عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «القضاء على تنظيم الدولة «داعش» يتطلب إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة»، مشيراً إلى أن «الأخير هو المغناطيس الذي يجذب المقاتلين الأجانب من جميع أنحاء العالم ليقاتلوا في صف التنظيم المتطرف»، مضيفاً أنه «تجرى مباحثات حول سوريا وكيفية إيجاد الحل السلمي للنزاع الذي يضمن مستقبل البلاد ويؤدي إلى مرحلة انتقالية لا تشمل الأسد».وشدد الجبير قبيل اجتماع مع نظرائه الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والتركي فريدون سينيرلي أوغلو حول سوريا في فيينا اليوم، على أن «الأعمال الروسية في سوريا تذكي الحرب هناك وأن الصراع لن ينتهي إلا بخروج الأسد دون شروط».وقال إنه «يعتقد أن التدخل الروسي في سوريا خطير جداً لأنه يؤجج الصراع»، مضيفاً أن «الجانب السعودي قال هذا للروس بوضوح».وذكر أن «المملكة تعتقد أن التدخل الروسي سينظر إليه على أن روسيا تقحم نفسها في صراع طائفي بالشرق الأوسط»، معرباً عن مخاوفه من أن «يلهب ذلك المشاعر في العالم الإسلامي ويزيد من تدفق المقاتلين على سوريا». وحين سئل الجبير، هل يمكن أن يلعب الأسد دوراً في أي حكومة مؤقتة، قال إن «دوره سيكون الخروج من سوريا»، مشيراً إلى أن «أفضل سيناريو يمكن أن يحدث هو الاستيقاظ صباحاً وبشار الأسد غير موجود في سوريا». وأعلن أن «الهدف من الاجتماع الرباعي الذي سيعقد اليوم في فيينا هو «التشاور والتنسيق وبحث حل الأزمة في سوريا سلمياً، بناء على مقررات «جنيف1»، وبحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ورحيل الأسد»، معتبراً أن «الأهم هو الحفاظ على وحدة سوريا». وشدد الجبير على أن «إيران جزء من المشكلة ويجب ألا تكون جزءاً من الحل»، مؤكداً أن «إيران جهة مقاتلة ودولة أدخلت «حزب الله» اللبناني وميليشيات أخرى إلى سوريا لدعم الأسد». ومن المقرر أن يلتقي كيري مع الجبير وسينيرلي أوغلو ولافروف في فيينا اليوم لمناقشة الوضع السوري. من جانبه، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما اعتبره «لعبة مزدوجة» يمارسها الغربيون مع «الإرهابيين» في سوريا، وذلك عشية اجتماع مع القوى الإقليمية في فيينا في محاولة للدفع بتسوية سياسية للنزاع في البلد. وقال بوتين في كلمة ألقاها في سوتشي جنوب روسيا «من الصعوبة دائماً ممارسة لعبة مزدوجة، أن يقول المرء أنه يتصدى للإرهابيين وفي الوقت نفسه أن يحاول الاستفادة من قسم من هؤلاء لدفع بيادقه خدمة لمصالحه في الشرق الأوسط».وأضاف بوتين أن «على القيادة السورية أن تجري اتصالات مع قوى المعارضة المستعدة للحوار»، مضيفاً أن «الأسد مستعد لهذا الحوار». وذكر بوتين أن «المشاكل السياسية الداخلية هي أيضاً جزء من أسباب الأزمة السورية وليس المتشددين فحسب».من جانبها، قالت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إنه من الضروري إشراك الأسد في عملية الانتقال السياسي في سوريا. ميدانياً، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن طائرات روسية نفذت 53 طلعة جوية وضربت 72 هدفاً في سوريا في الساعات الـ24 الماضية. وقالت وكالة الإعلام الروسية ووكالة تاس للأنباء نقلاً عن متحدث عسكري إن القوات الجوية الروسية أصابت عدداً من الأهداف في محافظات حماة وإدلب واللاذقية وحلب ودمشق ودير الزور.ونفذت القوات الجوية الروسية أكثر من 780 طلعة جوية ضد نحو 800 هدف في سوريا منذ 30 سبتمبر الماضي. إلى ذلك، قال الجيش الروسي نفذ ضربة جوية على جسر فوق نهر الفرات في سوريا كان يستخدمه متطرفو «داعش» لجلب إمدادات من العراق إلى سوريا. ونقلت الوكالة عن المسؤول الكولونيل جنرال أندريه كارتابولوف قوله إن الجسر أصبح الآن غير صالح للمرور عليه. من جهة أخرى، تواجه العمليات الإنسانية في سوريا صعوبات متزايدة مع كثافة عمليات القصف الجوي، فيما خصصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلى ميزانياتها للعام الحالي لهذه العمليات، وفق ما صرح مسؤول في المنظمة. وقال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روبرت مارديني إن تصعيد استخدام الأسلحة وتكثيف القصف الجوي يحولان دون وصول فرق الصليب الأحمر إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات. ورداً على سؤال حول تأثير الحملة الجوية الروسية التي بدأت نهاية سبتمبر الماضي مستهدفة مناطق عدة، على عمل الصليب الأحمر، قال مارديني «من الطبيعي أن يؤدي استخدام الأسلحة بطريقة أكبر في أي نزاع إلى صعوبات أكثر من حيث الحالة الإنسانية».وتوصلت قوات النظام والفصائل المقاتلة المعارضة إلى اتفاق في 24 سبتمبر الماضي بإشراف الأمم المتحدة يشمل وقفاً لإطلاق النار في الفوعة وكفريا في محافظة إدلب شمال غرب سوريا والزبداني ومضايا في ريف دمشق.
الجبير: القضاء على «داعش» يتطلب إبعاد الأسد عن السلطة
23 أكتوبر 2015