شاركت البحرين مؤخراً في ورشة عمل بعنوان «حملات التسويق الإعلامية والاجتماعية حول النشاط البدني»، والتي نظمتها منظمة الصحة العالمية، بالعاصمة الأردنية عمان، واستمرت على مدى ثلاث أيام وتضمنت محاور مهمة تركز على كيفية تسويق الحملات الإعلامية الخاصة بالنشاط البدني والمهارات العملية اللازمة لتخطيط هذه الحملات وتنفيذها بشكل علمي وبأحدث الأساليب المطورة، إضافة للتحديات التي تواجه هذه المشاريع وطرق التغلب عليها، وضم الوفد البحريني كل من استشارية طب عائلة ورئيسة قسم البحوث والدراسات بإدارة تعزيز الصحة د.عبير الغاوي، ومسؤولة شؤون الإعلام بإدارة العلاقات العامة والدولية مريم المناصير، ومن المجلس الأعلى للرياضة والشباب خالد إبراهيم، وبحضور مدير مركز النشاط البدني والصحي بجامعة سيدني بأستراليا بقسم تعزيز الصحة د.أدريان بومان.وقدم الوفد البحريني عرضاً حول واقع النشاط البدني بالمملكة ومدى الحاجة لتفعيل خطة وطنية لممارسة النشاط البدني على ضوء الوضع الحالي، حيث أشار إلى أن عدم ممارسة النشاط البدني او ضعفه لدى 57% من البالغين في البحرين يشكل ناقوس خطر يستدعي تضافر الجهود وتكاملها لبناء مجتمع ينعم أفراده بالصحة. ومن خلال الدراسات تبين بأن أكثر من نصف البحرينيين بحوالي 57.1 ? لا يمارسوا النشاط البدني في وقت الفراغ، وأن الذكور هم أكثر نشاطا في أوقات الفراغ بنسبة «52.6?» من الإناث «33.7?»، وبأن فئة الشباب بين 20-29 عاماً يمارسون النشاط البدني بواقع «47.7?» وأكثر من كبار السن في العقد الخامس. وتمت الإشارة إلى أن في البحرين 38? يعانون من ارتفاع ضغط الدم و40? من الدهون، و14? لديهم مرض السكري، و70? من البالغين بين الـ 20-65 عاماً يعانون من زيادة الوزن والسمنة، وتمثل هذه الأمراض غير المعدية حوالي 79? من المجموع الوفيات.وكشف الوفد أهمية الوعي بالنشاط البدني على ضوء دراسة أجريت في 2014 من خلال شركة زاركا وإنترآكتيف بالتعاون مع إدارة تعزيز الصحة، حيث كشف الدراسة بأن المشي هو أكثر أنواع الرياضة ممارسة بالبحرين بنسبة 82% ويليها الأيروبكس بـ 23% ثم الجري بنسبة 15% ثم تمارين الوزن 9%. ومن جانب آخر أكد المشاركون في هذه الدراسة إلى أنه يمارس الرياضة حوالي 78% خلال الأسبوع بمعدلات مختلفة، وصرح 23% منهم بأنهم يمارسون أي نوع من أنواع الألعاب الرياضية بمعدل 3 مرات في الأسبوع، بينما قال ثلث آخر 35% من المشاركين بأنهم يمارسون الرياضة من حين لآخر، في حين أن 22% ذكروا بأنهم لا يمارسون الألعاب أبداً.ودعا الوفد لتطبيق حملات إعلامية وطنية طويلة الأمد تهدف لترويج النشاط البدني كثقافة بين جميع فئات المجتمع وخاصة لدى الأطفال والنساء وكبار السن والذي يشكل استجابة مهمة للتحدي الذي تفرضه الأمراض المزمنة وخطوة في مسيرة الجهود لتحقيق الصحة للجميع مع الاهتمام بالتوعية الصحية لتغيير السلوكيات والممارسات الخاطئة وهذا ما يتطلع الفريق لتحقيقه خلال الفترة القادمة بتظافر جهود مختلف الجهات ذات العلاقة ومن خلال خطط وسياسات وطنية للنشاط البدني. حيث إن الدراسات العلمية أثبتت أن التمارين الرياضية والنشاط البدني عامل أساسي في الحد من علاج الأمراض المزمنة لذا يعتقد القائمون على هذه المبادرة أنه من الضروري تقييم النشاط البدني بشكل دوري. وتسعى هذه المبادرة لجعل النشاط البدني من ضمن المؤشرات الحيوية مثل درجة الحرارة وضغط الدم والتي يجري قياسها بشكل دوري لكل مريض، ومن الضروري تمكين الأطباء والطاقم الصحي من وصف التمارين الرياضية كعلاج ومتابعة. يذكر أن انخفاض مستوى النشاط البدني قد يتسبب في الإصابة بعدد كبير من الأمراض المزمنة حيث يعد السبب الثالث للوفاة في العالم وعلى العكس من ذلك فأن الرياضة المنتظمة تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان بمعدل 40% على اقل تقدير ومن داء السكر من النوع الثاني بمعدل 30% ويحسن النشاط البدني من ضغط الدم والكولسترول ويقي من هشاشة العظام ويساعد على التخلص من التوتر والقلق ويساعد على الاسترخاء، ويمد النشاط البدني بالصحة والعافية والنفسية السليمة، وممارسة الرياضة بانتظام تقوي العضلات وتحسن المزاج والنوم والقوام وتقلل من التعرض لبعض الأمراض المزمنة.