عندما تمشي وحيداً في دروب قل سالكوها وشعروا بوحشة وغربة المسير افتح قلبك لينير لك الطريق فهو درب سالكوه هم من اختاروا أن يسلكوه وذاقوا غربة المسير الموحشة، لا وجهة ولا سؤال، وجه وجهك في كل مكان أو في اللامكان، لأجل دخول المجهول الذي تنوي وضع قلبك بين يديه وتسليم كيانك إليه.أن تستسلم وتطلق أنفاسك وتفتح يديك محرراً جميع ما بداخلك يدور في بالك، ناثراً إياه في أثير الوجود، مودعاً إياه بين يدي الوجود، يعني أنك تستعد للدخول في المجهول فلا تخف، استسلامك هو الذي سيحملك على أكف النسيم فيجردك من كل ما تلبس من ألبسة وأقنعة.هي لها وزنها وما كان للحب في قلبك من أوزان، لذا بها أنت تحس بأنك موجود ولهذا أنت تدافع عنها رغم بؤسك في حضرتها، إلا أنك معها تشعر بأن لك وجوداً، لذا ترفض أن تتخلى عنها. هكذا الشجاعة ضرورية لأجل المسير على درب قل سالكوه، لكنك لا تعرفه.. كيف تعرف الحب؟ أنت لا تعرف نفسك فكيف تعرف أين الحب موجود؟ لكن هذا الحب كان سبباً في أن تكون موجوداً، هو الأصل اللامحدود، وقد رأيت إلى أين يؤدي عناد البشر والطمع والجحود.إن السر في الاستسلام لنبع الحب لا في محاولات الهروب من التسليم له، صديق الدرب موجود في كل مكان وفي اللامكان صديقك هو الذي يكون أقرب إليك من حبل الوريد.علي العراديأخصائي تنمية بشرية
دروب الحب موحشة
24 أكتوبر 2015