كتب - وليد عبدالله:هل سيتخذ الاتحاد البحريني لكرة القدم قراراً بإقالة مدرب المنتخب الوطني الأرجنتيني سيرجيو باتيستا بعد لقاء الأحمر الكروي بالمنتخب الفلبيني يوم الثلاثاء الموافق 13 أكتوبر الجاري، ضمن التصفيات الآسيوية والمونديالية المزدوجة؟ سؤال يتبادل في الأذهان ويتداوله العديد من جماهير الأحمر، وكذلك العديد من النقاد والإعلاميين المحليين والخليجيين، وذلك بعد الخسارة الثقيلة التي مني بها المنتخب على أرضه وبين جماهيره أمام المنتخب الأوزبكي برباعية نظيفة.فقرار الإقالة يعتمد على جرأة اتحاد الكرة، الذي لم يتوان عن إقالة مدرب المنتخب السابق العراقي عدنان حمد، بعد خسارة المنتخب أمام المنتخب السعودي بثلاثة أهداف نظيفة، بمنافسات الدور الأول من خليجي 22 التي استضافتها المملكة العربية السعودية نوفمبر العام الماضي. وتشير المعلومات إلى أن اتحاد الكرة قد تعاقد مع المدرب باتيستا والجهاز الفني المعاون بقيمة تصل لمليون و200 ألف دولار، وأن الراتب الشهري الذي يتقاضاه باتيستا يبلغ 20 ألف دينار، وأن الشرط الجزائي لإنهاء عقده لا يتعدى سوى 60 ألف دينار!وإذا ما تحدثنا عن المستوى الفني للمنتخب في فترة المدرب باتيستا الذي قضى حتى الآن فترة لا تقل عن 5 شهور، نجد أن المنتخب ظهر بمستوى فني غير مقنع في مباريات الفلبين وكوريا الشمالية وأوزبكستان، باستثناء مباراة اليمن التي فاز فيها المنتخب الوطني بأربعة أهداف دون رد، حيث كان هذا الفوز المعنوي الوحيد له في المجموعة على منتخب يعاني من مستوى فني وتكتيكي ضعيف جدا!المدرب باتيستا ومنذ تسلمه مهام تدريب المنتخب قبل مواجهة الفلبين في التصفيات الآسيوية المونديالية، لم ينجح حتى الآن في أن يترك بصمة فنية واضحة المستوى الفني بالمنتخب، فعلى الرغم من وجود مجهود يبذله المدرب باتيستا والطاقم المعاون معه، إلا أن ذلك لم ينعكس بصورة جلية على المستوى الفني الذي ظهر به المنتخب خلال المواجهات التي خسرها أمام الفلبين، كوريا الشمالية وأوزباكستان. وقد يعاب على عمل المدرب باتيستا مع الأحمر الكروي عدم وجود مباريات ودية دولية لاختبار اللاعبين في هذه المواجهات، والتي تعتبر ضرورية من أجل تحديد مواطن القوة والضعف بالمنتخب قبل خوض اللقاءات الرسمية، حيث اكتفى فقط خلال معسكر تركيا بمباراة ودية مع أحد الفرق العراقية، وبمباريات ودية مع فرق محلية خلال فترة التحضير لمباراتي كوريا الشمالية وأوزباكستان اللتين أقيمتا على إستاد البحرين الوطني، وتعتبر المباراة الودية التي خاضها المنتخب أمام منتخب تايلند، هي المواجهة التجريبية الوحيدة التي سبقت لقاء الفلبين في أولى لقاءات الأحمر بالتصفيات! ويبدو كذلك أن عمل المدرب باتيستا يعاني من الضعف في الجانب التحضير الذهبي والنفسي للاعبين، والذي ظهر بصورة واضحة في مباراتي كوريا الشمالية وأوزباكستان، التي لعبهما الأحمر على أرضه وبين جماهيره، والتي كان من الأجدر به أن يستفيد من هذا العامل للخوض اللقاءين بحماس وقتالية من أجل تحقيق النقاط الـ6، بدلاً من أن يفقدهما بسهولة!ولو قارنا فترة المدرب باتيستا بمواطنه كالديرون، لوجدنا أن كالديرون قد تتفوق على باتيستا، بإعادة الهوية للمنتخب في فترة وجيزة لا تتعدى شهراً ونصف الشهر، قبل خوض الأحمر الكروي لمنافسات دورة خليجي 21 التي استضافتها مملكة البحرين يناير 2013، حيث قدم خلالها المنتخب مستوى فني جيد مقارنة بالمستوى الذي ظهر به في فترة عمل المدربين الإنجليزي تايلور ومواطنه هيدسون والأرجنيتي باتيستا، كما وأن المدرب كالديرون ساهم مع المنتخب في الحصول على 6 نقاط، في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا بعد تغلبه على اليمن بهدفين دون رد وعلى قطر بهدف نظيف، قبل أن يتجه اتحاد الكرة لعدم تجديد عقده بسبب عدم التوصل لاتفاق بشأن قيمة العقد.فكنا نطالب بالاستقرار الفني على مستوى المنتخب الوطني، ولكن وبهذه الصورة يجب أن نتساءل، هل سيضيف بقاء المدرب باتيستا والطاقم المعاون مع المنتخب تغيراً فنياً جديداً، إذا ما بحث اتحاد الكرة عن الاستقرار الفني؟ أو أن اتخاذ قرار الإقالة بعد مباراة الفلبين سيكون الحل، لإنهاء التعاسة والكآبة التي يعاني منها المنتخب في الأمور الفنية والتكتيكية؟!فالبحث عن المدرب البديل في الوقت الحالي سيكون واحداً من المطالب التي تنهي المهزلة التي يعيشها المنتخب الوطني على المستوى الفني، حتى وإن لم نتأهل حسابياً للمرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 أو نهائيات كأس آسيا 2019، فالمهم أن نجد مدرباً لديه القدرة على تشكيل منتخب قادر على الظهور بمستوى مشرف ويحقق أفضل النتائج، وأن تكون لديه خطة طموحة لإعادة المنتخب الوطني لمساره الصحيح، ليكون منتخبنا منافساً للحصول على مقعده بمونديال قطر 2022.
60 ألف دينار تفصل اتحاد الكرة لإقالــة «باتيستــا»!
10 أكتوبر 2015