حاورته : لمياء أبو عبيدة: أكد علي أميني مدير برنامج «معاً» لمكافحة وعلاج الإدمان أن البرنامج ورغم ما واجهه من صعوبات خلال المراحل الأولى لتنفيذه منذ 2011، فإنه نجح في تغطية أكثر من 100 مدرسة بعد أن كان لا يتجاوز عدد المدارس التي بدأ العمل فيها 6 مدارس فقط، مشيراً إلى أن البرنامج الذي يستهدف جميع طلبة المراحل التعليمية استطاع ترسيخ نموذج للشراكة المجتمعية بين وزارة الداخلية ومؤسسات المجتمع المختلفة، فضلاً عن الأهالي وأولياء أمور الطلبة.وكشف أميني أن البرنامج الذي طبقته أكثر من 60 دولة في العالم، هو برنامج منهجي وتربوي يقدم في المدارس بداية من الروضة وحتى المرحلة الثانوية، ويستهدف توعية الطلبة من مخاطر العنف والإدمان وتحصينهم من الوقوع في براثن الجماعات والشبكات الإجرامية، موضحاً أن الهدف الأسمى للبرنامج الذي كان بمبادرة من محافظ الجنوبية الشيخ عبد الله بن راشد آل خليفة وبرعاية شاملة من وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة هو الوصول لحالة اجتماعية خالية من العنف والإدمان.وفيما يلي نص اللقاء:ـ متى كانت بداية برنامج «معاً» وكيف نُفذ؟كانت بدايتنا في برنامج «معاً»، وهي اختصار لجملة «مكافحة العنف والإدمان»، عام 2011، وبمبادرة من الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة مُحافظ الجنوبية الذي أشار إلى إمكانية تطبيق هذا البرنامج في البحرين، وتم الموافقة عليه من قِبل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة والذي كان وما زال مهتماً جداً بتطبيق البرنامج وتم تشكيل لجنة للعمل والتنفيذ، والتي نجحت في تخريج أول دفعة بعد دخول المدارس وتقديم منهج «معاً»، وكان باللغة الإنجليزية ثم تم تعريبه بالتعاون مع جامعة البحرين، وتمت الاستفادة من الطاقم الذي لدينا، حيث اُختير المميزون ليصبحوا مدربين، وتم ثقل خبراتهم بدورات أخرى «دورات المدربين».ـ إلامَ يهدف البرنامج ومن هو المستفيد؟تحتاج البحرين إلى برنامج لتوعية الطلبة عن مخاطر العنف والإدمان، وطريقة التدريس التي نتبعها طريقة جديدة ومختلفة وغير تقليدية، ليس فقط بدخول المدارس وشرح أي قضية أو حتى عن طريق ورش العمل والتفاعل، فطريقتنا هي التحدث عن الأمور السلبية التي يمكن أن تسببها الظاهرة، ونأتي بطرق بحيث نجعل الطالب المستفيد هو الذي يستنبط الإجابة من الموضوع، وكذلك نقوم بتعليمهم مهارات وأساليب مختلفة عن طريقة التصرف في حال التعرض لأي موقف سلبي.على سبيل المثال مناقشة موضوع التدخين مع الطلبة، حيث يتم شرح مضار التدخين للمستفيدين، ويتاح للطالب أيضاً فرصة البحث في الموضوع لكي يحصل معلومات أكثر من التي تم مناقشتها، وأساليبنا تقوم على أساس شرح الظاهرة والتحدث عنها من جميع الجوانب، فلا نكتفي بالشرح والتفسير فقط أو حتى الأسئلة المطروحة، بل نقوم باختبار مدى فهم الطالب للدرس واستيعابه، وذلك يكون عن طريق تمثيل الطالب في نفس اليوم ما فهمه واستوعبه.ـ هل تم إعداد كادر لتنفيذ هذه الفكرة؟يقوم أفراد من الشرطة بتدريس الطلبة، والهدف منه كسر الحواجز بين الطلبة والجهة التنفيذية لأن الطالب يرتاح للشرطي أكثر من غيره، مع العلم أن البحرين هي أول دولة تخصص كادر شُرطي لتنفيذ منهج معاً في المدارس، وهي جهود عظيمة من وزارة الداخلية بأن تفرغ عدداً من أفراد الكادر الشُرطي لتنفيذ الفكرة.ـ كيف يتم اختيار الكادر المنفذ؟الشرط الأول هو رغبة الشرطي، وأن تكون له خبرة سنتين من العمل الميداني، وعند ذلك تجرى مقابلة للتأكد من توافر الشروط والمعايير المطلوبة، ويتم الاختيار بعد ذلك حسب الهيئة، طريقة الكلام، القيافة، قوة الصوت وقدرة التحكم في الصف.ـ ما مدى قابلية واستجابة الطلبة للبرنامج؟