برلين - (الجزيرة نت): أثارت القناة الأولى شبه الرسمية في التلفزيون الألماني موجة من الانتقادات الشديدة بسبب عرضها في أحد برامجها صورة مركبة للمستشارة أنجيلا ميركل وهي ترتدي حجاباً، ومن خلفها مبنى البرلمان الألماني «البوندستاغ» وقد علته عدة مآذن وأهلة. ويبدو أن الجدل الدائر في ألمانيا بشأن قرار أنجيلا ميركل اعتماد سياسة الباب المفتوح مع اللاجئين بدأ يأخذ أبعاداً أخرى، ويتحول لصراع تستخدم فيه جميع الوسائل، التي كان آخرها الصورة المركبة بالحجاب، وفي خلفية الصورة مآذن على مقر البرلمان.وعرضت القناة الألمانية صورة ميركل بالحجاب في برنامجها الشهير «تقرير من برلين» الذي تحدث مقدمه لحظة عرض الصورة عما تبقى من قيم المجتمع الألماني بعد وصول أعداد كبيرة من لاجئين يحملون تصورات مغايرة لهذه القيم، وتزامن عرض الصورة مع احتدام الجدل بألمانيا بشأن قرار مستشارة البلاد فتح أبوابها أمام اللاجئين الفارين من مناطق الحروب والأزمات، وتزايد الانتقادات الموجهة لها بسبب هذا القرار. ورأى عدد من مشاهدي القناة على مواقع التواصل الاجتماعي أن صورة ميركل المركبة تمثل تجاوزاً للحدود ونشراً لدعاية معادية للإسلام، ومن شأنها زيادة مظاهر التوتر المجتمعي وعرقلة اندماج اللاجئين القادمين في المجتمع الألماني.وذهب عدد من منتقدي القناة إلى أن عرض هذه الصورة المركبة يعد هدية مجانية لتيارات اليمين المتطرف وحركة «بيغيدا» المعادية للأجانب واللاجئين.وأعربت القناة الألمانية الأولى في ردها على هذه الانتقادات عن أسفها فقط لسوء الفهم الذي صاحب عرض الصورة المركبة، دون الاعتذار عن عرضها.وكتب نائب رئيس تحرير القناة على صفحته الرسمية على فيسبوك «إن السخرية وليست إثارة العداء للإسلام كان الهدف من نشر هذه الصورة». وتابع أن عرض الصورة جاء في سياق طرح برنامج «تقرير من برلين» أسئلة تثير مخاوف المجتمع، ولم يتم الحصول على إجابة عنها حتى الآن، بينها «تغيير الأعداد الكبيرة للاجئين القادمين للبلاد أوجه الحياة في المجتمع الألماني، وكيف يتعامل الألمان مع لاجئين لديهم مشاكل في فهم المساواة وحقوق المرأة وحرية الرأي والإعلام وغيرها من القيم التي ناضلت المجتمعات الغربية لتحقيقها»، وخلص إلى أن السخرية التي أرادتها القناة مشروعة ولا علاقة لها بالعداء للإسلام. وأثار رد القناة استياء عدد كبير من مشاهديها، فكتب أحدهم على صفحتها في «فيسبوك» «ماذا يفعل المرء مع تبرير هو أسوأ من الحدث نفسه؟»من جانبها، قالت مديرة معهد «المسؤولية الإعلامية» بمدينة «إيرلانغن» الألمانية د.زابينا شيفر إن لغة الصورة المركبة لميركل بالحجاب تتشابه مع عدة صور مماثلة تستخدمها تيارات النازيين الجدد واليمين المتطرف مثل موقع «بوليتكلي إنكوريكت» وحركتي «برو دويتشلاند» و»بيغيدا».ورأت شيفر أن تبرير القناة كان «غبياً»، ويعبر عن «غطرسة القائمين عليها»، وأشارت إلى أن عرض هذه الصورة تعبير عن الصورة النمطية السلبية المعادية للإسلام المتجذرة بألمانيا.وأشارت الخبيرة الإعلامية المتخصصة في صورة الإسلام في الإعلام، إلى أن عرض هذه الصورة يأتي بموازاة وجود تصور لدى البعض حول مؤامرة لأسلمة ألمانيا، وخلصت إلى أن الربط بهذه الصورة بين ميركل والرموز الإسلامية استهدف تصوير المستشارة الألمانية على أنها «تتودد للإسلام وتضيع القيم الألمانية دون التفات إلى أن العنصرية هي أكثر ما يمكنه تضييع هذه القيم».