خلص منتدى «التقانة الحيوية الزراعية والأمن الغذائي» الذي عقدته جامعة الخليج العربي مؤخراً، إلى ضرورة البحث والتطوير من أجل استخدام التقانة الحيوية في دول الخليج العربي لتحقيق الفائدة كمنظومة متكاملة حتى مرحلة تسويق المنتج، وذلك لمواجهة تحديات شح المياه وفقدان خصوبة التربة وزيادة درجة الملوحة والآفات الحشرية والطقس. ويأتي هذا المنتدى ضمن سلسلة المنتديات العلمية الإقليمية المتخصصة التي تقيمها كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي احتفالا بمرور 35 عاماً على تأسيس الجامعة.وشدد المشاركون على أهمية دعم صغار المزارعين، واستثمار البحوث في مجال التقنية الزراعية الحيوية لمواجهة العديد من الأوبئة التي تحيط بالتربة والنبات، وبالتالي تعديلهما وراثياً لمقاومتها، ضاربين بذلك مثلاً على الجهود البحثية التي بذلت لمعالجة آفة سوسة النخيل في المملكة العربية السعودية والتي تم من خلالها فك الشفرة الوراثية للنخلة وكذلك لسوسة النخيل باستخدام التقنيات الحيوية.وأكد المشاركون أن التقانة الحيوية ستوفر أدوات فعالة لتحقيق التنمية المستدامة لقطاعات الزراعة ومصايد الأسماك والغابات، إضافة لصناعة الأغذية، وأنه من شأنها أيضاً عند إدماجها على نحو ملائم مع التقانات الأخرى لإنتاج الأغذية، والخدمات والمنتجات الزراعية، أن تساهم بصورة كبيرة في تلبية احتياجات الأعداد المتنامية من السكان ولكي ننتج أغذية بطريقة مستدامة، ودعا المشاركون لقيام الوزارات المعنية في دول المجلس بالتوعية المناسبة للمجتمع بهذه التقانة واهميتها المستقبلية، وإلى تكامل الجوانب التشريعية الخليجية للاستفادة بشكل كبير من التشريعات الدولية لتحقيق احتياجاتها.وناقش المنتدى أهمية ومجالات استخدام التقانة الحيوية في إنتاج الغذاء المستدام وسلامته، كما تناول مدى إمكانية استخدام التقانة الحيوية في حل قضية الإنتاج الزراعي والغذائي في دول مجلس التعاون، متناولاً المخاطر وسبل علاجها بما يحفظ صحة الإنسان وسلامة البيئة. كما تطرق المنتدى للتحديات الاقتصادية المحتملة في حال تبني برامج التقانة الحيوية الزراعية.وفي البداية قال مدير المنتدى د.عبدالعزيز محمد إن التقانة الحيوية تساهم في تطوير إنتاج المحاصيل الزراعية كماً ونوعاً عبر تحسين البذور، وتسعى لتطوير المنتج الزراعي بحيث يكون مقاوم للأمراض والآفات وكذلك مبيدات الحشائش، وتعمل على تطويره وراثياً ليكون أكثر تحملاً لجفاف وتملح التربة، كما تساهم التقانة الحيوية في تحسين خاصية النبات من حيث القيمة الغذائية وإطالة فترة التخزين وكذلك تحسين الإنتاج الحيواني والسمكي، بالإضافة إلى استخداماتها في الكشف عن الغش التجاري، وغيرها من الاستخدامات.وشارك في المنتدى نخبة من الخبراء وهم د.عبدالعزيز السويلم نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي بالمملكة العربية السعودية، والمتخصص في مجال التقانة الحيوية والهندسة الوراثية، ود.ناصيف ريحاني رئيس تنمية الثروة الحيوانية بالمكتب الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالإمارات العربية المتحدة، ود.عايد العبد اللات أستاذ البيولوجيا الجزيئية النباتية بكلية الزراعة بالجامعة الأردنية وباحث رئيسي في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا) بالقاهرة، ود. محمد عبيدو أستاذ البيئة والتنوع الحيوي ورئيس قسم الموارد الطبيعية والبيئة بجامعة الخليج العربي، وأدار المنتدى د.عبدالعزيز محمد أستاذ وقاية النبات المشارك ورئيس قسم علوم الحياة بجامعة الخليج العربي، وبحضور د.خالد العوهلي رئيس الجامعة ود.محمد دهماني عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة وعدد من الباحثين والمتخصصين والمهتمين بالبحث العلمي، والقطاع الزراعي والشأن البيئي.