورات تخصص لذلك.علامة تجارية خاصةوتخرجت من ريادات سيدة أعمال أخرى هي فجر الباجيجي صاحبة محل «بشاشيك» للأثاث والإكسسوارات، الذي يقدم معروضاته وفقاً لنموذج الريف الإنجليزي، ويلاقي رواجاً جيداً في أوساط مختلفة ،وقالت فجر: «كنت أنا وأختي نوف نبحث عن مكان وداعمين وممولين ومرشدين لتنفيذ فكرتنا، وواجهنا صعوبات جمة إلى أن انضممنا لريادات في 2013، وهنا أصبح لدينا مكان لا نبيع فيه مستوردنا من قطع الأثاث الإنجليزية العريقة فقط، وإنما أصبحنا نصمم وننتج قطعاً فنية أخرى بيدينا حتى أصبحت بشاشيك علامة تجارية محمية».وتابعت فجر»تمكنا من اختبار السوق، وتلقينا مساعدات ونصائح كبيرة من المجلس الأعلى للمرأة وبنك البحرين للتنمية، وإدارة ريادات، وأسهمت الفعاليات التي تقام في المركز في التعريف بعملنا على نطاق واسع»، وتزيد «صحيح أن عدد الموظفين لدينا مازال كما هو، لكن أصبح لدينا الآن الكثير من الشركاء في العمل مثل شركات التوصيل إلى المنازل».وأعربت عن اعتقادها أن بيئة ريادة الأعمال غالباً ما تحمل الكثير من التحديات التي تتطلب عملاً دؤوباً لتحقيق استدامة الشركة منذ مراحلها الأولى وإيجاد الزبائن المستعدّين لشراء المنتجات والمستثمرين المستعدين للمراهنة على أعمالهن، لكنها متأكدة من أن عمل الشركات الناشئة في ريادات في قطاعات مختلفة يسهم في تنويع الاقتصاد البحريني، وإتاحة المزيد من فرص التوظيف، والوصول بمنتجات ابتكارية لأسواق الخليج والمنطقة. ترك المكان لرائدة أخرىوتعتبر غادة عبدالأمير الغائب رائدة أعمال أخرى كانت معجبة ولديها اطلاع واسع على طريقة كورية فريدة في نقل المعارف والمهارات بين الناس من مختلف الشرائح وخاصة الأطفال، وفي ريادات تمكنت من مراسلة الشركة التي تملك براءة اختراع هذه الطريقة المنتشرة في معظم دول العالم، وإحضارها للبحرين (فرنشايز).أطلقت غادة على محلها في ريادات اسم JUMP KIDS GYM، تقول «بصراحة لولا «ريادات» لما تمكنت من تحويل فكرتي لمشروع، وحصلت على مصداقية أمام الجميع، والآن أنا أتخرج من «ريادات» بعد أن استأجرت محلاً في مجمع السيف وزاد فريق العمل من ثلاثة إلى خمسة أشخاص، وتضيف «حان وقت الانتقال وترك المكان هنا لرائدة أعمال أخرى لتجرب إمكاناتها وتختبر قدراتها وتحول فكرتها لمشروع فعلي».وتوضح غادة أن ما قدمه مركز ريادات لها أسهم في إخراج مشروعها إلى النور والتعريف به وجذب زبائن له على مستوى البحرين، وتخص بالذكر الزيارات الدورية التي كان ينظمها كل من المجلس الأعلى للمرأة وبنك البحرين للتنمية لوفود من داخل وخارج البحرين، حيث كانوا يزورون ريادات ويتعرفون على خدمات رائدات الأعمال هناك، وجزء منهم يتحول لزبائن، كما ينقلون انطباعاتهم وإعجابهم إلى محيط أسرهم وأعمالهم».ودعت غادة المرأة البحرينية الذكية والطموحة إلى أن تستثمر إلى أقصى حد ممكن كل التسهيلات والدعم الذي تقدمه جهات مختلفة منها المجلس الأعلى للمرأة الذي ترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة شخصياً، ومجموعة بنك البحرين للتنمية، وتمكين وغيرها من الجهات، وتقول «أعتقد أن على المرأة أن تبادر هي لاستثمار هذا الدعم، والمرأة البحرينية معروفة على مستوى الخليج والعالم بأنها رائدة في تربية أسرتها وعملها وتمثيل البحرين في كل المحافل الداخلية والخارجية».