يعرف تغير المناخ بالتغير المؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس الذي يحدث لمنطقة معينة.ويشمل معدل حالة الطقس، معدل درجات الحرارة، ومعدل التساقط، وحالة الرياح، وهذه التغيرات يمكن أن تحدث بسبب العمليات الديناميكية الطبيعية للأرض كالبراكين، أو بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الأشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة، ومؤخراً تحدث بسبب الأنشطة البشرية المختلفة والمتصاعدة في النمو.وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية. وتعتبر ظاهرة «الاحتباس الحراري» من أهم أسباب تغير المناخ، وفيها يحبس الغلاف الجوي بعضاً من طاقة الشمس لتدفئة الكرة الأرضية والحفاظ على اعتدال مناخنا. ويتوفر في الغلاف الجوي طبيعياً مجموعة من الغازات تشكل حزام الغلاف الجوي أهمها غاز ثاني أكسيد الكربون، ولهذا الغاز دورة مع غازات أخرى تعرف باسم دورة الكربون، وهي دورة يتم تبادلها في المحيط الحيوي للأرض، والذي يشمل الغلاف الأرضي، الغلاف المائي، والغلاف الجوي، وفي هذه الدورة تجري إزالة الغازات عن طريق التربة، والمحيطات، والنباتات والحيوانات، ويعد هذا التوازن أمراً هاماً لتحديد مناخ الأرض.وتعتبر البحرين إحدى الدول الجزرية النامية وذات كثافة سكانية عالية، ففي عام 1971 بلغ عدد السكان فيها حوالي 20,000، وارتفع من حوالي 650،604 عام 2001 إلى حوالي 1,234,571 عام 2010 (بحسب إحصائيات السجل المركزي للمعلومات الأخيرة للعام 2011) أي بمقدار الضعف خلال عقد من الزمان فقط، مما يعني أن الكثافة السكانية في العام 2010 هي 1,629.8 نسمة/ كم2 ، ويعتبر هذا عالياً بالمعايير العالمية، كما إن معظم البنى التحتية تقع على السواحل وكذا الحال بالنسبة للتجمعات البشرية. والبحرين مُعرضة بشكل خاص لمخاطر التغيرات المناخية المرتبطة بارتفاع منسوب مياه البحر، وقد يؤدي تكرار تعرض السواحل إلى الفيضانات بسبب الأمواج العالية في تهديد الممتلكات والسكان وتلويث المياه الجوفية، وتدهور البيئات الإيكولوجية الساحلية، وتهديد الثروات الساحلية، ومن المتوقع أيضاً أن ترتفع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات جراء الحر والجفاف الناجم عن تغير المناخ، ولن يتوفر الوقت الكافي لبعض الأنظمة مثل الأنظمة الإيكولوجية للتكيّف مع تفاقم ظاهرة تغيّر المناخ، إذ يتطلب التكيّف مع هذه الظاهرة قدراً كبيراً من التمويل يقدر بعشرات المليارات من الدولارات. وبخلاف المخاطر المناخية التي تهدد البحرين فإنها معرضة أيضاً لانعكاسات اقتصادية سلبية على كافة قطاعات الإنتاج المالي والخدمي للاقتصاد البحريني، لاسيما قطاع الطاقة والصناعة والنقل، وهي انعكاسات ما تسمى بتدابير الاستجابة، الأمر الذي يترتب عليه القيام بإجراءات احترازية ذات كلفة إضافية للتكيف مع هذه الانعكاسات ستتسبب في أعباء مادية إضافية على الدولة بالنظر إلى التباطؤ الاقتصادي العالمي الحالي وانخفاض أسعار النفط.إدارة السياسات والتخطيط البيئيالمجلس الأعلى للبيئة