أكد محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة حرص المنامة على مواصلة تفعيل الاتفاقيات والتفاهمات القائمة بينها وبين مدينة سانت بطرسبورغ الروسية لدور ذلك في فتح آفاق جديدة من الشراكة والتعاون في كافة المجالات خصوصاً تلك المجالات التي تضمنتها مذكرة التعاون بين الجانبين العام الماضي لانعكاس ذلك بشكل إيجابي على تطوير العلاقات الثنائية بين المدينتين ومواصلة الخطوات الرامية إلى التعاون الثنائي الفعلي، ناقلاً إلى الحضور الحماسة التي أبدتها الشركات والمؤسسات المملوكة للقطاع الخاص بالبحرين نحو عقد وإبرام الصفقات والشراكات الثنائية مع نظيرتها الروسية بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين بوجه عام والمدينتين بشكل خاص. وقال الشيخ هشام، خلال حضوره لقاء جمعه ومحافظ مدينة سانت بطرسبورغ الروسية جورجي بالتافاشينكا، بحضور الوفد المرافق لممثلي 22 جهة حكومية وخاصة من كافة القطاعات، حيث تأتي هذه الزيارة على هامش مذكرة التعاون المشتركة التي وقعتها المنامة مع بطرسبورغ، قال إن المنامة تتطلع لفتح آفاق واسعة وجديدة من التعاون والتنسيق والاستفادة مما وصلت إليه مدينة سانت بطرسبورغ من تقدم وازدهار واهتمام في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والفنية، فالمنامة تمتلك العديد من المقومات الاقتصادية والحضارية والسياحية التي تعطيها تميزها على مستوى المنطقة الخليجية منذ قديم الزمان، فلا عجب أن تتلقي الأفكار والرؤى عبر التواصل بين حضارتين عريقتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب.علاقات تاريخية بين البلدين ونوه المحافظ أن 2015 تشهد الذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين، غير أن علاقات الصداقة بين روسيا والبحرين هي علاقات تاريخية وطيدة ومتميزة، فلا عجب أن تشهد خلال الفترة الراهنة تطوراً ملحوظاً واتصالات مكثفة بين الجانبين تفعيلاً للتعاون والتنسيق في المجالات الثقافية والاقتصادية والتي توجت بلقاء القيادتين البحرينية والروسية في أكتوبر 2014؛ إذ نستذكر بكل الفخر تلك الزيارة التاريخية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لروسيا الاتحادية وعقد جلالته آنذاك اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، حيث تم التوقيع على برامج عمل مشتركة بين الحكومتين، وكان البرنامج الأول هو برنامج عمل مشترك للتعاون في المجال الثقافي، والبرنامج الثاني للتعاون في المجال السياحي.وأوضح أن هذه الزيارة الميمونة سبقتها زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى روسيا الاتحادية في أبريل 2014 حيث تشرفت بالتوقيع على مذكرة التعاون بين المنامة وبطرسبورغ، والتي تهدف إلى التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والثقافية والتعليمية والرياضية وغيرها من المجالات، وذلك في إطار تنمية وتطوير العلاقات الثنائية مع روسيا، وضمن توجه البحرين لتأكيد دور العلاقات البناءة المرتكزة على أسس التعاون والصداقة والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.واعتبر الشيخ هشام أن جمهورية روسيا الاتحادية إحدى الدول الكبرى التي لها دورها الريادي وتأثيرها الفاعل في الساحة العالمية لتمتعها باقتصاد واعد، فقيادة مملكة البحرين الرشيدة تؤمن أشد الإيمان بسياسة التقارب مع روسيا خصوصاً في المجالين الاقتصادي والثقافي، مؤكداً أن الجميع يدرك بأن البحرين كانت دائماً سباقة نحو فتح أبواب الفرص التجارية مع اقتصادات مختلفة ومتنوعة من أجل بناء بيئة استثمارية مثلى، من خلال منح البحرين جملة من التسهيلات والمحفزات لرأس المال الأجنبي أهمها حرية تملك الأجانب للشركات والمؤسسات بنسبة 100%، وانعدام احتساب أية ضرائب على أنشطتهم الاقتصادية، مما يصب في إنشاء مبادرات وأنشطة وفعاليات ومشروعات مشتركة بين البحرين وروسيا وبالتالي رفع معدلات التجارة البينية التي يمكن أن تخدم شعبي البلدين الصديقين خصوصاً بعد تدشين رحلات الطيران المباشرة بين البلدين. بيئة استثمارية مثلى وكشف المحافظ أنه حسب إحصائيات صادرة عن مؤسسات ومنظمات اقتصادية عالمية حتى العام الحالي، احتلت البحرين المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشري الحرية الاقتصادية والوجهات الجاذبة للعمالة الوافدة، كذلك تبوؤها المرتبة الثامنة عشرة على مستوى دول العالم في مؤشر أكثر البلدان تحرراً اقتصادياً، ووقوعها في المرتبة 26 على مستوى العالم في مجال كفاءة سوق العمل، وتصدرها المرتبة 31 على مستوى العالم في مجال البنية التحتية الشاملة.وأكد أن البحرين تتمتع منذ أكثر من 40 عاماً بمكانة مرموقة كأفضل مركز مالي من حيث الرقابة والإشراف في الشرق الأوسط، ومركزاً رائداً للخدمات المالية في منطقة الخليج حيث يشكل قطاع الخدمات المالية القطاع الأكبر في الاقتصاد البحريني ويسهم بنحو ربع الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغت الميزانية الموحدة للجهاز المصرفي (مصارف قطاع التجزئة ومصارف قطاع الجملة) 201 بليون دولار مع نهاية 2014، كما بلغ مجموع الرخص الممنوحة لمزاولة الخدمات والأنشطة المالية مع نهاية العام الماضي إلى 415 رخصة.الصيرفة الإسلاميةكما تبوأت البحرين موقع الريادة خليجياً كأكبر سوق مصرفي إسلامي وحلت في المرتبة الثانية من بين 92 دولة من مختلف أنحاء العالم وفقاً لمؤشر التنمية المصرفية الإسلامية، إذ تلعب الصيرفة الإسلامية دوراً مهماً ضمن القطاع المالي البحريني، وأكبر دليل على ذلك احتضان البحرين 23 مصرفاً إسلامياً، حيث تضاعف حجم الصيرفة الإسلامية خلال الأربع السنوات الأخيرة ليفوق تريليوني دولار على مستوى العالم، في ظل توقعات باستمرار نمو هذا النشاط الاقتصادي المستند على مرجعية أخلاقية، حيث لا يقبل هذا النشاط أخذ الربا على القروض الممنوحة إضافةً إلى احتفاظه بمرونة عالية وبنسبة مخاطر أقل، وللتدليل على ذلك فقد استطاع هذا القطاع إثبات صلابته إبان الأزمة المالية العالمية مما ناهز ذلك من عدد عملائه حول العالم إلى الأربعين مليوناً. وقال الشيخ هشام إن عدد المسلمين في روسيا يقدر بـ28 مليوناً، يشكلون حوالي 20 بالمائة من السكان، وبالتالي فإن تأسيس بنوك إسلامية في روسيا سيعمل على فتح آفاق اقتصادية واعدة مع العالم الإسلامي تزيد من فرص التعاون والشراكة في المجال المصرفي، فلنا في افتتاح روسيا عشية عيد الأضحى المبارك أكبر مسجد في أوروبا دليل بارز على حرص القيادة الروسية في رعاية واهتمام المسلمين لديها.
محافظ العاصمة يبحث التعاون الاقتصادي والثقافي والتعليمي مع بطرسبورغ
14 أكتوبر 2015