أنت تعيش في خيبة أمل لأنك عشت طويلاً تنتظر أمل، أمل أن الغد سيكون أفضل وأسعد وأجمل، وهذا الغد لم ولن يأتي أبداً، إن قلبك أصبح هو الضحية بعدما كان للحق قضية، عشت فصلاً من الحياة واستمتعت به وتأبى أن تحيا الفصل الآخر، تأبى أن تسلم لتقلبات الأيام وتغيرات الدهر، فمن يعش اليوم في صحة ونعيم يأبى ويهرب من فكرة المرض والفقر وكأنه ذاهب إلى الجحيم، هي الأحوال تتغير وتتبدل لتجعلك ترى أنه لا أمان مع الزمان، فلا تركن إليه، إنه لا أمان إلا مع الحب.ربما أنت ظننت إنك محور هذا الوجود وكبت مشاعرك قلبك بهدوء، كل رغبة من رغباتك من ورائها رغبة، حلم ينتهي وآخر يأتي إنها دائرة مفرغة لا تنتهي إلا حين تصل حكاية الفكر إلى النهاية، حين يستسلم الفكر ترحل الرغبات والآمال الواهمة وتنحني نفسك الأمارة ليس بإمكانك أن تحلم وتطمع دون حدود فهذه هي لعبة فانسحب منها بهدوء. جميلة هي الحياة فعش فيها ولا تدعها تعيش فيك، فلا تصدق إن تقلبات حياتك هي كل شيء ولا تعلق منها على قلبك أي شيء، إنها هي إذا كشفت في سرائها وجهاً فإن في ضرائها تعطيك ظهراً، وإن ذقت حلو الرخاء فيوم ما ستذوق مر البلاء.علي العرادي أخصائي تنمية بشرية