كتبت - شيخة العسم:ابتكر نخبة من المدرسين البحرينيين العديد من المشاريع التربوية الإلكترونية بهدف تسهيل العملية التعليمية، فمن ضمن مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل والذي يتم تطبيقه على كافة المدارس الحكومية، برع معلمو المدارس في تقديم مشاريع تربوية وتعليمية ذات ممارسات تربوية متميزة، ونجح الكثير منهم في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وتسخيرها في عمليتي التعليم والتعلم. وتعد الممارسات التربوية في مجال دمج التقنية في التعليم من أبرز إنجازات المدارس في ظل مشروع جلالة الملك، حيث حققت العديد من المدارس التميز في دمج التقنية بشكل فاعل في التعليم وفق أسس ومعايير تربوية وتقنية، ساهمت في جعل العملية التعليمية عملية شائقة ممتعة للطالب والمعلم على حد سواء، تنوع فيها استخدام التقنية من الوسائط المتعددة والبرامج التطبيقية للألواح الذكية، والأجهزة الحديثة كالكاميرات الوثائقية وأجهزة التصويت الإلكتروني، وإنتاج المحتوى الإلكتروني التفاعلي، وتقديم المعارف المتنوعة والمسابقات الذكية الممتعة للطلاب وأولياء الأمور بأشكال رقمية متنوعة.مدونة مادة الرياضيات وقدمت معلمة مادة الرياضيات في ابتدائية الأندلس للبنات فاطمة مهدي مدونة إلكترونية تتميز باحتوائها على دروس ووحدات منهج مادة الرياضيات للصف السادس الابتدائي، إضافة إلى الألعاب التعليمية والأنشطة والاختبارات التفاعلية التي تشكل أداة قياس دقيقة في التعرف إلى قدرات ومهارات الطلاب في المادة والأخطاء الشائعة لديهم من خلال الاستفادة من المميزات التي تقدمهاGoogle Forms.وتحدثت فاطمة عن ربطها للمدونة بالأدوات الرقمية الحديثة الأخرى من أجل تسهيل وتحويل محتويات المدونة وأقسامها إلى كوادات الاستجابة السريعة QR للوصول بأقل وقت وجهد ممكن من قبل الطالبات، وأوضحت: «كنت حريصة للغاية في تصميم واجهة المدونة الإلكترونية بشكل عصري وجاذب ومناسب لعمر الطالبات، تطلب إعداده الكثير من الوقت والجهد في سبيل إضفاء لمسات عصرية على الموقع، بعدها قمت بتحميل كافة الدروس والأنشطة التفاعلية المرتبطة بمادة الرياضيات بشكل مستمر طوال العام. وخلال العام الدراسي الحالي أطمح بأن أثرى المدونة بمزيد من الأنشطة والألعاب التعليمية التفاعلية التي سأقوم ببرمجتها خصيصاً لتعزيز مهارات الطالبات في أساسيات مادة الرياضيات».وكشفت فاطمة الأثر الإيجابي الكبير للمدونة بين الطالبات، فعلاوة على تحسنهن في مادة الرياضيات، حققت المدونة إقبالاً واهتماماً كبيرين، ويظهر ذلك من خلال حديث الطالبات الدائم عن آخر مستجدات المدونة، فحتى خلال أيام الإجازات وأوقات الفسحة، تحرص الطالبات على الدخول إلى المدونة والتعليق على آخر التحديثات، وطباعة ما يستجد من دروس تعليمية بصورة مستمرة.مقياس الصف الإلكترونيومن جانبه ابتكر اختصاصي تكنولوجيا التعليم في ابتدائية أبوصيبع للبنين جهاد حسن جهاز مقياس الصف الإلكتروني، وهو جهاز مكون من قطعتين، جهاز العرض وجهاز التحكم، ويهدف إلى مساعدة المعلم في ضبط سلوك الطلاب في الصف الإلكتروني وغرفة التدريب. وعن هذا الجهاز تحدث جهاد قائلاً: «جاء الجهاز لضبط سلوك الطلاب أثناء الحصص الإلكترونية، فبيئة الصف الإلكتروني قد تخلق نوعاً من عدم الانضباط الطلابي، خصوصاً مع تواجد الأجهزة الإلكترونية والمقاعد المتحركة، تقوم فكرة هذا الجهاز على التحفيز الجماعي نحو السلوك الإيجابي في الصف، وذلك عن طريق 3 مؤشرات تتمثل في مدى حفاظ الطلاب على النظام في الحصة، ومدى تفاعلهم الإيجابي في إثراء النقاشات، ومدى استخدامهم للسبورة الذكية خلال الحصة. كانت ردة فعل الطلاب متميزة، ففور تطبيق هذا الجهاز بدؤوا بالتنافس فيما بينهم للحصول مؤشرات إيجابية أعلى.الصندوق الذكيومن جانبه ابتكر معلم نظام فصل في ابتدائية أبوصيبع للبنين علي ميرزا عبدالنبي برنامجاً أطلق عليه الصندوق الذكي «سمارت بوكس» والذي يهدف لمعالجة مشكلة الوقت الذي يهدر من الحصة أثناء توصيل الحاسوب مع السبورة الذكية، حيث يقوم هذا الجهاز بربط الحاسوب مع السبورة الذكية والسماعات موفراً بذلك الوقت، مع الحفاظ على جودة الصوت والصورة والأداء.وأوضح ميرزا قائلاً: «قمت بتصميم هذا الجهاز بالكامل، فهو صناعة محلية، وليس له مثيل لحد الآن، وقمت بتوظيفه حالياً في صفين دراسيين، واستغرقت التجربة عامين كاملين، وأثبت الجهاز فيها جدارته، حيث يوفر الوقت في الحصة وأوقات الصيانة، وقمنا بالمشاركة بالجهاز في مسابقة التميز التكنولوجي لعام 2015» وأضاف: «خلال هذا العام الدراسي نسعى لإضافة وحدة تخزين للجهاز، بحيث يتم تخزين مواد قد يحتاجها المعلم في أي وقت».
معلمون بحرينيون يبتكرون مشاريع تعليمية إلكترونية جديدة
17 أكتوبر 2015