تنطلق اليوم فعاليات «مهرجان البحرين الدولي للموسيقى» في نسخته الـ24 والتي تستمر حتى 19 أكتوبر الجاري، متضمنة مجموعة منتقاة بعناية من الاختيارات الموسيقية المتنوعة التي تتناسب وعدة أمزجة وتفضيلات سمعية. وقالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «استمرار المهرجان لنسخته الرابعة والعشرين هو عمر مضاف لحضور الموسيقى في البحرين، وخبرة سمعية نحب أن نسهم في تشكيلها لدى المستمع البحريني والمقيم»، مؤكدة على البعد الإنساني والثقافي للمهرجان إضافة إلى ذلك الترفيهي: «الموسيقى نافذة مفتوحة على العالم، ومنفذ إلى قلب الثقافات نحقق من خلالها هذا التواصل الإنساني المأمول»، إضافة إلى البعد التراثي: «نحتفي بالموسيقى التي تعكس أجمل ما في التراث الإنساني للشعوب، خاصة هذا العام الذي نخصصه للتراث تحت شعار تراثنا ثراؤنا».ويشتمل المهرجان هذا العام على نسيج غني ومتنوع من الثقافات والأنماط الموسيقية العربية والعالمية، لتعيش البحرين على مدى فترة المهرجان أمسيات ساحرة من الألحان والأنغام العذبة التي تشمل المقطوعات الأوركسترالية الكلاسيكية وعروض الباليه والأوبرا والطرب الشرقي الأصيل والمسرحيات الغنائية العائلية وغيرها الكثير.الباليه الروسي وينطلق المهرجان اليوم، في الثامنة مساءً من مسرح البحرين الوطني، بعرض الباليه الروسي «آنا كارينينا» الذي تقدمه فرقة «سان بطرسبرج» ومؤسسها الذي يعد أحد أهم مصممي الرقصات في روسيا بوريس آيفمان، حيث قاد خلال حياته المهنية اللامعة الممتدة أكثر من 50 عملاً مختلفاً مترجماً إياها عبر فن الباليه وحصل لقاءها على العديد من الجوائز والأوسمة. «الباليه النفسي»، والتي يسلط الضوء من خلالها على الجوانب المعقدة والمثيرة من حياة الإنسان. وذلك عبر تجسيدها لواحدة من أهم الآثار الأدبية العالمية وهي حكاية «آنا كارنينا» المستوحاة من الرواية الخالدة للكاتب الروسي العظيم ليو تولستوي، التي نشرت لأول مرة في سبعينات القرن التاسع عشر، وتسرد تفاصيل الحياة في المجتمع الروسي بشكل دقيق ورائع. وتتجسد من خلال تأويل رائع لهذا العمل الكلاسيكي الخالد الذي يعتبره الكثيرون ذروة أعمال الخيال الواقعي وأروعها على الإطلاق. ويقدم العرض لليلة ثانية يوم الجمعة 9 أكتوبر 2015، الساعة 8 مساء بمسرح البحرين الوطني. أمسية تونسية «وصلة»وتنطلق في 10 أكتوبر بالصالة الثقافية أمسية موسيقية تونسية، بعنوان «وصلة»، تقدمها الفرقة الوطنية للموسيقى، التي تأسست بتونس منذ أكثر من 20 عام وعملت على التعريف بالأغنية التونسية كلمة ولحناً، فكانت بمثابة فضاءٍ يلتقي فيه أبرز الملحنين في تلك الفترة لتقديم أعمالهم. وأحيت الفرقة الوطنية للموسيقى العديد من العروض الموسيقية الناجحة، ولا تزال هذه الأعمال تلاقي رواجاً كبيراً واستحساناً واسعاً من طرف المستمعين. إلى أمريكا الجنوبية، وتحديداً المكسيك، وحفل «المكسيك تغني للعالم»، الذي يقام السبت 11 أكتوبر بالصالة الثقافية، حيث يقدم ثلاثة من ألمع الفنانين المكسيكيين المرموقين، وهم الميزوسوبرانو إنكارناسيون فاسكيز، التينور خوسيه لويس أوردونييز، وعازف البيانو رودولفو ريتر، مزيجاً فريداً من ألحان الأوبرا الكلاسيكية والأغاني المكسيكية الأصيلة التي تجسد روعة وجمال الثقافة والفن المكسيكي.«المخلوقات الخيالية»ثم يعود المهرجان شمالاً نحو أوروبا والمملكة المتحدة، بصحبة العرض الموسيقي الموسوم بـ»المخلوقات الخيالية مع ألاسدير مالوي» الذي يقام الإثنين 12 أكتوبر بالصالة الثقافية. والفنان الاسدير مالوي هو موسيقار عالمي متعدد المواهب حاز على مدى مسيرته الفنية على العديد من الجوائز العالمية، ويشتهر بإنتاج العروض والبرامج العائلية التي تمزج بين التعليم والتسلية وتتميز بدرجة كبيرة من التفاعل، حيث يقوم فيها وبحرفية عالية بكسر الحواجز القائمة بين من هم على خشبة المسرح والجمهور، ويتضمن رصيده الفني مجموعة واسعة من الأعمال الأصلية التي تغطي شتى المواضيع مثل الرياضيات والعلوم والرياضة والسحر والطبيعة والألغاز والقراصنة.«باربارا وفيروز» وتقدم الفنانة التونسية درصاف حمداني حفلاً بعنوان «باربارا وفيروز». حمداني فنانة متعددة الثقافات ودائماً ما تبحث من خلال أعمالها عن ماهية الحقيقة الفنية، وهي تجسد الطفرات الحاصلة على الساحة الفنية الحديثة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر حمداني واحدة من أعظم الأصوات التونسية على الإطلاق، وهي تسعى باستمرار لاكتشاف وتوسيع آفاقها الموسيقية، سواء في المكان والزمان. تعشق حمداني بوجه خاص فن المالوف، وهو الموروث الموسيقي الأندلسي العربي العريق الذي تشتهر بها بلاد المغرب العربي، فضلاً عن الأنواع الموسيقية شبه الكلاسيكية التي ظهرت في المشرق العربي إبان مطلع القرن العشرين، كما تعلمت حمداني نظرية الموسيقى الغربية وحصدت جوائز لا حصر لها في بلادها وخارجها.«تراث الأغنية العربية»ويختتم المهرجان بحفل من تراث الأغنية العربية مع فرقة البحرين للموسيقى التي تم تأسيسها 1996 انطلاقاً من الوعي بأهمية تكوين وتأسيس أدوات الفعل الثقافي الرئيسية المؤثرة. قدمت الفرقة حفلها الأول الذي حمل اسم «تجليات شرقية» في أبريل 1998، وحقق هذا الحفل وما تبعه من مشاركات في شتى المناسبات الوطنية نجاحاً كبيراً وإشادة واسعة من قبل الجمهور ورسخ اسم الفرقة على الساحة الفنية في البحرين. ومنذ انتقال الفرقة لهيئة البحرين للثقافة والآثار، كثفت مشاركاتها الناجحة في المحافل الدولية والعالمية في الدول العربية والغربية، من ضمنها الأردن وتونس ومصر والكويت وفرنسا. ووجهت هيئة البحرين للثقافة والآثار، خالص شكرها وتقديرها للداعمين الذين أسهموا في إنجاح المهرجان، وهم مجلس التنمية الاقتصادية، السفارة الفرنسية، السفارة التونسية والسفارة المكسيكية، مقدرة هذا الدور الذي لعبه الداعمون في تحقيق التواصل الإنساني عبر الثقافة.