باريس - (أ ف ب): بين الجهات المسؤولة المحتملة عن الاعتداء الذي وقع السبت الماضي في أنقرة، أشار مساعد مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ديدييه بيليون إلى فرضية وجود «خلايا سرية» تنشط في «جهاز الدولة».وحول الجهة التي تقف وراء الاعتداء، رأى أن «الفرضيات هي أربع، أشارت السلطات السياسية التركية إلى احتمال وقوف تنظيم الدولة «داعش»، أو حزب العمال الكردستاني وراء الاعتداء، لا أعتقد أن لهذا الأمر أي مصداقية، بشأن تنظيم الدولة كل شيء ممكن لأننا نعرف أساليبهم لكنني لا أعتقد أن تنفيذ اعتداءات في تركيا على أجندتهم، أما بشأن حزب العمال الكردستاني فهذا غير معقول، إنه الرد المعتاد للسلطات التركية (...) وهذا الأسلوب مختلف عن أسلوب حزب العمال الكردستاني الذي نفذ عمليات إرهابية مستهدفاً بالتحديد شرطيين وعناصر في الجيش ولم يستهدف أبداً مدنيين وسط حشود، ثانياً يبدو أن المتظاهرين الذين تجمعوا في أنقرة هم ناشطون مقربون من حزب ديمقراطية الشعوب الذي هو الواجهة الشرعية لحزب العمال».وتابع بيليون «كما تم الإشارة إلى وجود مجموعة صغيرة من اليسار المتطرف في تركيا (...) لا أعتقد أن لهذه الفرضية مصداقية أيضاً، أما الفرضية الرابعة فهي ما يسمى في تركيا بـ»عمق الدولة» الذي يضم بعض الخلايا السرية المختبئة في جهاز الدولة خصوصاً في صفوف الجيش والشرطة أيضاً ونعلم أنه من الممكن أن تكون نفذت اعتداءات وعمليات لزعزعة الاستقرار (...) سعياً لإعادة رص الصفوف حول السلطات الحاكمة».وأوضح أنه «ليس لدي أي دليل ملموس على ذلك لكن هناك منطقاً سياسياً يدعم هذه الفرضية». وفي رد على سؤال حول احتمال وقوع اعتداءات أخرى، أفاد بأنه «احتمال وارد، أولاً لأن هناك استقطاباً للأوضاع السياسية يثير قلقاً كبيراً، في شرق تركيا وجنوب شرقها نرى مشاهد حرب أهلية ومواجهات عنيفة جداً، ثمة بلدات صغيرة انشقت تماماً من خلال إعلان «استقلاليتها الديمقراطية»، وهناك مدن أقام فيها شبان مقربون من حزب العمال الكردستاني حواجز، ونشهد وضعاً مقلقاً للغاية إضافة إلى الوضع الإقليمي في العراق وسوريا».ورأى أنه «للأسف من المحتمل أن تنفذ اعتداءات أخرى، وعندما وقع اعتداء سوروتش في يوليو الماضي كنت ذكرت أنه الأول في سلسلة اعتداءات، وللأسف تأكدت توقعاتي». وقال إن «الرئيس رجب طيب أردوغان يستمر في استخدام ما أسميه استراتيجية التوتر أي أنه يسعى إلى استقطاب المواقف السياسية في تركيا (...) والهدف من ذلك هو جمع قسم من الناخبين القوميين للانتخابات المقبلة».وفيما يتعلق بتنظيم الانتخابات في هذه الأجواء المتوترة، أوضح الباحث أنه «في الوقت الراهن لا توجد مؤشرات من السلطات التركية تدل على احتمال إلغاء الاقتراع لكن السؤال في محله. الاعتداء كبير وكذلك حدة التوتر».وتابع «قبل شهرين وتحديداً في منتصف سبتمبر الماضي نفذ 300 هجوم على مكاتب حزب ديمقراطية الشعوب (...) في كافة أنحاء تركيا من قبل أفراد يحملون مضارب بيسبول وقضباناً حديدية. وفي الفترة نفسها وقع هجوم ضد صحيفة «حرييت» إحدى الصحف الأكثر انتشاراً في تركيا. كل هذه الأمور لا تساهم في تهدئة الأجواء هذا أقل ما يقال، ليكون هناك نقاش متناقض هادئ (...)، وهذا لا يعني أننا وصلنا إلى مرحلة الغاء وتأجيل الانتخابات (...) لكنه احتمال لا يمكننا استبعاده».
احتمال تورط «خلايا سرية» بجهاز الدولة في «اعتداء أنقرة»
13 أكتوبر 2015