ميتيليني - (أ ف ب): بين المراكز التي أنشئت على حدود دول الاتحاد الأوروبي لاستقبالهم ووضع القرار السياسي المتعلق بحل أزمة اللاجئين موضع التنفيذ، لايزال على اللاجئين الواصلين إلى الشواطئ اليونانية قطع مسافة طويلة منهكة، الأمر الذي يثير استياء المسؤولين الأوروبيين أنفسهم. فقد فوجئ المستشار النمساوي فيرمر فايمن خلال زيارته جزيرة ليسبوس اليونانية يرافقه رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس أن المهاجرين يضطرون إلى قطع مسافة تناهز 60 كيلومتراً سيراً بعد وصولهم. وتشكل الجزيرة المرحلة الأولى في أوروبا لقسم كبير من المهاجرين الذين يأتون من تركيا القريبة جداً. وقد وصل أكثر من 400 ألف شخص إلى اليونان منذ بداية السنة، معظمهم على زوارق متهالكة. ونهاية الأسبوع، سيزور ليسبوس أيضاً المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غيتيريس. وفي موريا، أكبر مخيمات الجزيرة، التقى المستشار فايمن قائدة شرطة الهجرة في اليونان التي أبلغته أن عدداً كبيراً من المهاجرين يضطرون بعيد وصولهم مرهقين ومبللين ومذعورين بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، إلى السير عشرات الكيلومترات، وغالباً مع أطفال، لتسجيل أسمائهم في موريا، أو في كارا تيبي للسوريين، حتى يتمكنوا من متابعة رحلتهم. ورغم أن السلطات المحلية خصصت لهم حافلات، إضافة إلى ان متطوعين ينقلونهم في سياراتهم، إلا أن ذلك لا يكفي. وقال البرت روما، المتطوع في هيئة برو اكتيفا الإسبانية، «عندما يعرفون أنهم سيضطرون إلى مشي هذه المسافة كلها، يصاب بعضهم بالانهيار ويبدؤون بالبكاء». وتقول قائدة شرطة الهجرة زاهارولا تسيريغوتي «يصلون منهكين، مع 4 أطفال على الأقل لكل عائلة. نريد أن نوفر عليهم هذه الصعوبة الإضافية عبر فتح مخيم آخر للتسجيل شمال الجزيرة، لأن 90% منهم يصلون إلى هنا، ومرفأ آخر في غرب الجزيرة» تمهيداً للإسراع في نقلهم بالسفن إلى أوروبا. وقرر المسؤولون الأوروبيون إقامة مراكز لاستقبال المهاجرين على حدود الاتحاد الأوروبي. فبالإضافة إلى أخذ البصمات والتقاط الصور في لسبوس، سيجري فرز دقيق بين طالبي اللجوء والمهاجرين الاقتصاديين. ويفترض أن تكون هذه المراكز جاهزة في اليونان وإيطاليا أواخر الشهر المقبل. لكن فايمن عاد إلى فيينا بخيبة أمل. وقال في تصريح للإذاعة العامة النمساوية «يكفي أن يذهب المرء إلى المخيم ليلاحظ أنه يفتقر إلى كل شيء، وأن الأمور لا تصبح حقيقة ملموسة لمجرد اتخاذ قرار». وأضاف «حتى بالنسبة إلى تأمين هذه المراكز، أعتقد أنها لن تكون جاهزة أواخر السنة، إلا إذا تأمن تنسيق مركزي وتم تخصيص مزيد من الوسائل والعناصر». وقد تعهدت النمسا تأمين 100 شخص. ووعدت وكالة «فرونتكس» الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية بفصل 600 شخص منهم هؤلاء النمساويون، لهذه المراكز. وسيصبح مخيم موريا الذي كان مخصصاً لانتظار المهاجرين، واحداً من هذه المراكز. غير أن تسيريغوتي لاتزال قلقة وتقول إن «أعداد الواصلين تتزايد، وهناك مليونان ونصف مليون سوري مازالوا ينتظرون على الجانب الآخر». ويتم إرسال معظم السوريين إلى موقع كارا تيبي عند المخرج الشمالي لميتيليني، عاصمة الجزيرة. وفي هذا الموقع، تقوم الشرطة التي يؤازرها مترجمون متطوعون، بالتدقيق في جوازات السفر، وتصورهم وتأخذ بصمات أصابعهم. وحتى بداية الشهر الحالي، كانت العائلات قادرة على انتظار دورها في ظل أشجار الزيتون، فيما يلهو الأطفال حولها. ولكن «كيف سنؤويهم عندما تمطر؟»، وفقاً لما ذكره أحد المتطوعين. وتأمل المفوضية العليا للاجئين بدورها في أن تزيد عدد عناصرها في اليونان من 120 إلى 200. وقال المتحدث الإقليمي باسم المفوضية العليا للاجئين رون ردموند «يجب أن ندقق في هوية كل شخص، وفي اليونان، ننطلق من الصفر، تتعامل إيطاليا مع مجموعات مثل هؤلاء منذ فترة لا بأس بها، ولكن ثمة عمل كثير يجب القيام به في اليونان». ويؤكد المتطوعون أن آلافاً من غير السوريين والأفغان والباكستانيين والإيرانيين والعراقيين أيضاً، يستقلون الزوارق من ليسبوس إلى أوروبا.