كتب ـ حذيفة إبراهيم:كشف مصدر مطلع بمستشفى الطب النفسي عن وفاة أحد المرضى النفسيين الهارب من جناح كبار السن، وذلك بسبب الجفاف في مجمع السلمانية الطبي، مشيراً إلى أن الإدارة تسترت على الحادثة.وقال مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه إن أحد المرضى من كبار السن في نهاية العقد الخامس من عمره مصاب بمرض نفسي وإعاقة ذهنية هرب في أغسطس الماضي من الجناح في غفلة من الأطباء والممرضين والذين كانوا يتناولون «وجبة الإفطار».وتابع المريض حاول الهروب مراراً إلا أن إدارة المستشفى لم تتخذ أي إجراءات احترازية واكتفت بأن أغلقت باب الجناح، وبقي الموضوع على حاله، يحاول الهروب في كل مرة، وأضاف «وفي شهر أغسطس، استطاع المريض الهروب من الجناح إلى خارج المستشفى، بينما كان الممرضون والأطباء يتناولون وجبة الإفطار، ولم يتبق أي شخص منهم ليراقب المرضى هناك»، وأشار إلى أن الممرضين لم يكتشفوا حالة الهروب إلا حين تبديل نوبة العمل ظهراً حيث أثناء جرد المرضى اكتشفوا وجود حالة هروب إلا أن الموضوع حدث منذ الصباح، وهو ما يعني استحالة العثور عليه قريباً من المستشفى.وكانت الجهات المعنية قد وجدت المريض بأحد المنازل المهجورة مصاباً بالجفاف نظراً لكونه سار مسافة طويلة وحيداً، وفي الشمس، ومع ارتفاع درجات الحرارة لم يستطع التحمل، وقال المصدر، تم نقل المريض لطوارئ السلمانية، ولكنه فارق الحياة، نتيجة لإصابته بجفاف حاد وضربة شمس، وذلك بسبب الإهمال الذي تعرض له في مستشفى الطب النفسي، وأكد المصدر أن حالات الإهمال تكررت في الآونة الأخيرة بالمستشفى، إلا أن التستر على ما يجري هو سيد الموقف في كل الحالات.وكشف المصدر أنه إضافة إلى الإهمال فهناك سوء التشخيص، والذي أودى بحياة مريض نفسي سابقاً، وهو الأمر الآخر الذي لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة تجاهه، وقال إن الإهمال وصل أيضاً إلى تقصير في التقارير الخاصة بالمرضى النفسيين المتورطين في قضايا جنائية، إذ عادة ما تخاطب العدالة قسم الطب النفسي العدلي، لمعرفة مدى مسؤوليته عن تصرفاته، وأضاف أن أحد المرضى، تم كتابة تقرير له بأنه مسؤول عن تصرفاته، مما أدى لتنفيذ عقوبة عليه، وبعد قضائها، لا زال يعالج في الطب النفسي كونه مريض، وهناك حالات مشابهة أخرى.وشدد على ضرورة أن يكون هناك تحديث للإجراءات وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وعدم التستر على أي حالات تؤدي إلى وفاة الأشخاص، حيث وإن كانوا مرضى نفسيين لا يجوز التقصير في حقهم.وأوضح أن آخر القضايا المرفوعة ضد وزارة الصحة، وتنظر لدى العدالة هي من ذوي المريض الذي تناول جرعات من «الفلاش» بسبب الإهمال وتواجده تحت يد المرضى، مما أدى إلى وفاته، مبيناً أن استمرار تلك الأوضاع الفوضوية سيؤدي إلى المزيد من المشاكل.وكانت «الوطن» قد نشرت سابقاً حالات إهمال أدت إلى وفاة مرضى بالطب النفسي، من بينها أحد المرضى الذي تم إعطاؤه جرعات كبيرة من الدواء لم يحتملها من قبل طبيبة غابت لفترة طويلة عن ممارسة الطب، وحالة أخرى لمريض تناول محلول «فلاش» المطهر والذي يستخدم لتنظيف دورات المياه، ما أدى لوفاته.