في بداية الأمر كانت هناك صعوبة، لأننا نتحدث عن كادر تربوي، وكان هدف إدخال الشرطي إلى المدرسة تعويد الطلبة على التعامل معه، وترسيخ صداقة الشرطي لهم، لأنه بالنسبة لهم هو شخص مميز، ولوحظ مدى حماس الطلبة، وهذا دليل على حبهم وتقبلهم فكرة المنهج ووجود الشرطي نفسه بينهم، ونحاول أحيانا أن يكون الشرطي من نفس المنطقة التي فيها المدرسة حتى لا تنقطع علاقة الطالب بالشرطي بعد ساعات الدراسة.ـ على أي أساس تم تقسيم المنهج؟المنهج مقسم إلى 3 أقسام: الجزء الأول من الروضة للصف الرابع، والجزء الثاني من الصف الخامس للسادس، ويشمل الثالث مرحلتي الإعدادي والثانوي. ويشمل كل منهج عدداً من الصفوف، لأن المنهج متسلسل تبعاً للظواهر السلبية الموجودة، ويوصل البرنامج جميع المعلومات للطلبة بما يتعلق بالظاهرة المطروحة، فالمعلومات تقوى مع التطور العمري.ـ ما هو الأسلوب المستخدم في برنامج «معاً»؟أساليب تدريس المنهج مختلفة باختلاف المرحلة التعليمية بحيث نجعل الطالب يستنبط الإجابة من أسئلتنا، ففي المرحلة الابتدائية يتم شرح الدرس عن طريق اللوحة الذكية والصور والتمثيل أيضا لضمان إيصال المعلومة لذهن الطلبة، أما في المراحل الأخرى يتم استخدام كتاب للواجبات والأنشطة وأحياناً نقوم بإدخال أولياء الأمور بهذه الواجبات كنوع من الأنشطة، فنحن لابد أن نتحدث عن الظاهرة مع جميع الفئات العمرية، ولكن المحتوى يختلف وطريقة توصيل المعلومات أيضاً مختلفة باختلاف العمر، فعلى سبيل المثال الأولاد قبل سن البلوغ تفكيرهم جداً يختلف عن فترة البلوغ، حيث تزداد القوة الجسدية، ونزعة الاستقلالية، والتوجه والتفكير بالمواقف البطولية، ومن ثم فإن نسبة الخطأ أو الوقوع في مشكلة أكبر تزداد من أن يكون الشخص في الصف الرابع، فيتم التركيز عليهم أكثر.ـ ما هي الصعوبات التي واجهتكم خلال تنفيذكم للبرنامج؟في بداية التطبيق واجهتنا صعوبات وضغوطات عديدة، حيث أخذت الدورة الأولى للبرنامج فترة 5 سنوات لتنفيذها، واليوم قادرين أن ننفذها خلال سنتين، فأول دورة كان الموضوع جديداً، وكانت مادة «معاً» مضغوطة جداً ومحتواها كبير وكانت مدة المنهج 3 أسابيع وتم ضغطه أكثر وشرحه في أسبوعين.ـ كيف تقيم نجاح البرنامج في نظرك؟في بداية الأمر قمنا بتغطية 6 مدارس غير أن البرنامج توسع، حيث نغطي أكثر من 100 مدرسة وكل مدرسة لا يوجد فيها شرطي يتم الاتصال بنا ليتم تحديد الأشياء التي سوف نقوم بطرحها من خلال قائمة دروس «معاً»، فتقوم المدرسة بتحديد المواضيع والتواريخ، والدروس التي تقدم ليس فقط للطلبة، وإنما قد تكون أيضاً لإدارة المدرسة أو أولياء الأمور في بعض الأحيان، لأن هذه الدروس حلقة متكاملة، ومن أجل ضمان استفادة الطالب من الضروري وجود تكاتف في الجهود من ناحية الشرطي وإدارة المدرسة وأولياء الأمور.ـ هل يوجد تواصل بين الشرطي المنفذ وأولياء الأمور؟الشرطي دائماً متواجد في اليوم المفتوح، وهناك تواصل بين الشرطي وأولياء الأمور، وخصوصاً بعد ملاحظة أولياء الأمور ردة فعل أبنائهم بما يتعلق بالشرطي ونظرتهم إليه كقدوة، فيقوم أولياء الأمور أحياناً باللجوء للشرطي نفسه بهدف التوصية على أبنائهم كأن يهتم بدراسته أو بنومه مبكراً أو حتى بتنظيف أسنانه. وفي بعض الحالات قد يلجأ الشرطي لولي الأمر في حال ملاحظة شيء معين على الطالب كانعزاله أو تخوفه من شيء معين، وبعد جلوسه مع أهل الطالب والتفاهم معهم ومعرفة أسباب ما يدور حوله، يقوم الشرطي بدوره، بإخراج الطالب من عزلته أو القضاء على مخاوفه بطريقة غير مباشرة.ـ ماذا تطمحون من برنامج «معاً»؟طموحنا تغطية كل منشأة تعليمية من الروضة إلى الجامعات، فنحن نحاول أن نخفف مستوى الجريمة، ونقوم بتوضيح جميع القوانين والأنظمة، وأن نضمن أن تصل كافة هذه المعلومات للطلبة بكافة المستويات والمراحل.
أميني: «معاً» لمكافحة العنف والإدمان نجح في تغطية أكثر من 100 مدرسة
14 أكتوبر 2015