دبي - يعتبر قطاع الأعمال الخاص بالإقراض الند للند P2P من خلال شبكة الإنترنت في الصين الأكبر في العالم، ويقوم مبدأه على إقراض رجال الأعمال والمستهلكين المال من المدخرين عبر شبكة الإنترنت، ولكنه يعتبر في الوقت نفسه واحداً من أكثر قطاعات الأعمال غير المنظمة.وأشار العضو المنتدب من شركة CreditEase، هنري بين، والتي تعتبر واحدة من أكبر المنصات في الصين إلى مدى خطورة هذا القطاع وقام بإيضاح الخسائر الفادحة التي أصابت القطاع حتى الآن.وقال إن المستثمرين الصينيين خسروا حوالي 1.2 مليار دولار، ومعظم هؤلاء المستثمرين هم من الأفراد عديمي الخبرة والذين يقومون بدخول هذا المجال ووضع أموالهم في المنصات الصينية للإقراض الند للند من أجل تحقيق وفورات سريعة وذلك على مدى 18 شهراً الماضية.وأشار تقرير لشركة الخدمات المالية والمصرفية مورجان ستانلي إلى أنه ولحد شهر ديسمبر من العام الماضي كان هنالك حوالي مليون مستثمر في قطاع الند للند P2P في الصين مما يشكل ارتفاعاً كبيراً مقارنةً بأرقام نفس الشهر للعام الذي قبله والذي أشار إلى وجود حوالي 200.000 مستثمر وأن هناك نمواً سريعاً في هذا القطاع. وأوضح التقرير أنه في حال خسارة المستثمرين العاديين في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة لمئات الملايين من الدولارات سيحدث الأمر ضجة كبيرة في العالم، ولكن حدوث نفس الأمر في الصين قد يجعل القصة أكبر بكثير ويضعها تحت المجهر.وأضاف التقرير إلى أن معظم الأموال المفقودة لم يكن السبب وراء فقدها القروض السيئة التي حصلت على تلك المنصات بل قيام المنصات ذات نفسها بالمراوغة.وقال بين إن هناك أكثر من 700 مقرض على الإنترنت في الصين قد اختفوا هذا العام وخرجوا من هذا القطاع، ويعود الأمر لسببين رئيسين هما هروب المنصات والمتمثل بقيام أشخاص بتجهيز منصات وقبول الودائع ومن ثم إغلاق المنصة والاختفاء.ويعود السبب الثاني إلى التمويل الذاتي ويتم ذلك عن طريق قيام أصحاب المنصات بأخذ الودائع واستغلال تدفقها لمصالحهم الشخصية ومشاريعهم بدلاً من إيصالها للمقترضين الحقيقيين.ويشبه مجال الإقراض الند للند في الصين حالياً الحقبة الزمنية للغرب المتوحش من ناحية انتفاء التنظيم ومتاح للجميع ومن دون ضوابط حيث يحتوي اللصوص إلى جانب أصحاب المشاريع الحقيقية.