كتبت - مريم القلاف: بسبب ما يعانيه اليمن الشقيق من نزوح وخوف وجوع على إثر الدمار الذي خلفه الانقلابيون، اضطر آلاف المواطنين للنزوح لدول الجوار ومنها البحرين، والتقت «الوطن» بمواطن يمني اضطر للنزوح للبحرين من أجل العمل لتوفير المال لأبنائه المقيمين باليمن بمفردهم عقب وفاة والدتهم، وكانت عينه لا تغفل خشية من إصابتهم بأي مكروه في حين لم يكن لديهم أحد يعولهم، وبعد مرور عام تردت الأوضاع وقصف الحوثيون المنزل الذي يؤويهم وحاصروه لمدة شهر الأمر الذي أدى إلى أن يأخذ سلفة من عمله بالبحرين والسفر براً لإحضارهم.وشكا المواطن اليمني لـ«الوطن» معاناته من أجل توفير حياة هانئة لأبنائه، حيث يعاني أحد الأبناء الأربعة الذي يبلغ من العمر 5 سنوات من التوحد وصعوبة في النطق وتعاني البنت الأكبر ذات 6 سنوات من ضعف سمعي بمقدار 50%، وبعد وفاة والدتهم تزوج لترعاهم زوجته الجديدة في غيابه. وبعدما اشتدت الأوضاع في اليمن واضطر إلى أخذ سلفة من مقر عمله في جمعية الآل والأصحاب ( 1200 دينار) وقدم التأشيرات وسافر براً بسبب عدم توفر طائرات إلى اليمن، وقال «استغرقت الرحلة أياماً وتمكنت من الوصول إلى منفذ «الوديعة» الذي كان محاصراً بالرمال والذي يفتقر إلى الخدمات والمطاعم إلا بعد 70 كيلومتراً، وجلسنا فيه 12 يوماً، وعندما تيسرت الأمور دخلنا إلى البلاد واستطعت إحضارهم إلى البحرين».وشكر أهل الخير في حيه السكني الذين عندما عرفوا بحالته وظروفه قاموا بمساعدته بما يستطيعون وحمد الله الذي ساقه إلى البحرين، وقال لـ«الوطن» بعد زيارتنا إلى شقته «وصلنا إلى هنا ولم نكن نملك شيئاً وكل ما ترونه موجود في البيت كان من قبل الناس بعدما عرفوا بظروفي الصعبة، حيث أستلم راتباً قدره 300 دينار الذي كان يستقطع منه السلفة بمقدار 60 ديناراً كل شهر، وإجار الشقة 160 ديناراً، والكهرباء والماء حتى يبقى عندي 60 ديناراً فقط، ولكني أحمد الله الذي أوصل أبنائي بعدما يئست من رؤيتهم».وأضاف أن «هذا المبلغ كان لا يغطي مصاريف ابني المعاق لوحده، حيث لا يستطيع الذهاب لدورة المياه لوحده فيستخدم حفاظ الأطفال حتى الآن، وقمت بأخذه لمستشفى العسكري وتم عمل تخطيط للسمع له، وقال الطبيب بأن الطفل يحتاج إلى علاج يتكون من عدة مراحل، إذ إنه لا يتقبل السماعة الخارجية ويحتاج إلى عملية زراعة قوقعة والتي تكلف 20 ألف دينار ونسبة نجاحها غير مضمونة».واستنكر النازح اليمني عدم تعاون مراكز التوحد معه في معالجة ابنه بسبب أنه لا يوجد لديه جواز بحريني، وعندما لجأ إلى المراكز الخاصة طلبت منه مبلغاً شهرياً في حين مدخوله لا يكفيه لتوفير احتياجات أسرته، ونادى المسؤولين في هذه المراكز بتبني حالة ابنه ومساعدته بما يلزم والذي من شأنه تقليل بعض من المصاريف.وكشف الرجل عدم تمكنه من شراء سيارة حيث يتنقل على القدمين لمقر عمله القريب من بيته وتوصيل ابنته لمدرستها البعيدة، وبشأن البنت الأكبر، قال إنها تحتاج لسماعة خارجية فقط، إذ إنها في الصف الأول وتحتاج إليها، حيث لاحظت إدارة المدرسة حالتها وضعف سمعها واستدعت الأب الذي شرح لها وضعه وجاءت المسؤولة حتى ترى وضع الشقة وقدمت لهم مساعدة مالية.ودخلت «الوطن» للشقة ولاحظت ضيقها وعدم راحة الأبناء فيها، كونها بيئة غير ملائمة نظراً لصغر سنهم، ووصف الرجل شقته بـ«كاتمة أنفاسنا»، حيث تتكون من غرفتين ومطبخ ودورة مياه.