عواصم - (وكالات): أعلن البيت الأبيض أن «الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتفق مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على ضرورة تركيز العمليات العسكرية الروسية في سوريا على تنظيم الدولة «داعش» وليس على المعارضة السورية المعتدلة»، مشيراً في بيان إلى أن «أوباما والشيخ محمد بن زايد أكدا خلال اتصال هاتفي أهمية توفير الظروف اللازمة لانتقال سياسي في سوريا».في غضون ذلك، أحرزت قوات النظام السوري تقدماً جديداً شمال البلاد مدعومة بغطاء جوي روسي بالتزامن مع معارك عنيفة متواصلة في الوسط، في وقت أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 3 قياديين في جبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة بسوريا - بغارة جوية دون تحديد هوية الطائرات التي شنت الغارة. وأعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أن بلاده تقاتل من أجل مصالحها القومية في سوريا وليس من أجل الرئيس بشار الأسد.من ناحيته، كشف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن هناك عناصر تابعة للنظام السوري متغلغلة داخل «داعش»، معتبراً أن «النظام السوري أكثر الراغبين في نشر الفوضى في تركيا». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون بدعم من مقاتلين إيرانيين وآخرين من «حزب الله» الشيعي اللبناني، وبغطاء جوي روسي، من التقدم في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطروا على عدد من التلال والمزارع و3 قرى». وأوضح المرصد أن قوات النظام تخوض «اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي الفصائل على مشارف بلدة الحاضر» الواقعة غرب مدينة السفيرة التي ينطلق منها النظام لشن هجومه في ريف حلب.ووفق عبد الرحمن، فإن سيطرة قوات النظام على البلدة «تجعل خطوط إمداد النظام من وسط سوريا إلى حلب آمنة، كما تخوله رصد واستهداف خطوط إمداد الفصائل في المنطقة». وقال الناشط المعارض ومدير وكالة «شهبا برس» المحلية في حلب مأمون الخطيب إن «قوات الأسد تسعى جاهدة للسيطرة على الحاضر لقربها من بلدة سراقب أحد معاقل جيش الفتح» في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، التي تسيطر عليها فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة. وأوضح أن «ريف حلب الجنوبي يشكل بوابة حلب باتجاه حمص ودمشق، إذ تقع معظم قراه على طريق دمشق حلب الدولي» الإستراتيجي الذي تسعى قوات النظام للسيطرة عليه بالكامل.ووفق الخطيب، «شن الطيران الروسي أكثر من 80 غارة الجمعة الماضي». وتحدث المرصد عن نزوح قرابة ألفي عائلة من المنطقة جراء الاشتباكات والقصف الجوي الذي أوقع 17 قتيلاً من الفصائل و8 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وأشار مسؤول أمريكي إلى وجود «نحو ألفي» مقاتل ينتمون إلى قوات إيرانية أو مجموعات من «حزب الله» أو مقاتلين عراقيين، يشاركون في هجوم حلب.على جبهة ريف حلب الشرقي، تخوض قوات النظام اشتباكات عنيفة ضد «داعش»، في إطار «محاولتها التقدم نحو مطار كويرس العسكري المحاصر» من التنظيم منذ مايو الماضي، وفق المرصد.وقال مصدر عسكري سوري «بات الجيش السوري على بعد 6 كيلومترات من المطار».ووسط البلاد حيث بدأت قوات النظام عملية برية واسعة بإسناد جوي روسي، قال المرصد إن «الطيران الروسي نفذ 9 غارات استهدفت مدينة تلبيسة ومحيطها في ريف حمص الشمالي» حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة. وتسيطر فصائل إسلامية ومقاتلة على تلبيسة منذ 2012، وفشلت محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الطريق الرئيس بين مدينتي حمص وحماة.وأحصى المرصد مقتل 72 شخصاً، بينهم 31 طفلاً ومواطنة و19 مقاتلاً، خلال الـ48 ساعة الماضية في ريف حمص الشمالي «جراء قصف الطيران الحربي الروسي والقصف المكثف لقوات النظام». وفي محافظة اللاذقية، أفاد المرصد بغارات نفذتها طائرات حربية روسية على مناطق عدة في جبل الأكراد.وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل المعارضة المسلحة في محافظة دمشق، لغارات كثيفة ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي.من جهة أخرى، أعلن المرصد مقتل القيادي في جبهة النصرة صنفي النصر مع اثنين آخرين من كبار قادة الجبهة في حلب جراء استهداف سيارتهم من طائرة لم يعرف بعد إذا ما كانت للتحالف بقيادة الولايات المتحدة أو للقوات الجوية الروسية.وصنفي النصر هو أحد الأسماء الحركية المحتملة لعبد المحسن عبد الله إبراهيم الشريخ، وهو سعودي صنفته وزارة الخزانة الأمريكية عام 2014 بأنه «إرهابي عالمي» وينشط في سوريا لحساب النصرة والقاعدة.وفي إطار التجاذبات الروسية الأمريكية حول سوريا، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الروس من أنهم «لن يستطيعوا التقدم من خلال شن الضربات إلى وضع سلمي في سوريا»، معتبراً أن إيران «تقوم بكل بساطة بما كانت تقوم به خلال السنوات الخمس الماضية وتماماً كما روسيا لكن نظريتهما لحل المشكلة في سوريا لم تنجح ولن تنجح».وقال إن نقطة التفاهم الوحيدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا هي كيفية منع وقوع تصادمات غير مقصودة بين الطائرات المنخرطة في الصراع لكنه أوضح أن البلدين يختلفان حول المبادئ والإستراتيجيات الرامية لإحلال السلام.لكن رئيس الوزراء الروسي قال «بالطبع نحن لا نقاتل من أجل قادة معينين» في إشارة إلى الأسد، بل «ندافع عن مصالحنا القومية»، مضيفاً أن بلاده تدافع عن نفسها في سوريا ضد تهديد قدوم المتطرفين إلى أراضيها.من جانبها، دعت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال اجتماع خاص مع سفراء دول أصدقاء الشعب السوري في إسطنبول إلى «تحرك دولي عاجل لوقف العدوان الروسي على ريف حمص الشمالي بشكل خاص وباقي المدن السورية».واعتبرت الهيئة أن «الغارات الروسية تقوي النظام و»داعش»، بشكل مباشر وغير مباشر، وتقوض العملية السياسية في سوريا».وأكد المتحدث باسم الجيش إيغور كوناشينكوف أن «الطائرات الروسية بدون طيار تواصل مراقبة الوضع في أجواء سوريا»، بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للأنباء، رغم الاشتباه بأن تركيا أسقطت إحدى تلك الطائرات.وقالت وزارة الدفاع الروسية إن سلاح الجو الروسي نفذ 36 طلعة جوية وأصاب 49 هدفاً لـ «داعش» في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال زيارة إلى طهران عن أمله بأن تستخدم إيران نفوذها للضغط على الأسد للسماح بإنشاء ممر إنساني وحظر استخدام البراميل المتفجرة في النزاع المستمر منذ عام 2011.ويستخدم النظام السوري البراميل المتفجرة على نطاق واسع في قصف المناطق الخارجة عن سيطرته فيما تقدر الأمم المتحدة وجود أكثر من 12 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.من جهة أخرى، تظاهر نحو 200 شخص وسط موسكو ضد التدخل العسكري الروسي في سوريا واعتقلت قوات الأمن شخصاً، وفقاً لتقارير.
محمد بن زايد وأوباما لروسيا: اضربوا «داعش» لا المعارضة
18 أكتوبر 2015