دشن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، أمس، معرض «رحلة إلى الأهوار العراقية»، بهدف توثيق حقب مختلفة من موقع الأهوار المرشح للتسجيل على قائمة التراث العالمي الإنساني لمنظمة اليونيسكو.وأكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار رئيسة مجلس إدارة المركز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أهمية الحفاظ على التراث الإنساني العالمي والاهتمام به لما له دور في صناعة السياحة الثقافية. وأشارت، خلال لقائها وفد وزارة الصحة والبيئة العراقية برئاسة دجاسم عبد العزيز الفلاحي، إلى دور وطبيعة عمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في الحفاظ على المكتسبات الثقافية والتاريخية للشعوب العربية، مشيدة بعمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين.وتناول اللقاء، إنجازات المركز الإقليمي وثمرة تعاونه مع السلطات العراقية منذ عام 2012م لإعداد الملف المقترح لتسجيل منطقة الأهوار على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. وتوقف المجتمعون عند ورش العمل الست التي أقامها المركز بالتعاون منظمات عالمية مهتمة بالتراث العالمي، إضافة لمناقشة مستقبل التعاون وبالأخص التحضير لاجتماع لجنة التراث العالمي في يونيو 2016 بإسطنبول التركية حيث تؤخذ القرارات النهائية بخصوص ملف الأهوار. وحضر تدشين المعرض، مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ممثلاً عن رئيسة مجلس إدارة المركز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة د.منير بوشناقي، ووفد وزارة الصحة والبيئة العراقية برئاسة د.جاسم الفلاحي وكيل الوزارة الفني، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والتراثي. وأشار د.بوشناقي، في كلمته خلال التدشين إلى دراسة علمية حول عملية إعداد ملف ترشيح موقع الأهوار إلى د.جاسم الفلاحي. وقال إن المركز يشهد على حدث هام في تاريخ التراث العالمي العربي من إعداد ملف ترشيح موقع الأهوار العراقية. وأكد أهمية التاريخ والتراث العراقي الذي يكتنز آلافاً من السنين الغنية بالحضارة، موضحاً أن موقع الأهوار يعد مثالاً جلياً لهذا الغنى التاريخي والحضاري. ونوه إلى التزام المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالاستمرار بدعم ملف ترشيح الأهوار من خلال التعاون القائم مع الجهات المعنية في السلطة العراقية. ولفت إلى أن أولى ثمار التواصل الفعال ما بين جميع الجهات المعنية بموقع الأهوار أثمرت عن دراسة الحالة التي أنجزت بتعاون مع منظمات IUCN و ICOMOS وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. بدوره، أكد د.الفلاحي أهمية منطقة الأهوار التي تتمتع بخصائص فريدة وتزخر بكم كثير من المقومات الطبيعية والثقافية التي أهلتها للمناقسة على المستوى الدولي والترشح لقائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. ويأتي افتتاح المعرض، الذي يستمر حتى 3 نوفمبر المقبل، ضمن فعالية منقسمة إلى جزأين اختتمت بافتتاح المعرض الذي يقدم صوراً للأهوار العراقية في عام 1977 التقطها الصحافي الفرنسي Allain Saint Hillare الذي توفي قبل 3 أعوام وقد قدم الصور منحة للمركز الإقليمي لعرض الوجه المشرق وتوثيق نمط الحياة اليومية لسكان الأهوار العراقية قبل التجفيف 1990-2003. ويهدف المعرض المصور إلى إظهار الجانب المشرق لجهود الفريق الوطني العراقي في تنفيذ اتفاقية التراث العالمي وحماية موقع الأهوار، إضافة لزيادة الوعي العام وحشد التأييد والدعم الدولي لأهمية حماية موقع الأهوار العراقية كموقع مهم عالمياً. حيث ستشهد الفعالية حضوراً دوبلوماسياً رفيع المستوى.أما الجزء الآخر للفعالية فكان إطلاق المركز لحالة دراسية عن عملية العمل من المنبع من أجل إعداد ملف أهوار جنوبي العراق والتي تم إعدادها بمبادرة كريمة من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي لمدة عام ونصف. من شأن هذه الدراسة توثيق عملية إعداد الملف في جميع مراحلها منذ عام 2007 وحتى 2014، وعرض الجهود المبذولة من قبل جميع الشركاء وخصوصاً الجانب العراقي، فقد مثلت الحالة الدراسية إحدى أهم وأول قصص النجاح في عملية العمل من المنبع على المستوى العالمي.
«الإقليمي للتراث العالمي» يدشن معرض «رحلة إلى الأهوار العراقية»
28 أكتوبر 2015