قال مدير مركز الخطوة الذكية للدراسات والاستشارات في البحرين د.محمد ياسر إن المتحدث البارع يعد مظلة للتغيير والتحديث، والخطابة هي مهنة الأنبياء ومهنة البلغاء والمؤثرين، فسمات المتحدث الجيد هو المعرفة سواء عن طريق الدراسة والعلم والأكاديمية أو بالتجربة والممارسة والخبرة، والأساس الثاني هو اللغة، فمن يجيد اللغة فمن السهولة ان يتدرب ويصبح متحدثاً لبقاً.وأوضح د.محمد ياسر، خلال المحاضرة التي نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بعنوان «كيف تكون محاضراً متميزاً»، وقدمها عبدالله عمران، أنه يجب على المحاضر أن يحدد هدفاً واضحاً من المحاضرة ومدى الاستفادة منها، كما عليه أن يقوم بدراسة الجمهور المستهدف، لأن كل جمهور له خصوصيته وينبغي تكييف المادة العلمية لتناسب والمستوى الذي تتوجه إليه، إضافة إلى إعداد المادة العلمية بطريقة احترافية وتجنب تقديم المعلومات غير الصحيحة علمياً، كما يجب على المحاضر ألا يقدم ما لا يتقنه أو ما لا يرغب في تقديمه.وأكد أن هناك 10 عناصر يجب على المحاضر الجيد أن يلتزم بها لكي ينجح في الوصول إلى الجمهور، وهي أن يكون على اطلاع على أسس عملية الاتصال، حيث تتكون عملية الاتصال من المرسل، والرسالة، وقناة الاتصال، والمستقبل، أما العنصر الخامس والأهم هو التأكد من أن المستقبل قد فهم الرسالة ومضمونها، وثانياً أهمية سلامة اللغة وقوتها أو ما يسمى بالذكاء اللغوي، فكلما كانت اللغة المستخدمة من قبل المحاضر سليمة كلما كان التأثير أكبر، وثالثاً يعد توظيف نبرات الصوت ما بين ارتفاع وهبوط أما تعبر عن فكرة أو قطع الملل عن الحاضرين أو المستمعين للمحاضرة.وأضاف أن العنصر الرابع لنجاح المحاضر هو استخدام لغة الجسد التي لا تقل أهمية عن اللغة المحكية، حيث إنها تعد تعبيراً حقيقياً ومهماً لما تريد قوله، حيث أظهرت الدراسات أن مخاطبة أكثر من حاسة في التعليم يؤدي إلى سهولة التعلم والفهم والإدراك ويرسخ المعلومة، ذلك أن الأذن تحتفظ بـ20% مما تسمع، والعين تحتفظ بـ30% مما ترى، والمناقشة والحوار يساهم بـ20%، والكتابة وممارسة بـ20% من عملية الفهم، وهناك مقولة تؤكد أن ما يقدم بأكثر من وجه يفهم على أكمل وجه.وذكر فيما يجب على المحاضر الجيد أن يلتزم بها لكي ينجح في الوصول إلى الجمهور، هي الثقة بالنفس وذلك من خلال العلم والمعرفة في المجال الذي يتحدث به والممارسة المستمرة والتواصل الاجتماعي الفعال أو ما يسمى بالذكاء الاجتماعي، وهو بناء علاقات اجتماعية ناجحة، كما يلعب الاستماع بشغف لكبار المتحدثين والخطباء ضروري لاكتساب مهارة الإلقاء والتعلم منهم، ويجب على المحاضر الابتعاد عن القلق والتوتر والخوف من خلال حرصه على الاستعداد الجيد.وأضاف أنه على المحاضر أن ينصت للناس الذين أمامه فيصغي لهم ويعطيهم من الوقت لطرح استفساراتهم ، وأخيراً التدريب المستمر لضمان نجاحه وتميزه في مجال تقديم المحاضرات.
ياسر: المتحدث البارع مظلة للتغيير والتحديث والخطابة مهنة الأنبياء
17 أكتوبر 2015