قندوز - (رويترز): تناثرت الجثث المتحللة في شوارع مدينة قندوز الأفغانية كما شح الطعام وذلك بعد 6 أيام من شن القوات الحكومية الأفغانية بغطاء جوي أمريكي هجوماً لاستعادة المدينة شمال أفغانستان من مقاتلي طالبان.وقال مدير الصحة العامة في إقليم قندوز سيد مختار «هذه المدينة لم تعد صالحة للمعيشة». وانقطعت الكهرباء عن المدينة التي يقطنها 300 ألف نسمة منذ استيلاء مقاتلي طالبان عليها. ومعظم السكان الذين لم يفروا من المدينة بالفعل لزموا منازلهم مع استمرار القتال. وليس هناك رعاية طبية في قندوز بعد إصابة أحد مستشفياتها الرئيسة في هجوم جوي أمريكي السبت الماضي في حادث أثار إدانة دولية. وأظهرت مشاهد جثثاً ملقاة وسط الأنقاض والركام في المدينة التي تعد عاصمة إقليمية خاملة عادة. وسمح للسكان بدفن بعض الجثث الملقاة أمام منازلهم.وقال صبي يبلغ من العمر 9 سنوات يدعى مصطفى جان الذي حصل على قطعة من الخبز وبعض الأرز من قوات الشرطة الأفغانية «في الأيام القليلة الماضية جرى قتال عنيف في قندز وكنا جياعاً لكن الوضع أفضل قليلاً الآن مع قيام الشرطة بتوزيع المواد الغذائية علينا».في الوقت نفسه أنحت السياسية الأفغانية في كابول فاطمة عزيز باللائمة على الرئاسة في سقوط قندوز في يد طالبان. وأقامت عزيز وهي عضوة في البرلمان الأفغاني خيمة احتجاج أمام البرلمان لحث الحكومة والشعب على إنقاذ مواطني قندوز. وقالت وهي ترفع لافتة مكتوباً عليها «أنقذوا قندوز»، «أريد أن أقول بوضوح ودون أي خوف إن القصر الرئاسي كان وراء سقوط قندوز أمام طالبان، لست خائفة من أي شخص إذا كانوا يريدون قتلي، والآن وأنا أتحدث وجثث القتلى من شعبي تتعفن في شوارع قندوز، وقبل بضع دقائق اتصل أحد سكان قندوز بي هاتفياً وقال لي إنه دفن أحد أفراد أسرته داخل فناء منزله، وقالوا إنهم سيموتون من الجوع، أنا لا أعرف ما الذي يريده الرئيس أشرف غني ولكن من الأفضل له أن يعتذر لسكان قندوز».وبالرغم من التقارير التي أفادت بنقص الطعام يشعر السكان برعب إلى حد عدم مغادرة منازلهم. وقال أحد السكان «ليس هناك أمل في حياة طبيعية في قندوز خلال الأيام القليلة المقبلة لأن الأمن سيء بشكل حقيقي، بعض الناس يغادرون بيوتهم للحصول على خبز أو العثور على شيء يأكلونه ويتعرضون لهجوم». وأصبحت الحياة في قندوز صعبة على نحو متزايد في الأشهر الأخيرة بسبب هجمات طالبان على المدينة وهي آخر معاقلها التي سقطت عقب عزل القوات التي كانت تقودها الولايات المتحدة المتشددين من السلطة في كابول في 2001. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن غارة جوية شنتها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على مستشفى تديره المنظمة بقندوز السبت الماضي قتلت 22 من موظفيها والمرضى وأصابت أكثر من 30.وقال مختار إن «الإمدادات الطبية نفدت من مستشفيات أخرى تديرها الحكومة في قندوز وهي لا تستطيع تقديم أي خدمات للمرضى باستثناء الرعاية الأساسية».وتابع «لا نستطيع تقديم خدمات لمرضانا سوى الإسعافات الأولية، لا توجد كهرباء والمختبرات لا تعمل، في الأيام القليلة الماضية كان هناك قتال عنيف وكنا جائعين ولكن الآن الوضع أفضل قليلاً والشرطة توزع الطعام علينا».